ينطلق مهرجان بايروت للأوبرا الشهير المكرس لأعمال ريتشارد فاغنر غدا (الاثنين) في أجواء أمنية متوترة في ألمانيا بعد عملية إطلاق النار الدامية الجمعة الماضي في ميونيخ ما دفع المنظمين إلى إلغاء مراسم الافتتاح.
فالدورة الخامسة بعد المئة لهذا الملتقى الصيفي التقليدي للنخب السياسية-الاقتصادية الألمانية، تنطلق بعد أسبوع بالتمام على أول هجوم أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسئوليته عنه على الأرض الألمانية.
وقال رئيس مقاطعة بافاريا هورست زيهوفر "انها ضربة تصيب بافاريا برمتها"، معلنا إلغاء مراسم الافتتاح احتراما للضحايا وعائلاتهم.
وتزخر حفلة الافتتاح تقليدا بالنخب الألمانية وفي مقدمتهم المستشارة الألمانية انغيلا ميركل. إلا ان ميركل لن تحضر هذه السنة إلى بايروت بسبب جدول أعمالها المثقل على ما أعلن رسميا. ويستمر المهرجان حتى 28 أغسطس/ آب مع حوالي ثلاثين عرضا مأخوذا من أعمال فاغنر مثل "تريستان وايزولت" و"المركبة الشبح" و"غسق الآلهة".
وتخضع "التلة الخضراء" الشهيرة التي بنى عليها فاغنر دار الأوبرا الخاصة به لإجراءات أمنية مشددة منذ بدء التمرينات في يونيو/ حزيران.
وقد منعت الحقائب والوسادات في القاعات وغرف الملابس وعلى رواد المهرجان أن يحملوا دائما بطاقة هوية عليها صورة. وهذه قيود جديدة على محبي فاغنر أن يعتادوا عليها. والسبب في ذلك الإنتاج الأخير لعرض "بارسيفال" المقرر يوم الافتتاح الاثنين والذي يقول كثيرون انه متفجر.
لم يحضر أي شخص العرض بعد إلا ان شائعات تداولتها وسائل الإعلام ونفاها المخرج الألماني اوفيه اريك لوفنبرغ، تفيد بانه قد يفسر على انه انتقاد للدين الإسلامي.
فعلى المسرح تفيد الشائعات أن "فتيات الزهور" اللواتي كن يغوين فرسان الكأس المقدسة للإيقاع بهم، يضعن البرقع.
"عبثية وسخيفة"
ويرى بعض رواد المهرجان أن تعزيز الإجراءات الأمنية سيؤثر سلبا على أجواء قصر المهرجانات المشيد وفق أمنيات ريتشارد فاغنر (1813-1883).
ويرى بعض المطلعين على كواليس المهرجان ان هذه الإجراءات قد تكون حتى وراء رحيل قائد الاوركسترا اندريس نلسنز نهاية يونيو/ حزيران. فقد أعلن المايسترو اللاتفي الذي كان يفترض أن يقود عرض الافتتاح انسحابه نهاية يونيو.
أما التينور الألماني كلاوس فلوريان غوت الذي يقوم بالدور الرئيسي فقد تعرض للاستجواب من قبل العناصر الأمنيين خلال التمرينات بحجة انه يرتدي اللباس العسكري... الذي هو جزء من أزياء العرض.
وقد أصدر نلسنز المعروف بخجله وحساسيته المفرطة بيانا حتى ليشتكي من الأجواء غير السليمة في حين أن لوفنبرغ اغتاظ من الإجراءات "العبثية والسخيفة كليا".
ومهرجان بايروت معروف أيضا بخلافاته الداخلية بين ورثة المؤلف الموسيقي الألماني الذين يهيمنون عليه وبين الفنانين كذلك.
ويقال همسا ان رحيل نلسنز الذي يستعد لتولي قيادة اوركسترا غيفاندهاوس في لايبزغ (شرق) فضلا عن اوركسترا بوسطن السمفونية، عائد أيضا إلى تدخل المدير الفني للمهرجان المايسترو الألماني كريستيان ثييلمان المتكرر.
ويشتبه في ان ثييلمان كان العام الماضي وراء استبعاد مغنية بسبب قربها من الروسي كيريل بيترينكو المنافس الكبير للمايسترو الألماني والذي تغلب عليه ليفوز بمنصب مدير اوركسترا برلين الفلهرمونية.