قتل 25 مدنياً بينهم أطفال في قصف جوي أمس السبت (16 يوليو/ تموز 2016) قامت به قوات النظام السوري وطاول الأحياء الشرقية في مدينة حلب السورية بعد ساعات من إعلان واشنطن وموسكو اتفاقهما على «إجراءات ملموسة» لإنقاذ الهدنة في سورية ومحاربة الجماعات المتطرفة.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت «مقتل 11 مواطناً بينهم أربعة أطفال في قصف جوي لقوات النظام طال منطقة باب النصر في حلب القديمة بعد منتصف ليل الجمعة السبت، كما قتل سبعة آخرون صباحاً في حي الفردوس».
وأوضح المرصد لاحقاً أن سبعة مدنيين آخرين قتلوا أيضاً في الغارات على الأحياء الشرقية لحلب بينهم عدد من الأطفال، ليرتفع عدد الضحايا إلى 25 قتيلاً.
وقال مراسل «فرانس برس» في الأحياء الشرقية إن «الطيران المروحي والحربي لا يفارق الأجواء».
وردت الفصائل المقاتلة المعارضة، وفق المرصد، على القصف الجوي بإطلاق القذائف على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام ومن بينها سيف الدولة والمشارقة.
وتتقاسم قوات النظام والفصائل منذ العام 2012 السيطرة على أحياء مدينة حلب، ثاني كبرى مدن سورية وإحدى المعارك المحورية في الحرب.
وباتت الأحياء الشرقية التي يقطنها أكثر من مئتي ألف شخص منذ أسبوع محاصرة عملياً بعدما تمكنت قوات الجيش السوري من السيطرة نارياً على طريق الكاستيلو، آخر منفذ إلى الأحياء الشرقية. وتخوض هذه القوات معارك ضارية ضد الفصائل على بعد حوالى خمسمئة متر من طريق الكاستيلو، كما في مناطق تماس بين الطرفين داخل مدينة حلب.
وتأتي هذه التطورات الميدانية بعد ساعات من محادثات ماراثونية استمرت حوالى 12 ساعة بين وزير الخارجية الأميركي، جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، أعلنا على إثرها أنهما توصلا إلى اتفاق بشأن «إجراءات ملموسة» لإنقاذ الهدنة ومحاربة الجماعات المتطرفة في سورية دون الكشف عن تفاصيله.
اتفاق دون تفاصيل
وقال كيري «أحرص على التأكيد أنه رغم أن هذه الإجراءات لا تستند إلى الثقة، إلا أنها تحدد مسئوليات متتابعة معينة على جميع أطراف النزاع الالتزام بها بهدف وقف القصف الأعمى الذي يقوم به نظام الأسد وتكثيف جهودنا ضد (جبهة) النصرة».
وتابع «كل منا يعرف تماماً ما عليه القيام به».
وكان كيري يتحدث لصحافيين وإلى جانبه لافروف، وقال إن تطبيق الإجراءات «بحسن نية» سيجعل من «الممكن المساعدة في تثبيت وقف الأعمال القتالية والحد بشكل كبير من العنف والمساعدة في خلق مساحة لانتقال سياسي ذي صدقية يتم التفاوض بشأنه».
وأفادت تقارير قبل وصول كيري إلى موسكو أنه سيعرض على الروس توحيد جهود البلدين لمحاربة تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة»، لكن روسيا لم تبد حماسة للعرض على ما يبدو.
العدد 5062 - السبت 16 يوليو 2016م الموافق 11 شوال 1437هـ