واجه رئيس الاستخبارات التركي الغامض حقان فيدان انتقادات علنية غير مسبوقة في اعقاب المحاولة الانقلابية، الا انه يبدو انه سيبقى في منصبه على الاقل في الفترة الحالية.
وسرت تكهنات واسعة حول مستقبل فيدان، رئيس منظمة الاستخبارات الوطنية، الذي يعتبر من أقوى الرجال في تركيا، بعد ان قال الرئيس رجب طيب اردوغان ان الثغرات الاستخباراتية ساهمت في المحاولة الانقلابية الاسبوع الماضي.
وعقد اردوغان في وقت متأخر أمس الجمعة (22 يوليو/ تموز 2016) اجتماعا استمر ساعتين مع فيدان في القصر الرئاسي الا انه لم يصدر بعد الاجتماع اي تصريح بان فيدان سيغادر منصبه.
بل ان اهم تطور اثار اهتمام مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، ان فيدان اصبح له شاربان في خطوة اعتبرها البعض تعبيرا عن ولائه للرئيس الذي له شاربان كذلك.
وقال اردوغان في مقابلة مع تلفزيون فرانس 24 "كلا، لم يقدم (فيدان) استقالته. لم نناقش ذلك".
وفي اعقاب تقارير افادت ان جهاز الاستخبارات علم بالمحاولة الانقلابية قبل ساعات من وقوعها ولكنه لم يحذر اردوغان، اقر الرئيس بوجود فشل استخباراتي.
وقال "كان هناك ضعف بل فشل في الاستخبارات"، مشيرا في الوقت ذاته الى ان مثل هذه الاخطاء وقعت كذلك في الولايات المتحدة في ما يتعلق بهجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001، والهجمات الاخيرة في بلجيكا وفرنسا.
واوضح ان فيدان ورئيس هيئة الاركان خلوصي اكار الذي احتجزه الانقلابيون، سيظلان في منصبيهما الا ان هذين المنصبين سيخضعان للمراجعة.
وصرح اردوغان "اذا كان علينا ان نتخذ قرارا (بشان مستقبلهما) فسأدرسه مع رئيس الوزراء (بن علي يلدريم)".
واضاف "في الوقت الحالي نحن في مرحلة انتقالية - ولدينا مثل يقول +لا تغير الحصان في منتصف الطريق+".
وطبقا لصحيفة "حرييت" اليومية فقد وبخ اردوغان فيدان بغضب في اعقاب الانقلاب الفاشل وقال "لقد حصلت على علامة سيئة للغاية"، ليرد عليه فيدان بقوله "انا مستعد لكل ما تأمرني به".
"ضعف استخباراتي"
وكان اردوغان اعلن في السابق انه لم يعلم بأمر الانقلاب من جهاز الاستخبارات بل من صهره، مشيرا الى انه فوق كل ذلك لم يتمكن من الاتصال بفيدان.
من ناحيته قال يلدريم انه علم بأمر الانقلاب بعد 15 دقيقة من وقوعه، ولم يكن على علم بالتهديد الوشيك.
وصرح نائب رئيس الوزراء نور الدين شانكلين لتلفزيون ان تي في "حتى لو نظرنا الى الامور بإيجابية شديدة، لا نستطيع ان ننكر وجود ضعف استخباراتي".
وقال "تصوروا ان هذه الاخبار وردت ولم يتمكن الرئيس من الاتصال بجهاز الاستخبارات". واضافة الى كل ذلك قال مكتب رئيس هيئة الاركان ان جهاز الاستخبارات ابلغه بالانقلاب عند الساعة الرابعة مساء بالتوقيت المحلي، ما يثير اسئلة حول اسباب عدم ابلاغ القيادة السياسية في وقت اسرع.
وقال الصحافي احمد حقان في صحيفة حرييت "عزيزي السيد حقان فيدان (..) عندما وصلتك الاخبار السرية بشأن الانقلاب، لماذا لم تطلع عليها اي سياسي".
وطبقاً لتلفزيون سي ان ان-ترك فعلى إثر تنبيه جهاز الاستخبارات لهيئة الاركان المشتركة بشان الانقلاب، اجتمع فيدان بعدد من كبار الجنرالات عند الساعة الخامسة والنصف يوم 15 تموز/يوليو.
وبعد ذلك اتخذوا اجراءات اجبرت الانقلابيين على تقديم موعد الانقلاب الذي كان من المقرر ان يبدأ الساعة 03:00 صباح اليوم التالي مع اعلان الحكم العسكري عند الساعة السادسة صباحا.
لكن سبب عدم ابلاغ جهاز الاستخبارات القيادة السياسية بشأن الانقلاب يبقى سراً غامضاً.
وعين اردوغان حقان فيدان رئيساً لجهاز الاستخبارات الوطني في ايار/مايو 2010 بعد ان عمل مستشاره للسياسة الخارجية لمدة ثلاث سنوات.
وحتى الان يعتبر من اشد المخلصين للرئيس التركي الذي وصفه بانه "كاتم الاسرار".
وفي تسلسل غريب للأحداث لا يزال غامضا، استقال فيدان من منصبه في شباط/فبراير 2015 ليترشح لعضوية البرلمان.
الا ان اردوغان اثار ضجة حول ذلك واعاد فيدان، الذي عقد في السابق محادثات سرية مع زعيم المتمردين الاكراد المسجون عبد الله اوجلان، الى منصبه القديم.