مع مرور أشهر من العهد الجديد للجنة الأولمبية البحرينية، كنت ضربت مثلاً بـ «اللجنة» وأنا أعتب على المؤسسة العامة للشباب والرياضة (وزارة شئون الشباب والرياضة حاليًّا) لدعمها المحدود لمشاركات أندية كرة اليد في البطولات الخارجية، الأمر الذي لا يتناسب مع سمعة ومكانة اللعبة على المستويين الإقليمي والقاري.
وللأمانة، إذا جاء أي أحد ليقارن بين ما يقدم للمنتخبات الوطنية في لعبة كرة اليد من قبل اللجنة الأولمبية البحرينية وما يقدم للأندية الوطنية في المشاركات الخارجية من قبل وزارة شئون الشباب والرياضة، سيجد وبكل وضوح أن الوزارة خلال السنوات الأربع الماضية تعطي اللعبة حقّها من الدعم في هذا الجانب بشكل أكبر من اللجنة.
الجميع يقدرون الوضع الذي تمر به الدولة على المستوى الاقتصادي، الأمر الذي أدى إلى تقلص موازنات العديد من الوزارات والقطاعات الحيوية، وللأسف أن الرياضة صارت جزءاً من عملية التقليص، ولكن الموازنات تقلصت بنسبة محددة، ويفترض أن تنعكس هذه النسب على الدعم اللوجستي والمادي الذي يقدم، أما على صعيد الدعم المعنوي فللأمانة فهو متوافر بقوة في شخص الأمين العام عبدالرحمن عسكر (المحب) للعبة كرة اليد فعلاً.
خلال العامين الماضيين على وجه التحديد، لم يعد توفر للمنتخبات الوطنية المعسكرات الخارجية، فهذا منتخب الشباب سيشارك في التصفيات بـ 5 مباريات ودية منها 3 في بطولة ودية بقطر (غير مكلفة)، والحال ينطبق على المنتخب الشاطئي العائد من كأس العالم، ولا يبدو أن منتخب الناشئين الذي سيشارك في التصفيات القادمة في البحرين بعد 30 يوماً أفضل حالاً.
وإذا جئنا إلى المنتخب الوطني الأول، فالمنتخب لايزال من دون مدرب ولا توجد رؤية واضحة، والسبب في ذلك الموازنة، فإما مدرب عالمي لمدة شهرين أو ثلاثة فقط، وإما مدرب عادي لمدة 12 شهراً، ووسط ذلك لا يوجد برنامج زمني واضح للإعداد، ولا أحد يعلم كيف سيكون هذا الإعداد من أجل المونديال؟
لن أتحدث عن التأخير في المكافآت للمباريات والبطولة، لا يعنيني كثيراً، ما أريد قوله إن التراجع على مستوى دعم المشاركات الخارجية يؤثر على قدرة المنتخبات الوطنية على تحقيق الإنجازات، وإلا ما الفائدة من المشاركات، كرة اليد لا تشارك من أجل المشاركة منذ الثمانينات وليس من الآن.
الذي شاهد نتائج المنتخب الشاطئي في كأس العالم حتى لو لم يتابع المباريات سيصل إلى نتيجة تقول إن المنتخب لم يكن بعيدا عن المنتخبات الأخرى، كان بإمكانه أن يكون من بين أفضل 6 منتخبات في العالم لو أُعد بشكل جيد، المدرب القدير موجود واللاعبون المهاريون متوافرون، لكن... كيف أشارك في بطولة من دون أن ألعب مباريات ودية؟
الخلاصة، أتمنى من المسئولين في اللجنة الأولمبية البحرينية الالتفات إلى هذه الجزئية، العودة إلى المربع الأول ليس في صالح اللعبة، الآخرون يعملون بجد واهتمام، وإلا سنرى أنفسنا بعيدين عن المنافسة.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 5067 - الخميس 21 يوليو 2016م الموافق 16 شوال 1437هـ