افتُتحت قمة الجامعة العربية أمس الأحد (24 يوليو/ تموز 2016) في العاصمة الموريتانية نواكشوط على خلفية انقسامات وأزمات مستمرة في المنطقة العربية.
ولم يحضر القمة إلا ستة من القادة العرب، فيما تتمثل معظم الدول الأخرى بقيادت الصف الثاني من مسؤوليها، حسبما نقلت صحيفة "القبس"
واختصرت اعمال «قمة الامل» الى يوم واحد بدلاً من يومين كما كان مقرراً.
وهيمنت ملفات الأمن والإرهاب على أعمال القمة التي تأتي في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، وناقش القادة المشاركون تشكيل قوة عربية مشتركة وآخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، كما بحثوا ملفات اقتصادية بهدف تشجيع التكامل الاقتصادي العربي وتعزيزه. وسلط القادة الضوء على التدخلات الإيرانية في العالم العربي، ودعم طهران للجماعات الإرهابية والتخريبية في الوطن العربي.
وهناك من يرى أن هذه القمة لن تتعدى كونها مجرد آمال عريضة لن يتحقق منها الكثير للشعوب العربية، وأن توصياتها لن تحظى بالتطبيق.
وتعتبر هذه القمة الأولى التي تستضيفها موريتانيا منذ تأسيس الجامعة عام 1945، كما ستكون الأولى للجامعة تحت قيادة الأمين العام الجديد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصري الأسبق الذي انتُخب لخلافة مواطنه نبيل العربي.
وكان من المقرر أن يستضيف المغرب هذه القمة، بيد أنه اعتذر في فبراير الماضي، رغبة منه في تجنب تقديم أي «انطباع خاطئ بالوحدة والتضامن» في خضم تحولات يمر بها العالم العربي.
القضية الأولى
وفي الجلسة الافتتاحية للقمة الـ27 قال رئيس الجلسة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز: «إن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى وستظل كذلك إلى حين إيجاد حل دائم وعادل لها، كما طالب إسرائيل بالانسحاب من هضبة الجولان ومزارع شبعا».
كما ندد الرئيس الموريتاني في كلمته بـ«العنف الاعمى للارهابيين» و«التدخلات الخارجية التي تغذي عدم الاستقرار في العالم العربي».
واعتبر ان حالة عدم الاستقرار ستتواصل في المنطقة، طالما لم تتم تسوية القضية الفلسطينية، منددا بسياسة اسرائيل تجاه الفلسطينيين وتواصل «سياستها الاستيطانية».
وتسلم الرئيس الموريتاني الرئاسة الدورية لقمة جامعة الدول العربية من ممثل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، الذي ألقى خطاب السيسي في القمة.
ورأى الرئيس الموريتاني أن استئصال الإرهاب يتطلب استراتيجية متعددة الأبعاد وفي مقدمتها تحقيق التنمية المستدامة، وأنه لا بديل في سوريا عن توافق سياسي بين جميع الفرقاء يحمي وحدة أراضي سوريا.
وعلى صعيد الأزمة في اليمن، قال ولد عبدالعزيز إنه يثمن جهود الكويت لجمع الفرقاء اليمنيين للتواصل إلى اتفاق، معتبرا أن النزاع في اليمن كاد أن يقوض وحدة المجتمع ويفكك كيان الدولة.
ودعا رئيس الوزراء المصري في خطابه الى وضع «استراتيجية عربية لمكافحة الارهاب».
وطالب باعادة توجيه الخطاب الديني الذي يستغله المتطرفون لتحقيق غاياتهم في زرع الرعب والقتل والدمار.
وقال شريف اسماعيل: «إن التكامل العربي أصبح ضرورة ملحة في ظل التحديات الراهنة». وأكد أنه «لا غنى عن إنهاء الصراعات الداخلية وتوحيد الجهود لبناء المستقبل».
وأضاف إسماعيل، الذي يترأس وفد مصر للقمة: «نحتاج إلى شرق أوسط آمن ومستقر خال من الصراعات». وتابع: «نسعى لرؤية عربية موحدة لمواجهة التحولات في المنطقة».
التكامل العربي
وفي جلسة الافتتاح أيضا، قال الرئيس السوداني عمر البشير إن دعم القضية الفلسطينية نابع من المسؤولية الأخلاقية والدينية، مضيفا أنه اتفق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) على بدء مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين.
كما طالب البشير بتطوير الآليات التنفيذية للجامعة العربية والمنظمات التابعة لها، مضيفا «نحن حريصون على تفعيل التكامل الاقتصادي العربي»..
وأكد دعم بلاده للشرعية في اليمن برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي.
وأشار إلى أن ادعاءات المحكمة الجنائية الدولية بشأن السودان لا علاقة لها بالعدالة، مؤكدا أن المنطقة تمر بظروف خطيرة، و«نأمل في تجنب الانزلاق إلى مزيد من الانقسام».
الرئيس اليمني
ومن جهته، نثمن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي موقف العرب المساند للشعب اليمني والشرعية، وذكر أن الحوثيين وعلي صالح بدعم من إيران واصلوا الانقلاب على الشرعية والشعب، مؤكدا في الوقت ذاته أن الشعب اليمني لايزال يقاوم الميليشيات الطائفية.
وقال هادي إن المشروع الصفوي يريد تقويض اليمن بهويته العربية، مشيرا إلى أنه مضت أشهر على التفاوض، لكن الحوثيين وصالح يواصلون المماطلة.
وجدد الرئيس اليمني المطالبة بضرورة فك الحصار، وإدخال المساعدات إلى المدنيين اليمنيين، محذرا من تفتت اليمن وانزلاقه بسبب الانقلاب إلى المشروع الإيراني، كما دعا إلى تطبيق القرار 2216 الذي ينص على انسحاب الانقلابيين وتسليم السلاح.
ترحيب بالمبادرات
أما رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج فقد أبدى ترحيبه بالمبادرات الساعية لإنهاء أزمة ليبيا السياسية، لافتا إلى أن الجيش الليبي يواجه داعش رغم ضعف الإمكانات، مؤكدا في السياق ذاته رفضه لأي تدخل خارجي ينتهك السيادة الليبية من دون الاتفاق مع حكومة بلاده.