غداة مقابلة مضت تساءلنا هنا وحضرت الإجابة حينها، ولكن الأسئلة عادت لتتكرر من جديد خصوصا في ظل تشكيل جديد وبارق من أمل واعد.
وكان سيل الأسئلة يتتابع متتاليا من هي أسرة الأدباء الآن بعد عقود من التأسيس، ما شعارها، هل مازال هذا الشعار هو هو، حتى اليوم، وإن كان ثابتا فكيف لها أن تقرأ البحرين اليوم من خلاله ثقافيا، يا ترى من هم أهلها، وكيف يستظلون بها وما غرضهم من الاستظلال بها، هل هي محل عابر أم فضاء مركزي بالنسبة لهم، من هم نخبتها، أهي صحبة شعبوية، أم رفقة نخبوية، وما مآلاتها، وما سر تحولاتها من هم نقادها الذين يحملون همها ويفككون استعاراتها تعاطفا أو توجيها أو تصويبا، فيفتحونها على النور كما فعل علوي الهاشمي بكل رفق وحنان ومحبة مع جيل سابق، حتى غدوا كالعصافير بين أفيائها وكانت لهم حينها كظل الشجرة، من هم حضورها وماذا وراء هذا الحضور الذي يكثر أحيانا مع فعاليات خارجية، ويقل أحيانا أخرى حين تكون الفعليات داخلية بعيدة عن عين الرصد، ما هي إصداراتها، ما مستوى إبداعاتها، هل ثمة حاضرون غائبون، ومركزيون مهمشون، ما هي أهم ملامح خريطتها الثقافية، ومن يرسمها، ومن عليه أن يعيد رسمها من جديد وهل من حاجة لذلك، ما الأنساق التي تختزنها في دواخولها، وصراع الأجيال هل ثمة صراع حقا أم هو بحث عن مكان، عن محل يضع فيه اللاحقون ذواتهم ويحرسون فيه إبداعاتهم ريثما تتفقس ولا تهشمها أرجل تحرس المربض، أو تفترس فراخها أسود فضلا عن عيون متربصة لا تخلو أن تجدها في أي مؤسسة.
وهل مازالت استعارة العصافير وظل الشجرة مستمرة، أم أن الشجر الآن لا يتشابه مع ما سبقه من شجر، فالعصافير قد كبرت، أو ربما تحولت صقورا يلذ لها أن تحلق في الأفق المفتوح بعيدا عن التفاصيل، أما العصافير الجديدة فلم تعد تشبهها وما عاد الشجر يظللها.
العدد 2470 - الأربعاء 10 يونيو 2009م الموافق 16 جمادى الآخرة 1430هـ