دعا وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الرجال والنساء الفرنسيين «الوطنيين» للانضمام لقوّات الاحتياط بالشرطة، عقب الهجوم الذي استهدف مدينة نيس الساحلية المطلّة على البحر الأبيض المتوسّط.
هل تعتقدن بأنّ الفرنسيين ذوي العروق العربية أو الإسلامية سيستطيعون الانضمام للشرطة؟ وهل يصنّفون على أنهم فرنسيون وطنيون؟ وهل تعتقدون أيضا بأنّ هناك ثقة من قبل الفرنسيين في ذوي الأعراق الأخرى؟ وكيف ترجع الثقة التي سلبها منهم مجموعة أشخاص يكاد عددهم لا يزيد عن الـ 10؟
سخرية القدر أن نهاجر من بلداننا أو نهرب طمعا في حياة جديدة لأبنائنا، ويأتي مختل يُهدم ما بنيناه، فتتحطّم كل أمانينا في لحظات! سخرية القدر عندما نكون مسلمين بالاسم، ويأتي مجنون غاضب ويحوّلنا الى إرهابيين بسبب تفجير نفسه وقتل الأرواح!
أزمة الثقة في العرب والمسلمين أصبحت منتشرة وبشكل كبير في الفترة الأخيرة، حتى وصلت العدوى الى أزمة ثقة بين الأخ وأخيه والجار وجاره، فمن يعيش على أرض واحدة ليس بالضرورة لديه هوية واحدة؛ لأنّه في نظر الآخرين شاذ عن الجماعة، هو لديه هوية من دولة أخرى.
لا تستغربوا من هذا الكلام، ولنراجع ما يكمن في النفس البشرية، هل نحن فعلا نثق في جميع أهل البحرين؟ أم هناك من تثق فيهم وهناك من تود حرقهم وهناك من تود إعدامهم، وتستاء من القانون عندما لا يناسب هواك!
كذلك لا نستغرب من الفرنسيين عندما تصيبهم مشاعر الخوف من الاسلام والعرب (الاسلاموفوبيا)، فما يحدث حولنا في العالم يختصر الاسلام بطريقة تنطّعية متعصّبة ومتطرّفة، قتل مقزّز وسفك دم وإساءة معاملة وبيع نساء، لا نتذكّر في تاريخنا وصلنا الى هذا الحد من الانحطاط الأخلاقي.
نريد الثقة يجب أن نُعطي الثقة، وهذا الكلام ليس موجّها الى فرنسا أو العراق أو أي مكان، بل هي الى كل مكان في العالم يريد السلام، من يزرع يحصد، ومن يحاول نشر السلام يصل الى مبتغاه.
تعبنا من الأزمات التي تحيط بنا، وما زلنا نأمل في عالم ينتشر فيه السلام والحب، فالحب والتفاؤل والسلام قيم لا يلمسها المجتمع ولا يحتاج الى بذل المبالغ الطائلة من أجلها، ولكنّ يحتاج الى قلوب نظيفة مخلصة تريد نشر هذه القيم.
للأسف الشديد في فرنسا لن يكون سهلا على العربي أو المسلم الانضمام الى سلك الشرطة، ولو كان ملفّه نظيفا جدّا، وسيتحتّم عليه الدفاع عن نفسه وعن عروبته أو دينه في بلد الحرّية، فهو موشوم بالخيانة من دون أن يخون؛ بسبب بعض الأرضة التي تعيث في الأرض فسادا، فتدمّر الزرع والحرث.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 5064 - الإثنين 18 يوليو 2016م الموافق 13 شوال 1437هـ
المخربيين في كل مكان ولم يقتصر على داعش
الله عليك أعانك وهاك وسدد خطاك أختي العزيزه مثلما أنك تعرفين والحق وتصدحين به هناك أناس يعرفون الباطل ويأتمرون به . أخرجوا أل لوط من قريتكم انهم أناس يتطهرون,,,,,, شوفي هذي المفارقه أن يرى الباطل إيجابيا والطهاره سلبيا .
اختي مريم صعب على الحكومة الفرنسية ان تثق في من خانها لانه التخريب والارهاب اللي حصل في فرنسا يعتبر خيانة وغدر للوطن
لا تخاف فرنسا مو عقلية عربية متحجرة، فمثلا اللي فجر في نيس تونسي ومع ذلك لم تمنع فرنسا السفر من و الى تونس ولم تتهم تونس أصلا بالوقوف ورائها أو التحريض عليها ولم تقل أننا لن نثق بعد اليوم بالفرنسيين من أصول تونسية، وذلك لسبب بسيط لأن عقليتهم خالية من الكثبان الرملية التي تجثم وتتراكم على امتداد الصحراء العربية، هذه أوروبا يا ولدي