يتعاون كل من المخرج البولندي - الفرنسي رومان بولانسكي (ولد في 18 أغسطس/ آب 1933) والمخرج والكاتب الفرنسي أوليفييه أساياس، لإنجاز عمل سينمائي قائم على قصة حقيقية من رواية دلفين دي فيجان، حول كاتب يناضل من أجل إكمال كتاب جديد بعد انتباهه إلى أنه لم يعد مرغوباً فيما يُصدر من قبل جهة حصرية كانت معجبة بأعماله. لم ترشح معلومات كثيرة عن العمل الذي يبدو أنه يُحاط بتكتُّم شديد؛ بحسب ما يُمكن أن يُستشفَّ من تقرير مختصر كتبه هنري بارنز في صحيفة «الغارديان»، يوم الثلثاء (19 يوليو/ تموز 2016).
أساياس، كاتب ومُخرج الفيلمين: «غيوم سيلس ماريا» و «متسوِّقة شخصية» سيقوم بكتابة سيناريو الفيلم، في حين يتولَّى بولانسكي إخراجه، وفقاً لما ذكرة موقع «AlloCine». المؤلف ذائع الصيت وأحد أكثر الكتَّاب مبيعاً في فرنسا، دي فيجان، وصف قصة الفيلم بأنها تعمل على حال من التشكيك في علاقة القارئ مع الأعمال الروائية.
بولانسكي، صاحب الفيلم الرائع «الكاتب الشبح» الذي أخرجه في العام 2010، وتدور قصته حول كاتب يتم استئجاره، ومن المتمكِّنين في هذا الفن، لإنجاز أعمال إبداعية مختلفة تتوزَّع بين المقالات، والتقارير، والروايات، والمذكرات، والبحوث، يقوم حالياً أيضاً بالإعداد لفيلم درامي حول «قضية دريفوس» وقد يحمل اسم «دي». الفيلم سيركِّز على فضيحة العام 1894، التي حدثت في ظل الجمهورية الثالثة بفرنسا، وأحدثت انقساماً في المجتمع الفرنسي حول اتهام الكابتن ألفريد دريفوس، وهو ضابط يهودي في الجيش الفرنسي بالخيانة، بسبب الشكوك حول قيامه بتسريب أسرار للألمان، وتتم تبرئته في نهاية المطاف. سيكتب سيناريو الفيلم روبرت هاريس، وهو نفسه مؤلف الرواية التي تحمل الاسم نفسه، وتم الاستناد إليها في العمل.
وينتظر بولانسكي قرار المحكمة البولندية بعد تقديم استئناف ضد قرار عدم تسليمه إلى الولايات المتحدة لمواجهة اتهامات باعتداءات جنسية على قاصر تبلغ 13 عاماً، في العام 1977، وتم اعتقاله وقتها؛ حيث وُجِّهت إليه ست تهم من بينها الاغتصاب, وقد أنكر بولانسكي جميع التهم؛ إلا أنه بعد مساومة مع محامي الطفلة نصَّت على أنه إذا اعترف بإحدى التهم ستسقط عنه بقية التهم, وافق على المساومة؛ ولكنه هرب إلى فرنسا قبل الحكم النهائي للمحكمة.
وأوضح متحدِّث باسم بولانسكي لوكالة «فرانس برس»، أنه يرغب كثيراً بتصوير الفيلم في بولندا البلد العزيز جداً عليه، مشيراً إلى أن القرار النهائي بشأن بولندا لم يتخذ بعد، ورهن بمسائل قضائية مرتبطة بمذكرة توقيف أميركية صادرة عن محكمة في كاليفورنيا في حقه.
من جهته قال أحد معاوني بولانسكي بافيل أديلمان: «لم نختر بعد الممثلين، لكنهم سيكونون على الأرجح بريطانيين وأميركيين».
يُشار إلى أن قصة فيلم «غيوم سيلس ماريا» الذي أخرجه أوليفييه أساياس، تتناول علاقة مشحونة بين شابة قاسية اسمها «سيرغيد»، وسيدة أكبر منها سناً «هيلينا»، تعمد إلى الانتحار بعد أن استغلَّتها سيرغيد، بسلْبها كل ما تملك ثم تتخلَّى عنها.
أما فيلمه «متسوِّقة شخصية»، فيتناول قصة فتاة تعمل لدى امرأة ثرية، في الوقت الذي لا تحب مهنتها، تطلعاً إلى وظيفة أخرى، وتظل على تواصل روحي مع شقيقها الذي توفي، وصولاً إلى تمرُّدها، والإعراب عن رغبتها في تجاوز كل ما تراه ممنوعاً عليها. يُذكر أن أوليفييه أساياس سينمائي فرنسي. خاض كتابة السيناريو وله رؤى نقدية ذات اعتبار في الأوساط الفنية الفرنسية. صدر له كتاب بعنوان «حديث مع بيرجمان».