توقع خبراء في القطاع السياحي السعودي، أن يغيِّر سائحون سعوديون بوصلتهم السياحية إلى دول أكثر استقرارًا وأمانًا، بعد الأحداث الأخيرة في المنطقة، في حين يرى آخرون أن التغيُّر سيكون بالانتقال بين المدن وليس الدول، نظرًا لقناعة وتعوُّد السائح على بعض الدول، لافتين إلى أن دبي وبعض المدن الخليجية مثل الدوحة وصلالة، ستحصل على حصة ما بين 30 - 50% في إجازة الصيف الطويلة من نسبة السائحين السعوديين، وذلك بحسب ما نقلت صحيفة المدينة السعودية اليوم الاحد (17 يوليو/ تموز 2016).
فمن منظور رئيس لجنة السياحة في غرفة الرياض محمد المعجل، أن تأثير الأحداث الأمنية الأخيرة في المنطقة واضح على بوصلة السائح السعودي، المعروف بأنه عشوائي الاختيار والتخطيط للسفر، وهذا ما شاهدناه من تغيُّر الحجوزات من دول شهدت أحداثا إرهابية إلى أخرى أكثر أمانًا مثل مصر والأردن.
ولفت إلى أن السائح السعودي يدرك ان الاحداث الإرهابية هو حدث وقتي، وهذا ماحصل لمصر في السنوات الأخيرة، حيث انخفض الحجز لها بعد 2011، ثم عاد النمو تدريجيًا ومن المتوقع مستقبلًا أن تعود أعداد السائحين السعوديين لها إلى ما يقارب 400 ألف سائح في الصيف، كما كان في الماضي.
وأضاف أن دبي وبعض المدن الخليجية مثل الدوحة وصلالة، ستحصل على حصة ما بين 30 - 50% في إجازة الصيف الطويلة من نسبة السائحين السعوديين، بحكم الأمان وتشابه الظروف والإجراءات مع السعودية، ثم تأتي كل من مصر والمغرب؛ نظرًا لتعوُّد السائح السعودي عليهما تاريخيًا، خصوصًا مع الارتباطات العائلية والتجارية لبعض السائحين.
وترى الخبيرة السياحية منال هاشم أن البعض قاموا بالتغيير لوجهات أخرى أكثر أمانًا ولدول ذات جذب للسائح السعودي، واستمر البعض الآخر على خطتهم في السفر إلى بعض البلدان التي تعرضت لبعض الأحداث الامنية مؤخرًا، بحجة أن الوضع الأمني ليس بالخطير في هذه البلدان؛ نظرًا لأنهم يفضلون التوجه للأماكن التي اعتادوا زيارتها خلال الاعوام الأخيرة. وأضافت أن ما بين 50 - 70% من اختيارات السائح، تعود إلى الدعاية الكبيرة والعروض السياحية وسهولة الوصول إلى البلد المختار، بالإضافة إلى جانب الأمان وملائمة تكاليف السفر مع الظروف الاقتصادية للسائحين.
وتابعت:»أن الأحداث الأخيرة في المنطقة لن يكون لها تأثير على تنشيط السياحة الداخلية؛ لأن الأشخاص الذين يتوجهون للسياحة الخارجية يبحثون عن برامج سياحية وأماكن ترفيهية والعديد من الأنشطة، بأسعار تناسب الميزانية، وهو الأمر الذي نفتقده، لكن نأمل أن ذلك سيتغير مع رؤية المملكة 2030».