هزم أيتام قسوة ظروف الحياة من خلال تحقيقهم النجاح والتفوق في حياتهم الدراسية، وعلى رغم أنهم يقفون على مسرح التكريم بلا أب أو بلا أم أو بلا الاثنين، فإنّهم يحملون في ذاكرتهم صوراً لمن خطفهم الموت منهم وودُّوا لو كانوا يجلسون في المقاعد المخصَّصة للحفل الثالث عشر لتكريم الطلبة المتفوقين الذي نظمته يوم أمس الأربعاء (20 يوليو/ تموز 2016)، المؤسسة الخيرية الملكية تحت رعاية ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشئون الشباب، رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، للاحتفاء بالمتفوقين من أيتام مملكة البحرين والبالغ عددهم 450 طالباً وطالبة من مختلف المراحل الدراسية والجامعية.

خلال الحفل السنوي الـ 13 للمؤسسة الخيرية الملكية أمس

دموع الفرح تمتزج بدموع الفقد في حفل تكريم 450 متفوقاً من الأيتام

الصخير - زينب التاجر

هزم أيتام قسوة ظروف الحياة من خلال تحقيقهم للنجاح والتفوق في حياتهم الدراسية، وعلى رغم أنهم يقفون على مسرح التكريم بلا أب أو بلا أم أو بلا الاثنين، إلا أنهم يحملون في ذاكرتهم صوراً لمن خطفهم الموت منهم وودوا لو كانوا يجلسون في المقاعد المخصصة للحفل الثالث عشر لتكريم الطلبة المتفوقين والذي نظمته يوم أمس الأربعاء (20 يوليو/ تموز 2016)، المؤسسة الخيرية الملكية للاحتفاء بالمتفوقين من الأيتام والبالغ عددهم 450 طالباً وطالبة من مختلف المراحل الدراسية والجامعية، تحت رعاية ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشئون الشباب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، إذ أشاد سموه باهتمام عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وحرصه على أن يحظى جميع الأيتام البحرينيين بمستوى تعليمي ممتاز، وتوفير كافة الخدمات والرعايات المتنوعة لهم، بما يمكنهم من التحصيل العلمي والتفوق والحصول على حياة كريمة ومستقرة، وبتوجيه جلالته لتيسير السبل التي تعين الأيتام على التفوق والنجاح في حياتهم ليكونوا لبنات صالحة معطاءة في المجتمع يساهمون في رقيه وازدهاره.

وأشاد سموه بتعاون وزارة التربية والتعليم وجامعة البحرين وجميع المؤسسات التعليمية الحكومية والأهلية مع المؤسسة الخيرية الملكية في الاهتمام بتعليم أبناء المؤسسة من باب الشراكة المجتمعية التي تحرص عليها المؤسسة، الأمر الذي ساهم في توفير البيئة التعليمية المناسبة لهم للنجاح والتفوق، تحقيقاً لرؤى جلالة الملك لبناء مجتمع متكافل، ودعم مسيرة العمل الخيري في مملكة البحرين.

وقد بدأ الحفل الثالث عشر لتكريم الطلبة المتفوقين بعزف السلام الملكي، ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم، بعدها تم عرض فيلم (حلم تحقق) والذي يحكي قصة تفوق أبناء المؤسسة، بعدها ألقى الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية مصطفى السيد كلمة، أشاد فيها بالرعاية الملكية واهتمام جلالة الملك ودعمه الدائم اللامحدود لأبنائه وبناته طلاب المؤسسة الخيرية الملكية، وحرصه على أن يحظى الجميع بحياة كريمة ويتمتعوا بمستوى تعليمي عالٍ لنيل التفوق والنجاح من أجل المساهمة في دفع عجلة التنمية لمملكتنا الغالية.

وأشاد برعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لهذا الحفل وحثه للطلبة على الارتقاء بمستواهم التعليمي ومواصلة التميز والتفوق في مشوار حياتهم الدراسية والعملية والاجتماعية، الأمر الذي يؤكد اهتمام سموه بأبناء المؤسسة وحرصه على نيلهم أعلى مراتب النجاح وتحقيق طموحات جلالة الملك.

وأضاف: «وكما نحرص جميعاً على تفوقكم الدراسي فإننا نحرص على نجاحكم في الحياة ولاشك بأن ما نراه من تطرف وتعصب مبغوض يجتاح العالم يجعلنا نخشى على أبنائنا وفلذات أكبادنا من الوقوع في شرك هذا التطرف البغيض، لذا فإن الملاذ الآمن لنا جميعاً بأن نرفض كل عمل يضر بأمننا وسلامة أوطاننا ونحرص على التمسك بقيادتنا الرشيدة والالتزام بالقيم الإسلامية الصحيحة والعادات العربية الأصيلة».

وقال: «وإننا في مملكة البحرين نؤمن بأن حياتنا إنما هي من صنع أيدينا وإنني أدعو الجميع لنتحلى بالحكمة والمبادئ الإسلامية والقيم العربية ليتحقق لنا الخير ولترفرف أعلام المحبة والسلام في زمن مر مؤلم مليء بالصراعات غير المنطقية راجين من رب السماوات رب العالم أجمعين أن يهبنا الحكمة والرشاد لنزرع المحبة بدلاً من الكراهية والبناء بدلاً من الهدم والسلام بدلاً من الحروب».

بعدها قام نائب رئيس مجلس الأمناء الشيخ عدنان القطان، والسيد، بتكريم الطلبة الحاصلين على جائزة فيصل بن حمد للتميز الدراسي، وهم: الطالبة مريم فريد عاشور عن المرحلة الجامعية، والطالبة زينب حسن علي عن المرحلة الثانوية، والطالبة فاطمة عباس معيوف عن المرحلة الإعدادية، والطالب عبدالعزيز جليل الدين محيي الدين عن المرحلة الابتدائية. بعدها تم تكريم الطلاب المتفوقين من مختلف المراحل الدراسية والتقاط الصور التذكارية معهم.

أما المتفوقون الأيتام، فقد سردوا لـ «الوسط» ذكريات الماضي مع آبائهم المتوفين، والقليل مما يتذكرونه عنهم، إذ امتزجت دموع الفقد بدموع الفرح.