العدد 5065 - الثلثاء 19 يوليو 2016م الموافق 14 شوال 1437هـ

سند: على الكاتب أن يكتب بعقلية الطفل لا عقليته هو

طفل جعلني أغيِّر خاتمة قصتي...

(من اليسار): إبراهيم سند ومُقدِّمه زكريا رضي... وفي الإطار بتول زكريا
(من اليسار): إبراهيم سند ومُقدِّمه زكريا رضي... وفي الإطار بتول زكريا

المنامة - سوسن دهنيم 

تحديث: 12 مايو 2017

لم يكتفِ مدير الفعالية التي أقيمت في أسرة الأدباء والكتاب يوم الأحد الماضي (17 يوليو/ تموز 2016)، تحت عنوان: «أدب الطفل بين التراث واللغة والتشكيل الفني»، وأدارها زكريا رضي، بتقديم سيرة مختصرة للقاص البحريني إبراهيم سند للتعريف به قبيل بدء محاضرته؛ لكنه آثر أن يدع طفلته بتول زكريا تقرأ قصة «الأحلام المزعجة» للجمهور، ليكون الطفل هذه المرة هو السارد والمؤلف وجمهوره هم المستمعون، في خطوة مختلفة ومخاتلة.

وفي تعليقه على طريقة تقديمه، قال إبرهيم سند إنه «جِدُّ سعيد بأن يستمع لقصته تُروى من أحد الأطفال الذين يقرأون له»، وأن بتول ما اختارت قصته هذه «إلا لأنها وجدت فيها ما يشدّها ويرضي ذائقتها». وأضاف، أن «المشكلة الكبرى فيما يخص أدب الطفل هو عدم التواصل بين الكاتب والطفل، فالكاتب يكتب ما يراه مناسباً للطفل وما يعتقد بأنه سيعجبه، بينما الأمر مختلف في كثير من الأحيان. مشيراً إلى أن على القاص أن يكتب بعقلية الطفل لا عقليته هو.

وأكد أنه دائم التواصل مع جمهوره من الأطفال من خلال المدارس من جهة والورش التي يقدِّمها لهم والفعاليات التي يحضرها من جهة أخرى.

كما وجَّه نداءً لجميع أولياء الأمور أكد فيه ضرورة الاهتمام بالطفل وقراءة القصص له وقضاء أوقات معه «فالطفل يطلب رواية القصص لا لأنه يريد معرفة وعلماً فحسب؛ بل لأنه يريد اهتماماً ورعاية يشعرانه بالراحة.

قد يموت الطفل جوعاً للمعرفة

في حكايته التي بدأ بها المحاضرة أراد سند أن يوجّه رسالةً مفادها أن بعض الأطفال قد يموت جوعاً للمعرفة كما قد يموت أي كائن من الجوع. فبدأ محاضرته سارداً قصة الطائر الذي اشترته سيدة كانت تشعر بالوحدة وتريد من يسلّيها، وبعد أن أكد لها البائع أن هذا الطائر هو الخيار المناسب؛ بسبب قدرته البالغة على الكلام، ولكنه لم يتفوه بكلمة واحدة طوال يومين فذهبت السيدة للبائع تشكوه الحال، ليقنعها أن تقتني له سلّماً كان يبيعه بحجة أن هذا النوع من الطيور يهوى تسلّق السلالم وكان له ذلك، ولكن السيدة عادت له في اليوم التالي للسبب نفسه؛ إذ لم يتكلم الطائر أيضاً، فأقنعها بشراء مرآة كان يبيعها للطيور، ومع ذلك عادت السيدة في اليوم التالي تشكو الأمر ذاته، وأقنعها بشراء أرجوحة ففعلت. لكنها عادت في اليوم الرابع لتخبره أن الطائر مات بعد أن تفوه بسؤال واحد فقط وهو: أليس في هذا البيت طعام؟!

ومن هذه الحكاية أكد الكاتب البحريني إبراهيم سند ضرورة القراءة للأطفال، وخصوصاً أن تراثنا العربي مليء بالقصص الشعبية الجميلة التي كانت اللبنة الأولى التي انطلق هو منها في كتابته؛ إذ تحتوي هذه القصص على الكثير من الطاقة وتقدم الأجوبة الخلاقة للعديد من المشكلات التي تعترضنا بلغةٍ غير معقدة على حدّ قوله، وأنها تعتبر محرّكاً فعّالاً للخيال والذاكرة.

