أبدى سياسيون وشيوخ ومواطنون عراقيون من محافظة الأنبار العراقية مخاوفهم من عودة التطرف مجدداً إلى محافظتهم بعد تحرير غالب مدنها من قبضة تنظيم "داعش" واقتراب عودة سكانها النازحين الذين فروا من جحيم الإرهاب.
وقال نائب محافظ الأنبار السابق جاسم العسل لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن "تنظيم داعش ارتكب جرائم بشعة ليس لها مثيل بحق أهل الأنبار... وقتل واعتقل الآلاف من المدنيين بحجج واهية... وتم تهجير نحو مليون ونصف المليون من أبناء المحافظة التي تبلغ مساحتها ثلث مساحة العراق".
وأضاف العسل انه "بعد تحرير العديد من مدن المحافظة المترامية الأطراف من تنظيم داعش واقتراب أهلها الذي فروا من جحيم الإرهاب من العودة إلى مدنهم نطالب بضرورة أنهاء التطرف المتغلغل في نفوس بعض سكان المحافظة للحيلولة دون عودة حركات التمرد الى الساحة من جديد".
وأشار إلى "ضرورة معاقبة رجال الدين المعروفين بالخطاب الدموي والطائفي الذي يدفع المواطنين للتطرف ومعاقبة الشخصيات المتعاونة مع تنظيم داعش".
وسيطر تنظيم "داعش" منذ بداية العام 2014 على غالب مدن الأنبار مستغلاً الخلافات السياسية أعقبها مسلسل الاعتصامات والتي خرج بها أبناء المحافظة للتنديد بسياسات رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي.
وقال عزاوي المحمدي وهو أحد شيوخ الفلوجة إن "التنظيم المتشدد يقتنص الفرص عندما يحاول الظهور في مناطق المحافظة... بعد استغلاله انشغال أبناء الأنبار بمقاومة الجيش الأميركي، فضلاً عن استغلاله للخلافات السياسية ما بين أبناء المحافظة والحكومة خلال حقبة نوري المالكي".
وتابع المحمدي أن "وضع حد للفكر المتطرف يتطلب عدم معاداة الحكومة العراقية وان تبقى على تماس مع أبنائها، كون التطرف سيستغل أي خلاف ويحوله لصالحه".
وقال العقيد في شرطة الأنبار ستار جبار لـ (د.ب.أ) إن "الأجهزة الأمنية العراقية ستنفذ خطة من المزمع انطلاقها خلال الأيام القادمة، وهي بناء سور محكم يحيط بمدينة الفلوجة والرمادي للحيلولة دون اقتحام تنظيم داعش للمنطقتين ذاتها، إلى أننا سنقوم بالجهد الاستخباراتي بالتعاون مع وزارة الداخلية العراقية في جميع مدن المحافظة وسنردع وبقوة أي شخص يحاول أثارة المواطنين لمصالح التنظيمات الإرهابية والتطرف".