العدد 5063 - الأحد 17 يوليو 2016م الموافق 12 شوال 1437هـ

السعودية توقف الملحق العسكري التركي لدى الكويت... وواشنطن ترفض اتهامها بالتورط في الانقلاب

أوقفت السلطات السعودية، أمس (الأحد)، الملحق العسكري التركي لدى الكويت، ميكائيل غللو، على خلفية تورطه في محاولة الانقلاب الفاشلة، أمس الأول. وأفادت مصادر دبلوماسية تركية، لـ «الأناضول» أن السعودية أوقفت «غللو» في مطار الملك فهد الدولي بمدينة الدمام، أثناء محاولته الفرار إلى أوروبا، قادماً من الكويت.

ولفتت المصادر ذاتها، إلى بدء الإجراءات القانونية لإعادته إلى تركيا، مشيرة إلى أن الانقلابيين كانوا يخططون لتعيين غللو مديراً عامّاً لـ «مؤسسة الصناعات الكيماوية والميكانيكية»، التابعة لوزارة الدفاع التركية.

ولم يُدلِ المسئولون في كلا البلدين بأي تصريحات رسمية بشأن الموضوع، ولم يتم التأكد ما إذا كانت عملية التوقيف جاءت بناءً على طلب من الجانب التركي. يأتي ذلك فيما ارتفعت حصيلة القتلى إلى أكثر من 290 شخصاً وفق ما أعلنت الخارجية التركية أمس.

من جهته، أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس إلى احتمال إعادة العمل بعقوبة الإعدام في تركيا.

وقال مخاطباً أنصاره في إسطنبول الذين طالبوا بإعدام الانقلابيين: «كحكومة وكدولة نحن نصغي لطلبكم هذا ولا يمكن أن نتجاهله».

وأضاف «أعتقد أن حكومتنا ستبحث الأمر مع المعارضة وسيتم اتخاذ قرار بلا أدنى شك». وأفاد مسئول تركي أن مواجهات اندلعت مساء أمس بين قوات الأمن التركية وجنود انقلابيين في قاعدة قونيا الجوية في وسط البلاد.

وفي تطور آخر، أبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره التركي رفض الإدارة الأميركية اتهامها بالضلوع في المحاولة الانقلابية.


واشنطن تنفي أي ضلوع لها في المحاولة الإنقلابية في تركيا

استمرار حملة الاعتقالات في صفوف الضباط والقضاة... وأردوغان يلوِّح بالإعدام

إسطنبول - أ ف ب

أوقفت السلطات التركية الالآف من الجنرالات والقضاة والمدعين اتهمتهم بدعم محاولة الانقلاب في مختلف أنحاء تركيا، في ما يبدو كعملية تطهير واسعة النطاق رداً عليها.

وصرح وزير العدل بكير بوزداغ أمس الأحد (17 يوليو/ تموز 2016)»عملية التنظيف مستمرة» على ما نقلت وكالة أنباء الأناضول بشأن حملة التوقيفات الجارية، مضيفاً «هناك حوالى 6000 موقوف. سيتجاوز عددهم 6000».

وكانت الحكومة أعلنت السبت توقيف حوالى 3000 جندي لاتهامهم بالضلوع في محاولة قلب نظام الرئيس رجب طيب أردوغان التي جرت في وقت متأخر ليل الجمعة وانتهت فجر السبت وسط أعمال عنف أدت إلى مقتل 290 شخصاً على الأقل في أنقرة وإسطنبول.

كذلك دعا وزير الشئون الأوروبية، عمر تشيليك أمس الأتراك الذين نجح النظام في تعبئتهم على نطاق واسع أثناء محاولة الانقلاب، إلى البقاء في الشارع للاحتفال بهذا «النصر للديمقراطية»، في رسالة على موقع «تويتر».

وقال في تغريدة إن «الرسائل التي تقول (يمكنكم العودة إلى منازلكم) المرسلة إلى هواتفكم أرسلها داعمو النظام العسكري. نحن في الساحات. السهر على الديمقراطية مستمر».

وأشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس إلى احتمال إعادة العمل بعقوبة الإعدام في تركيا التي الغيت في 2004 في سياق ترشح تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي، وذلك بغرض التصدي لهذا «الفيروس» المتآمر.

وقال أردوغان مخاطباً أنصاره في إسطنبول الذين طالبوا بإعدام الانقلابيين «كحكومة وكدولة نحن نصغي لطلبكم هذا ولا يمكن أن نتجاهله».

