طالب المشاركون في ندوة «مشروع سنوات الجريش»، بالمزيد من الاهتمام بالتراث والتنقيب؛ لما للبحرين من مقومات سياسية وتراثية.
وتحدث الباحث التاريخي جاسم آل عباس في الندوة التي نظمتها جمعية البحرين للتراث والفنون الاجتماعية، وذلك مساء يوم الثلثاء الماضي (19 يوليو/ تموز 2016)، بحضور مجموعة من الباحثين والمهتمين بالتراث التاريخ.
وبدأت الندوة بكلمة لرئيس «جمعية البحرين للتراث والفنون الاجتماعية» محمد حسن خلف، كشف فيها عن أهداف الجمعية تحت التأسيس، والتي من بينها الحفاظ على التراث والفلوكلور الشعبي وتنمية الأغاني الشعبية، وتوفير المتاحف الخاصة والعامة؛ لنشر تراث البحرين وحمايته والحفاظ عليه وتنمية المواهب، وتنظيم الرحلات المدرسية والدراسية للطلبة والباحثين.
وأشاد خلف بالدور الكبير الذي تقوم به رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة للحفاظ على التراث.
أما آل عباس، فاستعرض في بداية الندوة فكرة مشروع سنوات الجريش بقوله «بدأت الفكرة بموقع تراث وتاريخ البحرين في 2002 بدافع حب الفضول والمعرفة لجذور شعب البحرين التي تعرض لها البحرين، ثم تحول إلى (سنوات الجريش) نسبة لسنوات المجاعة والقحط التي تعرضت لها البحرين».
وأضاف «البحرين من أوائل البلدان التي آمنت بالرسالة المحمدية، وكان للرسول (ص) أكثر من حديث يمجد أهل البحرين، وتلك الأحاديث يجب تدريسها بالمدارس، كما أن البحرين اشتهرت بالمساجد، وكانت قبلها بالكنائس والكنيس».
وأشار إلى أن الديانة المسيحية كانت الديانة الثانية في البحرين لمدة بين 100-200 سنة، وتم تحويل الكنائس فيما بعد الى «مساجد تل»، وتم استخدام الحجر والحصى لهذه الكنائس، باعتبارها مقدسة، الى أساسات للمساجد، وهو ما يفسر وجود عدد كبير من المساجد المبنية على تلال صغيرة، وهي بقايا الكنائس، وتم جرف اكثر من 82 مسجد تل خلال الفترة الماضية».
ولفت «للأسف كان يفترض بمناهج وزارة التربية أن تشير إلى أحاديث النبي محمد (ص) لكي تدرس في المدارس، فهناك العديد من الروايات التي أشارت للبحرين، كالإشارة إلى قبيلة عبدالقيس مثل «يا معشر الأنصار أكرموا إخوانكم من أبناء عبدالقيس، فهم أشبه الناس بكم؛ فقد أسلموا طائعين لا مكرهين».
وتطرق أيضاً إلى قصص كثيرة من ضمنها الأمراض التي أصابت أهل البحرين، وليلة قصف شركة نفط البحرين الوطني «بابكو 1940»، والنهضة العلمية التي عاشتها البحرين.
يشار إلى أن جاسم آل عباس هو ابن قرية المعامير، وهو صاحب مدونة سنوات الجريش، وصدر له أكثر من 12 مؤلفاً بعضها مطبوع وبعضها ينتظر، من كتبه المطبوعة: «دور العبادة في قرية المعامير»، «محطات من ذاكرة المعامير»، «العلامة الدكتور الشيخ علي آل عصفور مجاهداً ومعلماً».
العدد 5067 - الخميس 21 يوليو 2016م الموافق 16 شوال 1437هـ