تبدو التوقعات المتعلقة بمنصات تقنية المعلومات المدمجة والعمليات السحابية في قطاع التعدين واعدةً في المنطقة في الوقت الذي تخطط فيه المملكة العربية السعودية لدعم قطاع التعدين لديها ليشكّل 10% من عوائدها غير النفطية مع حلول عام 2030 إلى جانب استثمار دول أخرى كسلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة في أحدث تقنيات التعدين. غير أنه يتعين على الشركات العاملة في هذا القطاع أن تستعد للتحديات الأمنية التي تفرضها هذه التطورات التقنية ،وفق ما أعلنت تريند مايكرو المتخصصة بأمن البرمجيات.
وأشار تقرير حديث صادر عن ’تريند مايكرو‘ الرائدة عالمياً في حلول برمجيات الأمن إلى تعرّض قطاع التعدين لهجماتٍ رقمية يشنها مجرمون رقميون، وقد استُدعيت الشركة المتخصصة في حلول الأمن للتحقيق في 17 حالة تضمنت هجمات رقمية على 22 كيانٍ عامل في مجال التعدين منذ عام 2010، كان آخر هذه الهجمات في أبريل 2016 عندما سرّب قراصنة رقميون 14.8 جيجابايت من بيانات شركة التعدين الكندية "جولدكو".
وعلى الرغم من عدم احتواء التقرير على حالات خطرة من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا إلا أن شركات المنطقة ليست في معزلٍ عن هذه الهجمات فقد وقعت شركة ’مينيرالز آند مارين آسيتس‘ التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقراً لها، وشركة ’نوتيلوس‘ الكندية ضحية عمليات احتيال رقمي دفعت فيه شركة ’نوتيلوس‘ 10 مليون دولار كدفعة مقدمة موجهة شركة ’مينيرالز آند مارين آسيتس‘ ليذهب المبلغ إلى حساب مصرفي مجهول.
وبحسب التقرير فإن السبب الرئيسي وراء الهجمات هو سرقة المعلومات التجارية إلى جانب عوامل أخرى مثل سرقة المعلومات والقرصنة. يمثّل قطاع التعدين أهميةً ذات طابع جيوسياسي واقتصادي معاً، ما يجعله هدفاً مغرياً لكون المعلومات المسروقة قد تترك آثاراً مدمرة على عمليات وأموال الشركات المستهدفة ومكانتها في السوق، كما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على اقتصاد البلد المضيف للشركة المستهدفة.
وتستهدف عمليات سرقة المعلومات في قطاع التعدين هو البيانات المتعلقة بأسعار المعادن والتي قد تساعد المنافسين على الفوز بصفقة مبيع من خلال تقديم أسعار أفضل أو التفاوض على سعر شراء أقل أو تغيير شروط عروض الاستحواذ. كما وتشكّل معلومات العملاء هدفاً آخر مغرياً لسرقة البيانات، حيث يمكن للمنافسين استخدام البيانات المسروقة للفوز بمبيعات آجلة. وتقول الدراسة بأن المجرمين الرقميين يستهدفون أيضاً بيانات الملكية الفكرية كوسائل الإنتاج ووسائل معالجة المعادن والتراكيب الكيماوية والبرمجيات المخصّصة.
ووفقاً لتقرير ’تريند مايكرو‘ فإن التنافسية العالمية في أسواق السلع والبضائع المصنّعة إلى جانب الاعتماد على الموارد الطبيعية لتحقيق التنمية الاقتصادية والتقلبات الجيوسياسية قد أسهمت إلى حد بعيد في وضع قطاع التعدين في مرمى عمليات السرقة الرقمية للمعلومات التجارية، والتي أسفرت في بعض الهجمات العنيفة عن نتائج مدمّرة.