في الوقت الذي سادت فيه قناعةٌ بانتهاء زمن الانقلابات، شهدت المنطقة خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، انقلابين كبيرين، متضادين في الاتجاه، سيتركان تأثيرهما على مجمل الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط.
وقع الانقلابان في بلدين إسلاميين مهمين، أحدهما كان مركزاً للخلافة الإسلامية لخمسة قرون، حتى سقطت مطلع القرن العشرين، والآخر يمثل الثقل الأكبر في الوطن العربي، بموقعه الجغرافي والتاريخي العميق.
الانقلاب الأول وقع قبل ثلاثة أعوام، وقاده الجيش في مصر ضد حكم الإخوان المسلمين، بعد تمهيدٍ ذكي استمر لعدة أشهر، من التحريض الإعلامي المركّز على تجربة الحكم الوليد، حيث استجاب عدة ملايين لدعوة إسقاط الحكومة ونزلوا إلى الشوارع، وتم عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، وأعقب ذلك إجراءات قمع وتصفية ومحاكمات للآلاف، وصدور أحكام بالإعدام للمئات، أثارت الكثير من الاعتراضات في الخارج.
الانقلاب الثاني وقع قبل أربعة أيام، وقادته مجموعةٌ من ضباط الجيش التركي ضد حكم حزب العدالة والتنمية، الإسلامي التوجّه. ومع فشل الانقلاب، تم الشروع في إجراءات مماثلة ضد الانقلابيين، مع تصفية حسابات واسعة شملت آلاف القضاة، غير العسكريين، مع التهديد الصريح بمحاكمات تنتهي بالإعدام، ما أثار أيضاً الكثير من الاعتراضات في الخارج.
خلاصة التأمل في الواقعتين، أننا في هذه المنطقة الموبوءة في العالم بعقلية الثأر وسياسات الكراهية، مازلنا ندور في حلقةٍ مفرغةٍ، ومازالت تحكمنا قاعدة: «إما أنا أو أنت»، و«لا يجتمع سيفان في غمد»، و«إما قاتل أو مقتول».
السياسة عندنا لا يوجد فيها معارضة، ولا يمكن أن نسلّم بوجود طرفٍ آخر، أو رأيٍ آخر، أو حتى بوجود قناةٍ أو صحيفةٍ أخرى. المطلوب أن يتكلّم الكلّ بصوتٍ واحد، وينطلقون من قناعةٍ واحدة، وإلا فإنهم خونةٌ ومتآمرون!
المطلوب أن تكون هناك سياسةٌ واحدةٌ، تُملى على الجميع، وينصاع لها الجميع، دون أن يرفعوا رؤوسهم، أو يخرجوا عن الخطبة الرسمية بوصةً واحدةً، على طريقة «ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد».
سياسات الدول التي تعترف بحق شعوبها في التعبير عن الرأي، وتعترف بوجود المعارضات، لا تعامل المواطنين بالريبة وتعتبرهم كخونة، ولا تصنّف الأحزاب المعارضة كأعداء، فتعدّ قوائم المطلوبين مسبقاً، فإذا حانت أية فرصةٍ انتهزتها لتصفية الحسابات، وألقت بآلاف المواطنين في قعر السجون والمعتقلات.