ثم تطرَّق سند خلال ورقته لمشواره مع كتابة القصص منذ العام 1983 حين أصدره كتابه الأول «وطن النخلة» الذي لم يلقَ الاهتمام الكبير؛ بسبب اعتماده على الشعبي والتراثي. ليصدر في العام التالي قصة «ماذا تمنّت النملة أن تكون؟ « وهي القصة التي اضطر لتغيير خاتمتها بعد أن انتقدها أحد الأطفال ليخلص إلى ضرورة الاهتمام برأي الطفل نفسه في القصص وألا يعتمد على ما يراه هو مناسباً للطفل. ومن هنا وجّه سند نداءً لكتّاب القصة وللنقاد بضرورة الاهتمام برأي الطفل وما يحبه والانطلاق من سنه واحتياجاته وعقليته لا من فكر الكاتب فقط وما يراه هو مناسباً له.

كما ذكر الكاتب أنه بدأ الاهتمام بالحوار واستخدام العبارات القصيرة وبناء الشخصية أكثر في قصته «البطيخة القوية» الحائزة على المركز الأول في إحدى المسابقات، كما اهتم بالشخصيات النامية في قصته «الطيور الزرقاء» التي حازت على المركز الثامن في مسابقة بالإمارات كانت حافزاً له لدخول المسابقة ذاتها في العام التالي ليحرز المركز الأول عن قصته «أجمل إحساس» .

«مدينة الأحلام» تجربة مختلفة

من جانبٍ آخر، تحدّث سند عن تجربته في كتابه «مدينة الأحلام» الكتاب الذي اشترك في كتابته 25 طفلاً من مدرسة جدحفص الإبتدائية للبنين شاركوا في ورشة قدَّمها لهم لمدة ساعتين في يومين فقط ليطبع الكتاب وبين دفتيه مشاركات لأطفال نشرت كما هي، مؤكداً ضرورة الاهتمام بمواهب الأطفال والإيمان بقدراتهم.

وقال سند، إنه في القصص يهتم بضرورة البحث عن حلول للمشكلات التي تصادف المجتمع حتى وإن كان الكتاب موجّهاً للطفل الذي يعتبر واحداً من أهم مكوناته، وهو ما بدا جلياً في كتابه «ماذا تقول الشمس» الصادر بدعم من معهد التنمية السياسية، مؤكداً أن نجاح الكاتب لا يكمن في نجاح قصته بقدر نجاح كتابه شكلاً ومضموناً وتوزيعاً، وهو ما حدث مع هذا الكتاب الذي طُبِعت منه خمسة آلاف نسخة في طبعتين ووزّع مجاناً على الأطفال في معرض الكتاب الدولي هذا العام.

استخدام استراتيجيات التدريب

يقول إبراهيم سند: «يجد أحد الكتّاب أن صعوبة الكتابة للطفل يكمن في إيجاد الفكرة المناسبة وأنا أرى أن هذا الرأي ساذج؛ لأن الصعوبة ليست في الفكرة فقط، والأفكار لا تأتي إلا لمن يبحث عنها ويركض وراءها لالتقاطها. فقد بدأ الكاتب في استخدام قوانين واستراتيجيات التدريب التي تستخدم في مجال تنمية الذات كقانون الجذب على سبيل المثال الذي استخلص منه قصة (الوقت المناسب) الصادرة في العام 2011 في الشارقة، ثم استخدم بعض الاستراتيجيات المعروفة كـ (القبّعات الست) التي تعلم الطفل استخدام القبعة المناسبة للظرف المناسب، واستراتيجية «سكامبر» التي تعتمد على خلق الأفكار الجديدة من خلال جمع فكرتين معاً للخروج بفكرة جديدة باستخدام طرق الاستبدال والتجميع والتكييف وغيرها، وأخيراً استراتيجية (ماذا لو) التي غالباً ما تستخدم للمرح والتسلية».





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً