أُكمل هذه الأيام خمسة أعوام كاملة من العمل مع النادي العالمي للإعلام الاجتماعي، بدأتها برئيس لفرع النادي في البحرين، ثم عضواً في مجلس إدارة النادي العالمي بالولايات المتحدة الأميركية مسئولاً عن إنشاء الفروع أولاً في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ثم امتدت مسئولياتي لتشمل دول العالم أجمع.
النادي العالمي للإعلام الاجتماعي، هذه المنظمة التي أعتز بالانتساب إليها، وافتخر بأننا استطعنا إحضارها إلى البحرين لتكون منصة أطلقنا من خلالها عشرات الندوات وورش العمل والمؤتمرات والبرامج والشهادات الاحترافية، وأشعر بسعادة غامرة كلما التقيت مع شباب بحريني من الذين حضروا تلك الفعاليات وتمكَّنوا من تسخير ما اكتسبوه من مهارات ومعارف عبرها في تطوير أنفسهم ومداركهم ووعيهم، وإضافة شيء ذات قيمة عالية لمشوارهم المعرفي والمهني، وإيجاد فرصة عمل أو تطوير وضعهم الوظيفي، وحتى خلق مشروع ريادي عبر الإعلام الاجتماعي.
كما أفخر أيضاً أن النادي العالمي للإعلام الاجتماعي في البحرين بات مظلة وارفة يضم في عضويته وتحت لوائه عشرات الشباب البحريني المبدع، والذين يأخذون على عاتقهم مهمة المشاركة الفاعلة في مختلف الفعاليات التي يقيمها النادي، كل بحسب إمكاناته، والذين باتوا بالفعل سفراء النادي لنشر ثقافة الاستخدام الأمثل للإعلام الاجتماعي، وأفخر أيضاً بشراكاتنا مع جهات كثيرة حكومية وخاصة وأهلية، والتي أثمر التعاون الفعال بيننا عن مشاريع مشتركة عادت بالخير على الجميع وعلى البحرين.
على المستوى العالمي يضم مجلس إدارة النادي العالمي للإعلام الاجتماعي خبراء من قيادات الإعلام الاجتماعي حول العالم، جلهم في الولايات المتحدة الأميركية، ودول أوروبا، والشرق الأوسط، وتمتد وصولاً إلى دول أميركيا الجنوبية وأستراليا وغيرها.
وفي سعيها الدائم لتجديد نفسها، وتعزيز مضيها قدماً لتحقيق أهدافها، تسعى هذه المنظمة الدولية إلى رفد كوادرها وعلى مختلف المستويات بالدماء الشابة، لإيمان قياداتها والقائمين عليها أن الإعلام الاجتماعي هو من مقدمة المجالات التي تشكل الجدة والابتكار والتطور اللحظي عمادها الأساسي.
أقول إن تجربتي مع النادي العالمي للإعلام الاجتماعي هي من بين أغنى التجارب العملية في حياتي، نحن نعقد اجتماعات «افتراضية» شبه أسبوعية، مستخدمين أدوات الإعلام الاجتماعي نفسه مثل مجموعات «الفيسبوك» و«غوغل هانج اوت»، بعد أن أسهمت هذه الأدوات في تسريع الأعمال وإثمارها بشكل لم يكن يمكن تخليه من قبل.
لقد دلت دراسة أجراها برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية أن مواقع الإعلام الاجتماعي تملك قدرة كبيرة على القيام بدور مهم في تعزيز قاعدة المواهب، وتوسيع نطاق فرص العمل، ودعم ريادة الأعمال في العالم العربي.
لقد تجاوزت شبكات الإعلام الاجتماعي مثل «فيسبوك» و«تويتر» و«لينكدان» أهداف مخترعيها التي كانت تدور حول توفير قناة تواصل بين الناس لا أكثر، وأصبحت هذه الشبكات عبارة عن منصات لتأسيس الأعمال وإدارتها، وبات بإمكانها تأدية أن تحل محل العديد من الأنظمة التي كانت سابقاً تستخدم في التسويق مثلاً، أو في التواصل الداخلي بين الموظفين وخلق الثقة وبث روح العمل الجماعي بينهم، إلى جانب كونها أصحبت أداة لتغيير توجهات المستهلكين وخلق أسواق جديدة أمامهم وتوجيهم رغباتهم الشرائية.
وسهَّلت مواقع الإعلام الاجتماعي عملية الوصول إلى البيانات المهمة لسوق العمل، بل وأصبحت قنوات حيوية لخلق سوق عمل افتراضية جديدة، واستثمرها الأذكياء في بناء شراكات وفرص عمل، وأسهمت في تعزيز التواصل والتعاون بين الجهات المختلفة، وفي مقدمتها عملاء المؤسسة حتى أنها أصبحت Call Center، وأسهمت في تحفيز الابتكار، وشكلت مواقع الإعلام الاجتماعي أداة أساسية للشركات الناشئة عبر إسهامها بفعالية في نجاح الأعمال عن طريق الإمكانات التسويقية الكبيرة التي توفرها، والقدرة على الاستفادة من الأسواق الإقليمية والدولية، والترويج بطرق جديدة لمختلف أنواع السلع والخدمات.
خمس سنوات مضت تمكن خلالها النادي العالمي للإعلام الاجتماعي في البحرين من إقامة الكثير الكثير من النشاطات والفعاليات والمؤتمرات واللقاءات والمحاضرات وورش العمل والبرامج، واستقطب الكفاءات الإقليمية والعالمية إلى البحرين من أجل لقاء الشباب البحريني المتعطش لكل ما هو جديد.
والآن يشحذ النادي همته من أجل المضي قدماً في طريق تعزيز ريادته مدفوعاً بشغفنا بالإعلام الاجتماعي الذي يحفزنا على الابتكار والإبداع والعطاء، وتكريس الشراكة المثمرة مع مختلف الجهات، واستقطاب المزيد من الأعضاء والمتطوعين، وبما يدفعنا لمواصلة العمل بتفاؤل على تقديم المزيد والمزيد في مجال الإعلام الاجتماعي للبحرين والمنطقة والعالم.
إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"العدد 5068 - الجمعة 22 يوليو 2016م الموافق 17 شوال 1437هـ