نحو 20 ألف نسمة أو يزيدون، هو مجموع سكان منطقة جدحفص وما يلاصقها من قرى. مجموع ظل خارج نطاق الاهتمام البلدي، حتى أضحت منطقته بلا مرافق خدمية ولا تطوير.

ذلك ما عاينته «الوسط»، في زيارتها للمنطقة يوم الإثنين (11 يوليو/ تموز 2016)، مصحوباً بشكاوى أهاليها من غياب للعضو البلدي، حتى قال عنه الناشط نادر عبدالإمام «لا أعرف اسمه، وليس له أي حضور».

شكاوى الأهالي الممتدة منذ أولى التجارب البلدية العام 2002، ظلت مستمرة، وانعكاساتها اليوم «انعدام الحدائق، غياب الملاعب والساحات العامة، الحاجة للمزيد من المدارس، بدائية سوق جدحفص ومكتبتها العامة الآيلة للسقوط، إلى جانب عشوائية تحولت معها المنطقة إلى وكر للعبث كما هو الحال مع موقعي مدرسة الإمام الصادق (ع) ومدرسة سارة، وإلى بيئة جاذبة للعمالة السائبة، والتي تزداد أعدادها ولا تقل، وتتنوع من الجاليات الآسيوية والإفريقية، حتى باتت جدحفص لا تختلف كثيراً عن النعيم»، في إشارة من الأهالي إلى كثرة العمالة السائبة في هذه المنطقة.

ويأتي حديث الأهالي عن تزايد أعداد العمالة السائبة، مناقضاً لتصريحات رسمية صادرة عن كل من وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل حميدان، والرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم سوق العمل أسامة العبسي، وذلك بشأن مواجهة مشكلة العمالة السائبة في مملكة البحرين. فقبل 3 أعوام ونصف (29 يناير/ كانون الثاني 2013)، كان حميدان يؤكد «إننا عازمون على وضع حلول دائمة لمكافحة ظاهرة العمالة السائبة وتداعياتها في سوق البحرين»، وقبل عام، دشنت هيئة تنظيم سوق العمل حملة لتصحيح أوضاع العمالة غير النظامية في البحرين، انطلقت في الفترة من يوليو/ تموز حتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2015، وسط تأكيدات على «نجاح لافت للحملة».

وتطورت شكوى الأهالي هناك، حتى نفَّذ أطفالهم قبل أيام، حملة تنظيف لمدرسة الإمام الصادق، والتي كشفت المشاهدات المباشرة لها عن تحولها إلى مكب للنفايات، فيما الأهالي يناشدون الجهات البلدية المعنية باستثمار الموقع وتحويله لحديقة عامة تحتضن أطفال المنطقة.

عن ذلك، يتحدث الناشط وابن المنطقة سيد فيصل ماجد: «موقع المدرسة تشرف عليه إدارة الأوقاف الجعفرية، وعبر «الوسط» نأمل خيراً عبر استملاكها من قبل الدولة وتحويلها إلى حديقة بدلاً من تركها نهباً للفوضى والعبث».

وفي حملتهم المعبرة، تبرع أطفال جدحفص بأموالهم لشراء بعض المعدات ومباشرة حملة التنظيف، وهم يرددون ببراءة سنهم الغضة «نرجو ان تتبرع لنا بلدية الشمالية بـ «العربانة» لنتكفل نحن بالباقي».

وبعفوية مؤثرة، أضافوا «من حقنا أن نحصل على ملعب وحديقة، من حقنا أن نلهو ونلعب كبقية الأطفال».

وبجانب معاناة أطفالها، تشكو شوارع جدحفص غياب التطوير، ويشمل ذلك تقاطعها المشترك مع الديه، وشوارعها الرئيسية «التي يغزوها الظلام الدامس ليلاً، بسبب افتقارها إلى الإنارة، ولاستجابة الجهات الرسمية لأية نداءات أهلية خاصة بذلك»، كما يوضح عبدالإمام.

وضمت النداءات، الدعوة إلى استفاقة الأهالي عبر البدء بتشكيل لجنة أهلية تعنى بحمل هموم المنطقة وملفاتها الخدمية، إلى جانب تعاضد رجالاتها، والعمل على حماية المنطقة وأبنائها من تداعيات الإهمال الذي تعانيه جدحفص، ويشمل ذلك تراجع مستويات الأمان في السلوكيات المنافية للأخلاق التي ترتكبها العمالة السائبة والتي تقطن بالعشرات في غرف محدودة المساحة، حتى «تحولت معها بعض الأحياء إلى أحياء شبيهة بمدينة ممبي الهندية».