دعنا نكون صادقين مع أنفسنا إلى أبعد الحدود. فلقد كان من المفروض، سياسياً وامنيًاَ والتزاماً قومياَ أخلاقياَ، أن ينعقد مؤتمر القمة العربي مرتين أو أكثر كل سنة ليحاول المساعدة في إطفاء الحرائق الهائلة التي عمت الوطن العربي في الخمس سنوات الماضية. كانت أهوال الأحداث وتعقيداتها تستدعي ذلك وأكثر من ذلك.
ذاك أسف وعتاب تتقدم بهما الأمة إلى قادتها. ولأن الكثير من الوقت قد ضاع فإن المنطق يستوجب ألا يكون اجتماع القمة العربية بعد أسبوع اجتماعاَ عادياَ وروتينياً، وإنما يتحمل ذلك الاجتماع مسئولية تاريخية مفصلية في حياة هذه الأمة. من هنا ننتظر أن ينظر المؤتمر في تبني الآتي:
أولاً - في مواجهة كل المحاولات الخارجية إنهاء العمل العربي المشترك، من خلال طرح مشاريع شرق أوسطية مشبوهة وهادفة للتطبيع مع الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، هناك ضرورة لتكوين فريق من الساسة والمفكرين وممثلي المجتمع المدني لوضع مشروع إصلاح شامل لمؤسسة الجامعة العربية، حتى تصبح مؤسسة قوية وقادرة وفاعلة وذات صلاحيات واسعة وممثلة لا للحكومات فقط وإنما للشعوب أيضاَ.
إن ترك الجامعة العربية في ضعفها الحالي وقلة حيلتها قد أصبح جريمة بحق وحدة هذه الأمة ونهوضها المشترك وأحلام شعوبها المستقبلية.
ثانياً - لقد أصبح جنون الجهاد التكفيري العنفي، المشوُه لصورة العرب وروح ثقافتهم، الدين الإسلامي، أصبح كارثة كبرى في حياة هذه الأمة. وهناك حاجة ملحة لمواجهة هذه الكارثة. بجهد عربي مشترك له منطلقات فكرية واحدة، وله خطوط حمر واحدة لا يتخطاها أي قطر عربي بسبب مصالحة القطرية الذاتية، وله أساليب مواجهة سياسية وأمنية وإعلامية واحدة متناسقة متناغمة.
من هنا الأهمية الملحة لتكوين فريق آخر ليقترح استراتيجية عربية مشتركة يتبناها الجميع ويوقعها الجميع ويعمل بها الجميع، من دون أي استثناء. هذه الاستراتيجية يجب أن تتعامل أيضاً مع موضوع الانقسامات الطائفية في حياة الأمة التي أصبحت تسمم حياة الأمة السياسية وتساهم في استحالة العمل العربي المشترك.
ثالثاً - لقد أدى ضعف وسقم الجامعة العربية من جهة وانغماس الكثير من الأنظمة العربية في موضوعي الجهاد التكفيري. والانقسام الطائفي، أدى كل ذلك إلى وجود خلافات وصراعات وسوء فهم فيما بين هذا القطر العربي أو ذاك على المستويات الرسمية والشعبية.
وبسبب ذلك انفتح المجال للتدخلات الأجنبية التي ساهم أكثرها في إشعال مزيد من الخلافات والصراعات.
من هنا الأهمية القصوى للنظر في وجود فريق من ذوي النوايا الحسنة وغير المنغمسة في وحول الصراعات يناط بأعضائه القيام بمهمات الوساطات وتقريب وجهات النظر وجمع الأطراف المتحاربة حال وجود المشاكل وقبل تطورها إلى حالات اللاعودة واللاحل. من العيب علينا انتظار تدخلات هيئة الأمم ووزراء خارجية الدول الأجنبية من أجل إطفاء حرائقنا. وفي الواقع فإننا قد أصبحنا عبئاً ثقيلاً ومملاً على العالم كله.
إن الوضع الصعب الخطر الذي تعيشه الأمة العربية وتكالب الأعداء والشامتين عليها من كل حدب وصوب وانقسام أنظمتها السياسية المريع والعبثي في كل كثير من الأحيان... إن كل ذلك يحتم الانتهاء من كل ذلك خلال بضعة شهور. إذ هناك حاجة مصيرية لانعقاد مؤتمر قمة عربي آخر خلال ستة شهور قادمة للنظر فيما يقدُم للرؤساء من مقترحات وإقرارها.
سيكون مفجعاً لو أن قادة هذه الأمة لم يرتفعوا إلى مستوى المسئولية التاريخية التي تحتمها الأحداث المفجعة المتلاحقة التي ستكون لها آثار وخيمة على مستقبل هذه الأمة.
إننا نذكر قادة الأمة الذين سيجتمعون بعد أسبوع بأن الكيان الصهيوني لن يهدأ قبل تدمير وتمزيق الأمة، بأن دول الجوار قد قررت أن تملأ الفراغ الذي أوجده ضعف هذه الأمة وتمزُقها وعدم تفاهم أجزائها مع بعضها البعض، بأن المجتمعات العربية تغلي وترعد وتبرق وقابلة للانفجارات الهائلة. إن مسئوليتهم كبيرة وعليهم تحمُلها بالكامل وبالسرعة القصوى وبأعلى درجات الالتزام القومي والأخلاقي.
إقرأ أيضا لـ "علي محمد فخرو"العدد 5067 - الخميس 21 يوليو 2016م الموافق 16 شوال 1437هـ
العرب و اتفاقياتهم الأمنية رمز التبعية
أحياناً أستهجن التفاؤل ولو لمجرد التفاؤل! فطالما أضحينا نطرب ونتمايل لمازامير وحركات قوى التحالف السايكس بيكوي لحل مشاكلنا لا حل وحتى يأتي اليوم الذي نسلخ عن جلدتنا هكذا اتفاقيات ونعوِل على رجالات جلدتنا فلا داعي لحتى التفكير في هكذا تفاؤل.
قال الكاتب :(الدين الإسلامي، أصبح كارثة كبرى في حياة هذه الأمة. وهناك حاجة ملحة لمواجهة هذه الكارثة.) الدين الإسلامي برئ مما تقول وهو دين رحمة للانسانية جمعا دين ضد التطرف وضد الطائفية، دين تسامح و محبة.
الكثي. من الزعماء العرب تخلو عن الدور الايجابي وآخرون اصبحوا سلبيون وزادوا في معاناة العرب. ... والجامعه العربية اصبحت رهينة لسياسة الاقوى والاغنى. .. ولا نرى افقا مضيئا في الأجل القريب