وأضاف «أعتقد أن حكومتنا ستبحث الأمر مع المعارضة وسيتم اتخاذ قرار بلا أدنى شك».

وتابع «في الديمقراطيات القرار هو ما يريده الشعب (...) ولا يمكن أن نؤخر كثيراً هذا القرار لأنه في هذه البلاد على من ينفذون انقلاباً أن يدفعوا الثمن».

وأفاد مسئول تركي أن مواجهات اندلعت مساء أمس بين قوات الأمن التركية وجنود انقلابيين في قاعدة قونيا الجوية في وسط البلاد، حيث كانت تجرى عملية لقوات الشرطة.

وأفادت وكالة أنباء «الأناضول» أن العملية انتهت مضيفة أنه تم اعتقال سبعة عسكريين.

وأفاد المصدر نفسه من جهة ثانية أن عناصر الشرطة أطلقوا رصاصات تحذيرية في مطار صبيحة ثاني أهم مطارات إسطنبول أثناء عملية توقيف انقلابيين آخرين استسلموا في آخر المطاف.

من جهة أخرى رحبت وسائل الإعلام على اختلافها بفشل الانقلاب، الذي احتفلت به حشود من آلاف المواطنين خصوصاً في إسطنبول وأنقرة وأزمير وسط فيض من الأعلام التركية وصخب النفير.

وأشادت صحيفة «صباح» الموالية للحكومة بالـ «ملحمة الديمقراطية» فيما كتبت صحيفة «خبرتورك» «صوت واحد ضد الانقلاب».

وذكرت الصحيفة بقيام الأحزاب الأربعة الممثلة في البرلمان السبت بالتوقيع على إعلان مشترك وأداء النشيد الوطني في إجماع استثنائي في تركيا. كما انضم عالم الأعمال والنقابات إلى إدانة الانقلاب.

لكن صحيفة «جمهورييت» المعارضة أعربت عن القلق إزاء أعمال العنف الشرسة التي شهدتها ليلة الجمعة السبت. وعنونت «تركيا تلقت ضربة» على صورة رجل ينهال ضرباً بالحزام على جنود استسلموا على جسر البوسفور، فيما توالت معلومات عن أعمال عنف أسفر أحدها عن قتيل.

وأثارت حملة التطهير التي بدأت بعيد فشل محاولة الانقلاب مخاوف في الخارج، وذكر الرئيس الأميركي، باراك أوباما تركيا «بالحاجة الحيوية» إلى أن تتصرف جميع الأطراف المعنية «في إطار دولة القانون» بعد محاولة الانقلاب. والسبت حذرت الخارجية الأميركية رعاياها من زيارة تركيا.

وأعلن تلفزيون «إن تي في» توقيف 34 جنرالاً برتب مختلفة، أغلبهم من الشخصيات الشديدة الرمزية في الجيش على غرار قائدي الفيلق الثالث اردال اوزتورك والفيلق الثاني المتمركز في ملاتيا آدم حدودي.

كما أعلنت وكالة أنباء الأناضول توقيف قائد حامية دنيزلي (غرب) الى جانب 51 جندياً في وقت مبكر أمس (الأحد).

كذلك أوقف الجنرال بكير أرجان فان من سلاح الجو إلى جانب حوالى 12 ضابطاً من رتب أدنى السبت في قاعدة إنجرليك (جنوب) التي يستخدمها التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش» في سورية، على ما ذكرت صحيفة «حرييت» الأحد، مضيفة أنهم يخضعون حالياً للاستجواب.

وأفاد مسئول تركي وكالة «فرانس برس» أن أنقرة تشتبه باستخدام قاعدة إنجرليك لإمداد الطائرات المقاتلة التي استخدمها الانقلابيون مساء الجمعة.

وأضافت «الأناضول» أن الحملة لم تقتصر على الجيش، لافتة الى صدور مذكرات توقيف بحق 2745 قاضياً ونائباً عاماً في جميع أنحاء تركيا. وأكد تلفزيون «إن تي في» عن توقيف اكثر من 500 منهم حتى الآن.

وسط صعوبة تحديد عدد الموقوفين الإجمالي تحدثت وكالة «دوغان» من جانبها عن توقيف 44 قاضياً ومدعياً ليل السبت الأحد في مدينة قونيا (وسط) و92 في غازي عنتاب (جنوب شرق).

