( كلمة بمناسبة اليوم العالمي لمهارات الشباب الموافق 15 يوليو/ تموز 2016)
يوجد في عالم اليوم أكبر جيل من الشباب في التاريخ. ويجري الاعتراف باحتياجاتهم وإمكاناتهم بشكل متزايد في المجتمع الدولي. وإنني فخور بأن جعلت قضايا الشباب إحدى أولوياتي، وذلك بوسائل منها تعيين أول مبعوث للشباب ليكون بمثابة حلقة وصل بين الأمم المتحدة وشباب العالم.
ويأتي هذا الارتقاء بقضاياهم في برنامج العمل العالمي في وقت حاسم. فالشباب يحملون مفتاح النهوض بالمجتمع في المستقبل، ولكنهم يواجهون في كثير من الأحيان عقبات تحول دون تقدمهم الذاتي. فهناك ما يزيد على 73 مليون شاب عاطل عن العمل، مما يجعل معدل تعرض الشباب للبطالة يفوق معدل الراشدين بثلاثة أضعاف.
والاضطرابات السائدة في الكثير من المجتمعات حالياً تعزّز الحاجة الملحة إلى معالجة بطالة الشباب. فالكثير من الشباب في البلدان النامية واقعون في شرك الفقر المرتبط بالعمل والناجم عن عدم انتظام الوظائف. وهم يكدحون دون عمل رسمي ولا حماية اجتماعية. ولا يتماشى إيجاد فرص العمل مع أعداد الوافدين الجدد إلى سوق العمل.
ومن المفهوم أن الشباب يبحثون عن الأمن المالي والرضا الذاتي والشعور بالهدف، وهي أمور تفضي إليها العمالة المجدية. وقد تعهد القادة بمساعدتهم في هذا المسعى. وخطة التنمية المستدامة الطموحة لعام 2030 تدعو إلى زيادة كبيرة في عدد الشباب المزودين بما يحتاجون إليه من مهارات من أجل التوظيف والحصول على وظائف لائقة ومباشرة الأعمال الحرة.
وتمكين الشباب من خلال تنمية المهارات يعزّز قدرتهم على المساعدة في التصدي للتحديات الكثيرة التي تواجه المجتمع، بما في ذلك الفقر والظلم والنزاع العنيف. وليس ثمة استثمار أفضل من مساعدة شاب على تطوير قدراته. وتؤدي برامج المهارات الناجحة إلى ربط الشباب بالفرص المتاحة لاكتساب الخبرة والحصول على الوظائف. ومن الأهمية بمكان تزويد الفتيات والشابات بمهارات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
وتجمع مبادرة الأمم المتحدة العالمية بشأن توفير فرص العمل اللائق للشباب بين منظومة الأمم المتحدة والحكومات والأعمال التجارية والمؤسسات الأكاديمية ومنظمات الشباب وسائر الشركاء من أجل الارتقاء بالعمل والتأثير في هذا المجال. وفي هذا اليوم العالمي لمهارات الشباب، لنجدّد عزمنا على زيادة الاستثمار في تمكين الشباب. وعندما نفعل ذلك، يمكنهم أن ينهضوا على نحو أفضل بمهمة الأمم المتحدة الأوسع نطاقاً الرامية إلى تحقيق السلام الدائم والتنمية المستدامة وإعمال حقوق الإنسان للجميع.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 5060 - الخميس 14 يوليو 2016م الموافق 09 شوال 1437هـ