على وقع نغمات "أصلي وأسلم على محمد نبينا" وفي أجواء الهولو واليامال والنواخذة، وعبق النخيل ومصنوعات السعف ورائحة القهوة بالهيل وسلال التمر والرطب البحريني، جمع سوق ومعرض "أنتيك بازار" للمقتنيات والحرف اليدوية والشعبية جيل الشباب ليربطهم في صور حية تتحدى الزمن بتراث أجدادهم.
وعلى مدى اليومين الماضيين، الخميس والجمعة، شهد حفل افتتاح المعرض وفعالياته تميزاً من ناحية المشاركين من خبراء وجامعي ومحبي التراث والهواة حيث عرضوا في أجنحتهم مقتنيات نادرة ارتبطت بالحياة اليومية في مختلف المراحل سواء بالنسبة للبحرين أو من دول الخليج العربي، وذلك وفق رؤية جمعية المعامير الخيرية التي نظمت المعرض بالتعاون مع نادي المعامير الثقافي والرياضي. وهو ما أكده رئيس الجمعية علي عبدالحسن بشأن الهدف الأول لهذه الفعالية، التي نبتت كفكرة ثم ترعرعت بمشاركة عدد من المؤسسات الداعمة والمشاركين لترسيخ معاني الارتباط بالهوية والتراث ونشر معاني التسامح والمحبة والتعاون، وما جبل عليه المجتمع البحريني من عمق العلاقات بين أهل البلد، لنحرك خطواتنا في اتجاه ثقافي اجتماعي يرسّخ قيمنا الأصيلة ويستعيد ماضينا العريق بكل ما فيه من تقاليد وعادات ليكون مشهداً لاستعادة تاريخنا الجميل المسكون بالتسامح والتراحم والتعايش والقيم الإنسانية.
وعبّرت ممثلة اللجنة النسوية ندى الحمد عن اعتزازها بالجهود التي بذلها أعضاء اللجنة المنظمة برئاسة زهرة حرم، والدعم الذي حظيت به الفكرة من مجلس إدارة جمعية المعامير الخيرية إيماناً بما لهذا النوع من اللقاءات من فعل مهم في الحفاظ على الموروث الشعبي والهوية والثقافة واللحمة الوطنية، وقد تبنّينا فكرة البازار من خلال سلسلة من الاجتماعات بما يتناسب مع شعار التجديد والتطور ضمن الخطة الاستراتيجية وجمع المعلومات، والأولوية نشر ثقافة البازار للمجتمع المحلي والخارجي عن طريق وسائل الإعلام المختلفة ولقينا ترحيباً وتعاوناً مثمراً.
وتنوعت أجنحة المعرض والسوق بين المقتنيات الأثرية والتراثية المتصلة بمراحل مختلفة من الحياة، فيما كان لأركان المأكولات الشعبية والبخور والسلال والفخار حضورها جنباً إلى جنب الأجنحة المخصصة لمجلة أنتيك البحرينية ومنتجات النخيل والقهوة الشعبية. وشهد المعرض في يومه الثاني أمس الجمعة (15 يوليو/ تموز 2016) مزاداً على المقتنيات المتنوعة والنادرة فيما يختتم اليوم (السبت) بمحاضرة لمدير موقع سنوات الجريش الباحث جاسم آل عباس في تاريخ قرية المعامير.
من جهتها، أبدت رئيس اللجنة المنظمة زهرة حرم سرورها بمشاركة العارضين من البحرين والخليج والذين تجمعهم طاقة الحب للحفاظ على جانب محوري في حياة الشعوب وهو الحفاظ على الهوية والتراث في ظل العولمة وتأثر المجتمعات بموجات تغييب الهوية، موضحةً أن الجمهور البحريني الذي زار المعرض تمكن من مشاهدة جهد كبير بذله المشاركون في ترسيخ صيانة الهوية البحرينية والخليجية والعربية، ودعت جمهور المواطنين والمقيمين لانتهاز فرصة اليوم الأخير، وهو اليوم السبت 16 يوليو 2016 حيث سيفتتح المعرض أبوابه من التاسعة صباحاً حتى التاسعة ليلاً.
بالتوفيق و عمل رائع جدا.