وكلفت السلطات مدعين في أنقرة التحقيق في محاولة الانقلاب فيما تتهم الموقوفين بالارتباط بالداعية الإسلامي فتح الله غولن المقيم في المنفى في الولايات المتحدة.

من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك آيرولت أمس (الأحد) إن محاولة الانقلاب في تركيا لا تعني إعطاء الرئيس التركي «شيكاً على بياض»، داعياً أنقرة إلى احترام دولة القانون.

وقال آيرولت لشبكة «فرنسا 3» التلفزيونية «نريد أن تعمل دولة القانون بصورة تامة في تركيا» مشيراً إلى أن محاولة الانقلاب لا تعطي أردوغان «شيكاً على بياض» لتنفيذ عمليات «تطهير».

وفي تطور آخر، أجرى وزير الخارجية الأميركي، جون كيري السبت اتصالاً هاتفياً بنظيره التركي مولود جاوش أوغلو للتأكيد على دعم بلاده للحكومة التركية بعد الانقلاب العسكري الفاشل الذي استهدفها وكذلك أيضاً لإبلاغه رفض الإدارة الأميركية للتصريحات والتلميحات التي اتهمتها بالضلوع في المحاولة الانقلابية.

وكانت الولايات المتحدة سارعت مساء الجمعة إلى إدانة الانقلاب العسكري الذي حاول فصيل في الجيش التركي القيام به ضد حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان وأكدت «دعمها الكامل للحكومة المنتخبة ديمقراطياً».

ولكن بحسب وسائل الإعلام فإن العديد من المسئولين الأتراك اتهموا الإدارة الأميركية تصريحاً أو تلميحاً بأنها كانت في الواقع تأمل نجاح الانقلاب، وهي اتهامات رفضها كيري رفضاً باتاً وبغضب.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جون كيربي إن الوزير كيري اتصل بنظيره التركي لليوم الثاني على التوالي ليعرض عليه مساعدة أميركية في التحقيق بحيثيات الانقلاب.

وقال كيربي إن الوزير الأميركي «أوضح ان الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة السلطات التركية في القيام بهذا التحقيق، وأكد أيضاً أن التلميحات او التصريحات العلنية بشأن دور محتمل للولايات المتحدة في محاولة الانقلاب الفاشلة هي جميعها خاطئة وتضر بعلاقاتنا الثنائية».

وكان وزير العمل التركي، سليمان سويلو قال في وقت سابق السبت، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام تركية، إن الولايات المتحدة تقف خلف المحاولة الانقلابية.

العدد 5063 - الأحد 17 يوليو 2016م الموافق 12 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 3:29 م

      لماذا الهروب الي دوسلدوف ؟

      لو عرِفَ السبب بطل العجب
      كما أنَّ في تركيا قاعدة أنجرليك الجوية التي يستخدمها حلف الأطلسي وتحديدا القوات الأمريكيه هناك في ألمانيا قاعدة دوسلدوف الجوية يستخدمها حلف شمال الأطلسي وتحديداً الولايات المتحدة وألمانيا أراد الهروب الي هناك للأحتماء بزعماء الإنقلاب ومخططيه الحقيقيين
      كما أنَّ التصريحات الأمريكيه والألمانيه تحديداً القوية بسرعه قياسيه بعد فشل الانقلاب لتحذير حكومة أردوغان من معاقبة الإنقلابيين تكمل لنا الحلقه المفقوده من لغز الانقلاب والمتورطين فيه

    • زائر 3 | 3:49 ص

      والله....

      لو هذه اﻷفعال اﻹنتقامية التي يقوم بها أردوغان وجماعته في الشعب التركي من عسكريين وقضاة وغيرهم من مجازر وقتل وتمثيل بالجثث بصور بشعة وقذرة لو هذه اﻷعمال حدثت في دول أخرى مثل سوريا أو العراق أو مصر لقامت الدنيا ولم تقعد من الضجيج واﻹتهامات وتسليط وسائل الإعلام التابعة لهم على مصراعيها على تلك الدول....!!!! وهذا ما هو حاصل....!!!!

    • زائر 2 | 11:41 م

      الي ما استطاع مرسي عمله في مصر في تصفية الجيش واستبداله عمله اردوغان في تركيا

      الي ما استطاع مرسي عمله في مصر في تصفية الجيش واستبداله عمله اردوغان في تركيا احتياطيا هذا الهاجس المخيف .

اقرأ ايضاً