امتدت حملة التطهير التي تشهدها تركيا عقب المحاولة الانقلابية في 15 يوليو الجاري إلى خارج البلاد أمس الثلثاء (26 يوليو/ تموز 2016) حيث اعتقلت سلطات الإمارات جنرالين تركيين يخدمان ضمن قوات الحلف الأطلسي بأفغانستان، فيما تتواصل حملة التطهير في الداخل.
ويفترض أن يتم نقل الجنرالين إلى تركيا لاستجوابهما.
كما تواصلت الحملة على الصحافيين مع احتجاز السلطات الصحافية المعروفة نازلي اليجاك بعد صدور مذكرات اعتقال بحق 42 صحافياً الاثنين.
وتثير الحملة التي بدأها الرئيس التركي رجب أردوغان على «فيروس» التمرد الذي نسبه للداعية التركي المقيم في المنفى بالولايات المتحدة فتح الله غولن، قلقاً كبيراً في الخارج وفي تركيا.
واعتقلت السلطات ما يزيد على 13 ألف تركي إثر المحاولة الانقلابية التي فاجأت النظام وخلفت 270 قتيلاً وأكثر من تسعة آلاف اودعوا الحبس الاحتياطي.
وضمن هؤلاء 143 جنرالاً يشتبه في تورطهم في الانقلاب الفاشل، بحسب أرقام جديدة نشرتها الثلثاء الصحافة الحكومية التركية.
وكان مسئول تركي صرح طالباً عدم كشف هويته أن سلطات الإمارات أوقفت في مطار دبي الدولي قائد القوات التركية في أفغانستان، اللواء جاهد باقر و قائد مكتب التدريب والدعم والاستشارة ضمن القوات التركية في كابول العميد شنر طوبشو.
وقالت وكالة أنباء «الأناضول» إن عملية التوقيف جاءت بعد تعاون بين أجهزة الاستخبارات التركية والإماراتية.
ويتولى الجنرالان منصبين عاليين في عملية «الدعم الحازم» الهادفة لتدريب قوات الأمن الأفغانية وتقديم المشورة إليها، بحسب موقع الحلف الأطلسي.
واكتفى متحدث باسم مهمة الحلف بأفغانستان بتأكيد أن «الفيلق يواصل مهمته» رافضاً تقديم أية تفاصيل.
ويتوقع الإعلان الخميس إثر اجتماع المجلس العسكري الأعلى بأنقرة عن تحوير مهم في الجيش.
احتجاز صحافيين
واحتجزت السلطات أمس (الثلثاء) الصحافية المعروفة نازلي اليجاك مثل سبعة من زملائها بعد صدور مذكرات اعتقال بحق 42 صحافياً الاثنين بينهم بشرى أردال الصحافية في صحيفة «زمان» اليومية التي كانت تتبع غولن، بسب وكالة الأناضول. وقال رئيس جمعية الصحافيين الأتراك، تورغاي اولجيتو «هذا محزن وغير مقبول».
واعتقلت اليجاك صباح أمس (الثلثاء) عندما أوقف عناصر الشرطة سيارتها في قضاء بودروم ونقلوها إلى إسطنبول.
وكانت اليجاك طردت من صحيفة «صباح» الحكومية في 2013 بعد أن انتقدت وزراء تورطوا في فضيحة فساد، واتهمت الحكومة حينها غولن بتدبير الفضيحة.
وكانت اليجاك عضواً في البرلمان بين 1999 و2001 ممثلة عن حزب الفضيلة.
تعديل دستوري صغير
بالتوازي مع هذه الحملة على الإعلام والجيش حصل أردوغان الاثنين على مشهد وحدة سياسية نادر، حيث اجتمع مع مسئولين من المعارضة. وأعلن رئيس وزرائه إثر الاجتماع أن «أن الأحزاب الرئيسية مستعدة لبدء العمل لإعداد دستور جديد».
وكان تم إعداد دستور تركيا إثر انقلاب 1980 وتدعو حكومة أردوغان إلى مراجعته بهدف إرساء النظام الرئاسي الذي يحلم به أردوغان بغرض مزيد تعزيز نظامه.
وتتركز بيد أردوغان الذي يهيمن على الساحة السياسية التركية منذ 2003، سلطات غير مسبوقة منذ قيام الجمهورية التركية قبل نحو قرن.
من جهة أخرى وفي مؤشر على تغير الأولويات في الدبلوماسية التركية بعد المحاولة الانقلابية، سيزور أردوغان روسيا في 9 أغسطس/ آب لإصلاح العلاقات بين أنقرة وموسكو بعد إسقاط تركيا لمقاتلة روسية على الحدود مع سورية، بحسب مسئولين.
في الأثناء أكد متحدث باسم المفوضية الأوروبية أمس أن الاتحاد الأوروبي يحترم تعهداته المالية لصالح اللاجئين السوريين في تركيا رداً على اتهامات أردوغان بعدم تلقي أي دعم.
وقال مارغاريتيس شيناس رداً على سؤال خلال مؤتمره الصحافي اليومي إن «الاتحاد الأوروبي يحترم تعهداته وأي ادعاءات بالعكس غير صحيحة».
والإثنين اتهم أردوغان في حديث لقناة «إي آر دي» الألمانية، الأوروبيين بعدم احترام تعهداتهم المالية لصالح اللاجئين السوريين.
العدد 5072 - الثلثاء 26 يوليو 2016م الموافق 21 شوال 1437هـ