اليوم تتوقف الحملات الانتخابية الإيرانية استعدادا ليوم الغد، عندما يتوجه أكثر من 40 مليون ناخب إيراني لانتخاب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية المقبل، والمتنافسان الرئيسيان هما الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد، ورئيس وزراء إيران في ثمانينيات القرن الماضي مير حسين موسوي.

الإيرانيون شاهدوا بانذهال مناظرات بين المترشحين للرئاسة وسمعوا انتقادات علنية وتشريحا قاسيا لمسيرة الجمهورية الإسلامية منذ تأسيسها قبل 30 عاما وحتى الآن. ولجأ مساء أمس أحمدي نجاد إلى تحذير أنصار المترشحين الآخرين من محاولة إثارة التوتر، بينما سبقه الرئيس السابق هاشمي رفسنجان برسالة إلى مرشد الجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي يحذر فيها - فيما بين السطور - من التلاعب بنتيجة الانتخابات ومتهما أحمدي نجاد بحرف المسيرة نحو المهاترات الشخصية.

أحمدي نجاد الذي يمقته المثقفون والطبقة المتوسطة الإيرانية - بسبب أسلوب حديثه وطريقة تعاطيه مع القضايا المختلفة - يعتمد على تأييد الفقراء والسكان خارج المدن، وهؤلاء ليسوا بالقليلين. وفي المقابل فإن موسوي ازدادت شعبيته لدى قطاعات واسعة مؤخرا، وهؤلاء رفعوا اللون الأخضر شعارا لهم.

مهما تكن النتيجة، فإن الإيرانيين أثبتوا أن تجربتهم في الانتخابات تتطور، ومهما قيل عن محدودية الاختيارات، فإن الحراك الشعبي والحوارات التي شارك فيها الكثيرون لاشك أنها ملحمة ستشكل زخما مختلفا مهما كانت النتيجة. وفي حال وصل موسوي إلى الرئاسة، فإنه من المؤمل أن تنفتح إيران أكثر على خيارات جديدة مطروحة على إيران، وهذه الخيارات تحتاج إلى تفكير عملي أكثر من ترديد الشعارات وتوزيع الإعانات للفقراء. فإيران تستحق أن تلعب دورا إقليميّا مكمّلا للدور التركي والدور العربي الذي تقوده كلٌ من السعودية ومصر، والمنطقة تحتاج إلى إيران، بقدر ما تحتاج إيران إلى المنطقة المحيطة بها.

مهما يكن خيار الشعب الإيراني غدا، فإن علينا احترامه، ونتطلع إلى مستقبل يسود التفاهم والتعاون القائم على أساس الثقة والاحترام وحفظ المصالح.