إنها الحلقة المفرغة التي يدور فيها الشرق منذ مئة عام، والنفق المظلم الذي يعيش فيه الأخوة الأعداء. كلٌّ منهم يتكلّم باسم الوطن، والوطن لا يعني له غير المصالح الحزبية والفئوية، والامتيازات. فتركيا عاشت ستة انقلاباتٍ خلال مئة عام، ومصر عاشت ثلاثة انقلابات خلال نصف قرن. والخاسر في جميع هذه الانقلابات هي الشعوب والأوطان، التي تستمر كبوتها، ويتأخر نهوضها، وتتعثر مشاريع تنميتها، بينما بقية دول وشعوب العالم تتنافس في التنمية وتحقيق الإنجازات.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 5065 - الثلثاء 19 يوليو 2016م الموافق 14 شوال 1437هـ
ما يقوم به اردوغان اليوم من اجراءات تصادر كل شيء لصالح حزبه كان سيقوم بها محمد مرسي لو طال به الاجل في الحكم . الاثنان وجهان لعملة واحدة لكن الله قيض لمصر الرئيس السيسى الذي انقذ البلاد من الانزلاق الى اتون الفاشية .ماحدث في تركيا ليس هو الحدث وانماتداعياته القريبة هي ما ستتصدر نشرات الاخبار .وما طار طير وارتفع الا كما طار وقع
مرسي الغبي طبع العلاقات مع عدو العرب والمسلمين هي إيران وحزب ..وهذا نهايته
احسنت سيد .... صوت الحق في منطقة اصمها الاحقاد من سماع الحق .... ثقافة الكراهية هي السائدة ... ربهم المصالح الضيقة وضحاياهم شركاء الوطن والدين
9
مشكلتنا دائما وأبدا هي قلب الحقائق وبدون استحياء ، أنا أختلف مع مرسي من الألف إلى الياء لكن أقول الحق الرجل فاز بانتخابات شرعيه وعليك وعلي القبول بها ومن ثم جاء السيسي بتاعك وعمل الإنقلاب،، ورقم 2 إنقلاب أردوغان ليس مسرحيه على أساس ما تزعل بس تمثيليه سخيفه !
هناك فرق بين الانقلابين في مصر الشعب انقلب على مرسي فوقف الجيش مع الشعب فنجح الانقلاب ام تركيا الشعب والجيش وقف مع الرائيس فتم القضاء على الخونه
الان ما يفعله اردوغان بمعارضيه العسكريين هو نفس ما فعله العسكريين بجماعته الاخوان في مصر. قتل ومحاكمات واعتقالات وتصفية القضاء .الدنيا دول.عبرة.
الانقلاب الأوّل لم ينجح لكن على ما يبدو انّ هناك انقلاب قادم ربما ينجح فما تقوم به الحكومة التركية امر يوغر النفوس وينشر الاحقاد والضغائن وهذا بدوره سيبعث على التفكير في الخلاص من هذا الوضع بأي كلفة
مقال اليوم معارض لشريحة كبيرة من قرائك وذلك بإعتبار أن ماحدث في تركيا ومصر إنقلابين .
احنه ما فهمناه مثل ما فهمته. ما حدث فب مصر انقلاب ضد حكم الاخوان معروف وما حدث بتركيا انقلاب ضد اردوغان.
منطقة التناقضات في الشرق الاسلامي..
جيش حر (ولو كوكتيل من عدة دول) يصبح معارضة يمدونه بالسلاح وآخر جيش حر يتم تصوير اهانتهم في الشوارع وفصلهم وسجنهم..
انقلاب على رئيس منتخب هو جهاد وانقلاب ضد رئيس منتخب آخر هو حرام وخروج على الشرعية..
عن عبدالباري عطوان
الموقف العربي غريب جدا ومضحك في الوقت نفسه ، فالدول العرببه التي دعمت الإنقلاب العسكري في مصر لاطاحة نظام ، عارضت بقوه الإنقلاب العسكري في تركيا وأكدت حرصها على الديمقراطيه وهي التي لم تعرف بعض شعوبها صناديق الإقتراع أو القضاء المستقل أو إحترام حقوق الإنسان.
هذا حالنا حكومات وشعوب
الكاسر
ظلم الانسان لآخاه الانسان
ولا من معتبر العناد سيد الموقف
مافي رجل رشيد ينصح ويحث على التصالح
لجميع الأطراف
الحمد لله احنا في الخليج بعدين عن انقلابات اللهم احفظهم و وفقهم يارب
تعرف عزيز كل لانقلابات العفويه نجحت واكثر الانقلابات المدسوسه من الخارج وبتعاون دول بس لخراب الجار والافضل منها تفشل .. والدليل كثر.