الحدّاد هو العامل الذي يقوم بصنع الأدوات باستخدام الحديد، ومن أهم الأدوات التي كان يصنعها الحداد البحريني هي المسامير، بأحجامها المختلفة، والتي كانت تستخدم في صناعة السفن، وكذلك صنع الأدوات التي كانت تستخدم في الزراعة كالمحش والمنجل والعمود.
وعلى رغم قدم مهنة الحدادة، فإنه لا يعلم بالتحديد متى دخلت هذه المهنة إلى البحرين، وهل هي مهنة قديمة جدّاً في البحرين أم أن عمرها لا يتجاوز قرنين من الزمان؛ فلا يعرف سوق للحدادة أقدم من السوق التي نشأت في السوق القديمة في المنامة.
ويتكون محل الحدادة من كور، أو المصهر أو موقد النار، الذي تغيرت طرق بنائه عبر الزمن، وأمام الكور توجد حفرتان يتوسطهما السندان. ينزل شخصان في تلك الحفر، ويكون أحدهم الأستاذ، الذي يقوم بوضع الحديد في الكور، ويقوم المساعد، الذي ينزل في الحفرة المقابلة بمراقبة النار ومن ينفخ فيها؛ حيث يجلس بالقرب منه العامل الذي يحرك المنفاخ اليدوي والذي استبدل لاحقاً بمنفاخ كهربائي. وعندما تصل قطعة الحديد، التي وضعت في الكور، إلى درجة الاحمرار، توضع على السندان، ويتناوب كل من الأستاذ ومساعده في طرقها بصورة متناغمة.
هذا النموذج لمحل الحداد البحريني بقي ثابتاً، حتى مع تغير مكان سوق الحدادة الذي تنقل إلى عدة أماكن. لا يوجد توثيق دقيق لمهنة الحدادة في البحرين، وسنحاول تتبع وصف سوق الحدادة من خلال ثلاث دراسات أساسية وثقت جزءاً من وصف هذه السوق، وهي: تقرير Charles Collins الذي زار سوق الحدادة في العام 2003م ونشر تقريره على موقع sofablacksmiths.org، وسلسلة مقالات حسين المحروس «عسف الحديد» التي نشرت في إحدى الصحف المحلية في شهر (ديسمبر/ كانون الأول من العام 2008م)، ودراسة عبدالله عمران حول مهنة الحدادة في البحرين والتي نشرها في مجلة «الثقافة الشعبية» في العام 2010م.
حورة الحدادة
لا يذكر عبدالله عمران، في دراسته، كثيراً عن تاريخ مهنة الحدادة، لكنه يؤكد أن مهنة الحدادة ارتبطت ارتباطاً قويّاً بمنطقة الحورة التي عرفت باسم (حورة الحدادة)، وهي المنطقة المحصورة بين مقبرة الحورة، وشارع المعارف من جهة الغرب، ومدرسة الحورة للبنات، وشارع القصر القديم من جهة الشرق، وشارع خَلَف العصفور من جهة الشمال، وشارع الزبارة من جهة الجنوب؛ فجُلُّ أهل سكان الحورة امتهنوا الحدادة بمن في ذلك أبناؤهم، وقلما تجد شخصاً لم يزاول هذه المهنة من أهلها، حتى أن اسم منطقتهم أخذت جزءاً من هذه التسمية، فأصبح اسمها.
هذا، ولم يذكر عمران تاريخاً محدداً لبداية سوق الحدادة، غير أنه ذكر أن أول سوق للحدادة، معروفة، نشأت في سكة البانيان (الهندوس) في شارع الشيخ عبدالله، وفي العام 1942م، انتقلت السوق إلى الحورة بالقرب من تقاطع طريق 709 مع شارع الزبارة. ولم تستمر طويلاً في هذا المكان؛ حيث انتقلت، في العام ذاته، إلى شارع البلدية مكان فندق عذاري الحالي.
العودة إلى السوق القديم
في العام 1947م انتقلت سوق الحدادة إلى غرب شارع الشيخ عبدالله بالمنامة بالقرب من منطقة النعيم، وقد وصف حسين المحروس هذه السوق في «عسف الحديد»، بأنها تأخذ شكلاً مربعيّاً علاماته إسطوانات متينة مربعية الشكل أيضاً، تبلغ عرض كل أسطوانة قدمين تقريباً، وارتفاعها ثمانية أمتار تقريباً. وهي مبنية من الحجارة المرصوصة إلى بعضها بعضاً بالجصّ، وتصل بينها بشكل أفقي سيقان خشب أشجار ‹›الجندل››، أما سقفها فمن شرائح الصفيح (الجينكو). كما يوجد في هذه السوق، في أوقات متباعدة، كومة كبيرة من الفحم، يُسميه الحدادون ‹›الفحم الحجري››، وهو يجلب من شركة النفط (بابكو).
