برأيي المتواضع بشأن موضوع الأعياد... أستطيع القول بأن أي يوم يمر على الإنسان وهو في صحة جيدة جسديا ونفسيا فهو يوم عيد، وخاصة بعد أن يتجاوز العمر الخمسين عاما... نعم ولاشك في حكمة وصدق المقولة «الصحة تاج على رأس الأصحاء لا يراه إلا المرضى». وهناك قصة رواها لي صديق أصيب بمرض طال عليه، فأخذه ابنه إلى مستشفى خاص، وجلس إلى جانبه في غرفة الانتظار، وأثناء ذلك رأى صديقنا المريض أحد العمال الآسيويين يقوم بمهمة ونشاط بأعمال التنظيف في الطابق، فالتفت صديقنا الى ابنه وقال له ما معناه «أنا مستعد أن أتنازل عن عقار من عقاراتي إلى هذا العامل لو أنه يستطيع أن يتنازل عن صحته ويهبها لي». فقال له ابنه مبتسما «لو كنت بصحة جيده لما خطرت ببالك هذه الفكرة أبدا». أما الداعشي فإن يوم العيد بالنسبة إليه هو اليوم الذي ينتخب فيه كي يتلبس بالحزام الناسف، ويتجه الى موقع يختار له وفي أغلب الأوقات المواقع المختارة هي أمكنة فيها قداسة مملوءة بنسخ من القرآن الكريم يتجمع فيها المسلمون، ويحتفل الداعشى بالوصول إلى قمة الفرحة بالعيد عندما يفجر نفسه، ويقتل أكبر عدد من المجتمعين، حيث يعتقد جازما بأنه بعد أن تتمزق أشلاؤه سينقل مباشرة الى الجنة ليتناول الطعام مع الرسول الكريم (ص)، وأما من ساهم في تفجيرهم فنصيبهم جهنم. العجب ثم العجب هو كيف تم غسل دماغ هذا الداعشي، بأن جميع مخلوقات الله في جهنم باستثنائه هو وزمرته؟
عبدالعزيزعلى حسين
العدد 5061 - الجمعة 15 يوليو 2016م الموافق 10 شوال 1437هـ