يتمحور تخصص شي شو بشكل رئيسي على العقيدة الشيوعية، غير أن هذا الاستاذ الجامعي الصيني آثر تنويع المحتوى المقدم لطلابه بعيدا عن المجلدات السياسية الجافة ليطرح موضوعا أكثر التصاقا بواقع الشباب: جذب الجنس الآخر.
وتشمل مادة "النظرية والتطبيق للعلاقات الرومانسية" التي يدرسها لطلابه في جامعة تيانجين محاضرات حول اصول التعارف بين الجنسين وحسن تقديم الذات وكيفية التعامل مع الجنس الآخر.
ويسأل شي شو طلابه في احدى المحاضرات في مقهى الجامعة في هذه المدينة الساحلية الواقعة في شمال الصين "كيف يجب أن يكون رد فعلك عندما تتعرض للصد؟"، ليجيب "فلنكن واضحين، الحل لا يكون بالقائك الورود التي اشتريتها للفتاة في وجهها -من الضروري الحفاظ على الهدوء".
تيانجين أول جامعة في الصين تدرج هذه المادة في مناهجها وتعطي الطلاب محفزات للحضور لمساعدتهم في الحصول على شهاداتهم، في مؤشر على تخفيف تدريجي للضغوط الاجتماعية في الصين بعد عقود من هيمنة السياسات التقليدية.
ويدل ذلك ايضا على القلق المتزايد لدى المسؤولين ازاء مستوى الوعي الاجتماعي لدى فئة الشباب في البلاد -وكثير منهم نشأوا في جو من الدلال المفرط من دون إخوة أو أخوات نتيجة لسياسة الطفل الواحد في الصين.
ويوضح أبرز المتخصصين في علم الجنس في الصين لي ينهي لوكالة فرانس برس ان "اعضاء جيل الطفل الوحيد يفتقرون الى العلاقات مع اتراب لهم"، مضيفا "إذا كان لصبي شقيقة فهذا من شأنه مساعدته على فهم أفضل لكيفية التفاعل مع فتاة".
في المقهى، يستعرض الاستاذ الجامعي عبر جهاز الكمبيوتر شرائح عرض تتضمن شروحات للشبان عن كيفية "تحسين مظهرهم" من خلال نصائح بسيطة وحثهم على عدم "طرح الأسئلة على الفتيات كما لو كن في استجواب للشرطة".
ويقول للطلاب الشباب "كونوا مهذبين. قوموا بخدمة الفتيات قبل انفسكم، لكن لا تبالغوا ايضا". اما الفتيات فينصحهن بتمرير أيديهن في شعرهن و"النظر الى الشاب في العين حتى لو كن يشعرن بالخجل".
شيتشون تشيان شابة في الثالثة والعشرين من عمرها لم ترتبط يوما بأي علاقة عاطفية. وتقوم هذه الطالبة خلال جلوسها في مؤخر القاعة بتدوين نصائح استاذها بعناية على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها.
وتقول "عندما علمت بوجود مثل هذه المادة، اعتقدت ان الامر لا يصدق".
ويتولى شي مسؤوليات خاصة يتميز بها النظام الأكاديمي الصيني اذ يطلق عليه اسم "فوداويان" ومهمته تعليم الطلاب على المبادئ الماركسية اللينينية وفكر ماو تسي تونغ فضلا عن تقديم المشورة الاجتماعية، لكن مؤهلاته في مسائل العلاقات محط جدل اذ يقر ضاحكا بأنه عازب قائلا "ليست لي زوجة أو صديقة، وهو أمر محرج قليلا".
جهل للأصول
الكثير من الشباب الصينيين يدخلون الجامعات من دون خبرة عملية كبيرة في المسائل الغرامية.
فالآراء والمبادئ المحافظة منتشرة على نطاق واسع كما أن اكثرية الشباب الصينيين لا يقدرون على اقامة علاقات خلال مرحلة الدراسة الثانوية، خصوصا بسبب المتطلبات الدراسية الكبيرة الملقاة على عاتقهم لاجتياز امتحان الدخول الى الجامعات المعروف بـ"غاوكاو" والذي يحدد وضعهم الجامعي وينظر اليه على انه مفتاح المستقبل.
وغالبا ما يظهر الأهل تمنعاً شديداً ازاء فكرة اقامة ابنائهم علاقات عاطفية بحجة أنها تصرف اهتمامهم عن الأولوية المطلقة اي الدراسة.
لكن حالما يتخرج الطلاب من الجامعة، تنقلب الامر، فتبدأ العائلات بالضغط على الابناء للزواج بسرعة -مع تفضيل ان يتم ذلك قبل سن السابعة والعشرين لدى الفتيات والثلاثين لدى للفتيان- فالعزوبة الطويلة يمكن أن تكون سببا للتهكم والمخاوف والضغوط الهائلة.
وتلفت تسانغ جينغنوان صاحبة مؤلفات عن العلاقات بين الجنسين الى ان "الصينيين عادة خجولون. ولهذا السبب عندما يبدأ الطلاب بعلاقة ما، يكونون بالتأكيد متحمسين، لكنهم يجهلون اصول هذا الامر".
وتضيف "في كثير من الأحيان، يكون الأهل قد تزوجوا بهدف التماثل مع المعايير الاجتماعية أكثر منه من أجل الحب، وبالتالي هم غير قادرين على تقديم المشورة لأبنائهم".
وتشتمل المادة التي يدرسها شي شو في جامعة تيانجين على مواضيع مختلفة تختلط فيها الابعاد النفسية بالواقعية، لكنها لا تلحظ اي حصص للتربية الجنسية.
ويقول شي شو "نحن لا نعلم الطلاب اصول التقبيل بل فقط كيف يكسرون الجليد ويتواصلون مع الجنس الآخر".
للفتاة حجاب داخلي وهو وديعة الله فيها فإذا هي أزالته تركها الله وشأنها!!!