ويضيف المحروس، أن السوق تقسّم إلى حوالي أربعة عشر مربعاً، يشكل كل واحد منها ورشة صغيرة مفتوحة على الورش الأخرى. ويتكون كل مربع ‹›ورشة›› من حفرتين بينهما سندان ضخم هو مركز الورشة الصغيرة، وكور أو مصهر صغير ممتلئ بالفحم الحجري الأسود اللامع، ومنفاخ ضخم، يحركه ساعد الحداد الأيمن بحركة عمودية إلى الأسفل والأعلى.
البرهامة... الموقع الأخير
في العام 1986م تم نقل سوق الحدادة إلى منطقتهم الأخيرة في منطقة البرهامة؛ وذلك لعدم ملاءمة موقعهم السابق مع تطور سوق المنامة. وفي العام 2003م زار هذه السوق Charles Collins وكتب حول هذه السوق، وفي الواقع، فإن السوق قد خصصت لثلاث مهن أساسية، حيث يوجد صف من المحلات، قرابة 12 محلاًّ، قد خصصت للحدادة، وهناك صف آخر من المحلات خصص للتناكة وصانع الدلال.
يذكر، أن سوق الحدادة بقي يحتفظ بطابعه التقليدي البدائي، فالكور، أو موقد الحداد، عبارة عن برميل كبير تم قطع أحد أطرافه، أما السندان، فليس له شكل ثابت، فقط قطعة من الحديد تختلف في الحجم والشكل من حداد إلى آخر. أما منتجات الحداد، فلاتزال مقتصرة على الأدوات التي تستعمل في الزراعة وبعض الأدوات المستخدمة في البناء، والأقفاص الحديدية وبعض الأبواب.
الخلاصة، أن مهنة الحدادة في البحرين، لا يعرف تاريخ بدايتها بالتحديد، وأنها ارتبطت أساساً بمنطقة واحدة وهي السوق القديمة في المنامة، وذلك حتى العام 1986م، حيث انتقلت بعدها إلى منطقة البرهامة.
للتصحيح أيضًا هناك سوق للحدادة موجود سابقًا بمنطقة الحالة بالمحرق أقدم بكثر من سوق المنامة؛ والغريب في
الأمر لا يوجد ذكر لهذا السوق بتاتًا فهذه المهنة مهنة أبي وأجدادي رحمهم الله وكان أبي رحمه الله في العشرينات
من القرن الماضي يذهب مع جدي إلى الدكان وعمره 5 سنوات أي حوالي 1921م وعرف سوق الحدادة بالمحرق
لدى الكثير من أهل المحرق والحد وغير- أيضًا هناك عين اشتهرت بعين الحدادة ولكي تتأكدو من صحة كلامي
قومو بزيارة موقع محافظة المحرق قسم معالم المحرق ستشاهدون اسم هذه العين .. شكرا
ابي العزيز
رحمك الله ياابي العزيز ويا عمي العزيز ان عملكم متعب جدا لقد تعبتم في تربيتنا لتوفروا لنا قوت يومنا جعتم لنشبع الله يعوضكم بالجنه ونعيمها بدل النار التي قابلتوها اثناء عملكم
رحمكم الله ياخيلاني
مهنة كانت متعبة وجهد ودخان وكان المردود قليل
رحم الله الحدادة
الحدادة كانت مصدر رزق قوي و جيد للكثير من العائلات . أكثر الحدة و فدوا على الله . أطال الله في عمر الباقين ...رحمك الله يا حاج ناصر الحداد أبو عباس .
متى ستفتح سوق الحدادة
..سؤال دائما ما يطرح نفسه فالحدادة مهنة ومصدر رزق قوي ممكن ينهي عمالة و تعطل 200 بحريني عاطل .... وهي واجهة سياحية . وتراث الآباء و الأجداد .والتراث لابد أن يحافظ عليه .
الللللللله يا زمن
ياما وكثيرا ما طلبنا منهم عمل الكثير ... وشاهدنا كم و كيف المهنة صعبة جدا قبالة النار ( آجارنا الللللللله وإياكم منها ) - رحم الللللللله الحدادة و رحم الله سوق الحدادة ..... الفاتحة .
وهناك سوق للحدادة للمحرق في الشارع المقابل لمحطة بابكو للتزود بالبنزين وكانت لهم بئر تم حفرها تُعرَف ببير الحدادة وبيوتهم معروفة في فريج الحدادة بالمحرق وكانت الحاج مرزم كبيرهم والبقية المنتسب لعائلة الحداد عماله ويعملون تحت إشرافه
اضافة صغيرة .. لا ننسى الحاج إدريس الحداد ( أبو عبدالله ) والحاج حسن بن مرزم والحاج منصور فقد كانو العلامه البارزه لحدادة المحرق .. ابرعوا فى تشكيل الحديد بايديهم الماهره بداية من عمل المسامير مرورا بأدوات الزراعه وأخيرا وليس آخر أدوات البناء كالعمود وغيره .. رحمهم الله جميعا