فشل المنتخب البرازيلي في استعادة «عرش الدوري العالمي للكرة الطائرة» وهو الذي حقق لقبه في تسع مناسبات سابقة؛ وذلك بعدما خسر أمام «المنتخب الرائع» صربيا وبنتيجة «قياسية» قوامها (صفر/ 3) في المباراة النهائية التي أقيمت بينهما يوم أمس الأول (الأحد) في بولندا.

وجاءت نتائج أشواط النهائي بواقع: (25-22، 25-22، 25-21).

ويعتبر هذا التتويج هو الأول من نوعه للمنتخب الصربي (بهذه المسابقة) وهو الذي سعى جاهداً منذ سنوات من أجل تحقيق هذا اللقب، لكن دون جدوى، لأن المنتخب البرازيلي وحده حرمه من ملامسة «الكأس» في ثلاثة «نهائيات» سابقة... كما خسر «الصرب» نهائي العام الماضي أمام فرنسا (التي حلت ثالثة بنسخة هذا العام بعد فوزها على ايطاليا)... وصربيا بعد أن حققت الميدالية الفضية (5) مرات والميدالية البرونزية (3) مرات، ها هي الآن تحتفل أخيراً بمعانقة الذهب بعدما عزفت «أحلى الألحان» ونجحت في تلقين مدرب ولاعبي البرازيل درساً لن ينسوه وهم الذين (أي البرازيليين) يعانون من عدم تحقيق الألقاب الكبيرة منذ العام 2013.

غريبتش يكسب اللقب أخيراً

نيكولا غريبتش يعد أحد أساطير المنتخب الصربي «سابقاً»، وهو صانع الألعاب الداهية الذي نجح مع «يوغسلافيا قبل أن تتفكك إلى عدة دول» في تحقيق الميدالية الذهبية لأولمبياد سيدني في العام 2000، فشل في إحراز لقب الدوري العالمي عندما كان لاعباً... ولكن منذ تحوله إلى عالم التدريب بعدما حقق مع منتخب بلاده صربيا كأس أمم أوروبا العام 2013 (كلاعب)... استطاع أن يبني منتخباً قويّاً يضم في صفوفه مزيجاً من عناصر الشباب والخبرة، ولهذا الكل رأى كيف تميز منتخب صربيا في الدوري العالمي بنسخته الماضية، وفي نسخة هذا العام تميز أكثر وأكثر، ونجح في «تحويل الحلم إلى حقيقة»، بعدما قسا على منافسه البرازيل بالنهائي.

وقال غريبتش بعد المباراة: «نحن سعداء بتحقيق اللقب بعد سنوات طويلة من المحاولات التي لم يكتب لها النجاح... عندما تواجه البرازيل من الصعب أن تحقق الفوز، لكننا استعددنا بشكل جيد وقدمنا مباراة كبيرة أهلتنا لتحقيق هذا الفوز الكبير... أود أن أهنئ لاعبيَّ الذين اجتهدوا ولم يذخروا جهداً من أجل تحقيق النتيجة، وشكراً لهم على مساندتهم لي أيضاً».

أداء متكامل وضياع برازيلي

قدم المنتخب الصربي نفسه وبقوة كأحد المرشحين لإحراز اللقب من خلال أدائه الرائع في الدور التمهيدي، إذ هو الوحيد الذي ضمن تأهله مبكراً وذلك قبل خوض غمار الأسبوع الثالث من البطولة، بعدما حقق انتصارات متتالية على أقوى منتخبات العالم.

«الصرب» هم الوحيدون الذين أذاقوا البرازيل مرارة الخسارة وفي مناسبتين بـ»نسخة 2016»، الأولى بالأسبوع الثاني من الدوري العالمي، والثانية جاءت في النهائي وبنتيجة «قاسية»... علماً بأن صربيا خسرت مباراة بالدور التمهيدي كانت من إيران، وتعرضت لها بعدما ضمنت التأهل للأدوار النهائية، والثانية من فرنسا بالأدوار النهائية ولكن بعدما ضمت صدارة مجموعتها.

المنتخب الصربي قدم أداء قويّاً في النهائي، وتميز لاعبوه بتأمين الكرة الأولى من جهة، وبأداء الأدوار الهجومية على رغم افتقادهم الضارب الأقوى بالفريق اتاناسيفيتش «المصاب» من جهةٍ أخرى... كما أن لاعبي المدرب غريبتش طبقوا ما طلبه منهم جيداً... إذ بان ذلك بتوجيه الإرسال المؤثر على ضاربي مركز (4) في المنتخب البرازيلي اللذين واجها صعوبات «جمة» بالاستقبال، وهذا أدى إلى انكشاف الأداء الهجومي الذي صار متمركزاً عند الضارب «المتألق» والاس، وهذا سهل من مأمورية حوائط الصد والدفاعات الصربية... وبالتالي قادهم ذلك باختصار شديد للسيطرة على مجريات المباراة وإن كان والاس ورفاقه قد قدموا بعض المحاولات من أجل العودة، لكن إصرار «الصرب» كان أكبر وهذا مكنهم من تحقيق النتيجة التي يصبون لها، وهي الفوز والتتويج باللقب.

المنتخب البرازيلي، وبشكل مفاجئ لعب من دون «الليبرو» المخضرم سيرجو وهذا تسبب بغياب التنظيم في الصفوف الخلفية بشكلٍ ملحوظ، ولهذا رأينا تراجعاً مهولاً في مستوى الاستقبال والدفاع بالخط الخلفي على غير العادة، كما أن ضاربي مركز (4) لم يقدما المأمول منهما، وهذا أثر كثيراً على أداء «السامبا البرازيلية» التي حققت ميداليتها الفضية الثالثة منذ آخر تتويج لها باللقب في العام 2010.

وقال مدرب البرازيل برناندو ريزندي بعد النهائي: «منتخب صربيا يستحق المديح على الأداء الكبير الذي قدمه، هم استحقوا الفوز... كنا نمني النفس بتحقيق اللقب لكننا لم نوفق وأنا أود أن أعتذر إلى الجماهير البرازيلية. علينا الآن دراسة أخطائنا التي ارتكبناها حتى نتفاداها بالمستقبل وخصوصاً أن هدفنا الأساس في هذا العام هو نيل الميدالية الذهبية لأولمبياد ريو دي جانيرو 2016... وشكراً لبولندا على هذه الاستضافة الرائعة».

أفضل اللاعبين بالبطولة

حصل أحد «أروع» اللاعبين في نسخة هذا العام، اللاعب الصربي ماركو ايفوفتش على جائزة أفضل لاعب في الدوري العالمي للكرة الطائرة، كما نال جائزة أفضل لاعب مركز (4) بجانب اللاعب الفرنسي انطونين روزيرا الذي شكل اختياره مفاجأة للكثيرين؛ كونه لاعب مركز (2).

وتم اختيار لاعب صربيا سريكو ليسينتش ولاعب البرازيل ماوريسو سوزا كأفضل لاعبين في مركز (3)، فيما آلت نجومية مركز (2) للبرازيلي والاس. وجائزة أفضل صانع ألعاب بالمسابقة كانت من نصيب الايطالي سيمونا جينانيللي، وأما أفضل لاعب حر فكان الفرنسي جينيا.