«أنا واثقة أن الجميع يشعر بما أشعر به ويشعر به زملائي الأيتام، فنحن لسنا وحدنا فالجميع يتقاسم الألم، و يعلم ما هو شعور الفقد وألم الموت، ففي الوقت الذي فقدت فيه والدي فقد آخرون أيضاً عزيزاً لديهم، سواء كان أباً أم أخاً أو أماً، ولربما كان عمّاً أو صديقاً»، بتلك العبارات وصفت المتفوقة في المرحلة الجامعية وإحدى المكرمات في الحفل السنوي الثالث عشر للمؤسسة الخيرية الملكية مريم فريد عاشور شعورها حينما سألتها «الوسط»، عن ما تشعر به في هذه اللحظات المميزة في ظل غياب والدها الذي فقدته وهي في عمر الثالثة.

مريم والتي تتمتع بشخصية قوية، لم يكن كلامها عن قهر الظروف مجرد شعارات ترددها، فرغم فقدانها لوالدها العام 1996م وقيام والدتها بدور الأب والأم، إلا أنها تصدرت لوحة شرف المتفوقين في العام 2010 لتكون أولى البحرين محققة معدل 99.4 في المئة وتحصل على بعثة لدراسة الطب وتنهي دراسة الطب، وحاصلة على جائزة فيصل بن حمد للتميز الدراسي وحالياً هي في سنة الامتياز، وتطمح أن تتخصص في دراسة أحد التخصصات الدقيقة، كجراحة المخ والأعصاب، والتي تحتاجها مملكة البحرين.

نجاح مريم لا حدود له، فكانت أول بحرينية تحصل على ثلاث جوائز خلال دراستها، منها جائزة جيمس فنوكن لطب الباطنية، جائزة جون ميرفي لطب النساء والتوليد وجائزة نيل أوهاقننز للجراحة.

وحول حياتها بلا أب قالت: «ترك والدي فراغاً كبيراً لا يمكن لأحد أن يملأه بالتأكيد إلا أن حنان أمي عوضني، ولم تشعرني يوماً بأني أختلف عن زميلاتي ولم أشعر بالعجز، تمنيت وجوده في كثير من اللحظات، إلا أني مؤمنة بأن تجارب الحياة تصقلنا وتبني شخصيتنا وقد كبرت، وأنى أرى أمي مثلاً أعلى فهي الأم ومربية الأجيال والحنونة والصبورة، وأشكر الله على نعمه».