حذرت الأمم المتحدة أمس الأربعاء (13 يوليو/ تموز 2016) من تجدد القتال في جنوب السودان بعد أربعة أيام من المعارك الدامية التي أجبرت الآلاف على الفرار وأدت إلى إجلاء المواطنين الأجانب من البلاد.
وتتزايد المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية مع إعلان منظمات الإغاثة وجود نقص في الغذاء والماء، واضطرارها إلى الحد من عملياتها بسبب الوضع الأمني.
ولكن يبدو أن وقف إطلاق النار لا يزال صامداً في جوبا عاصمة جنوب السودان لليوم الثاني على التوالي الأربعاء بعد الاشتباكات العنيفة التي أثارت مخاوف من عودة البلاد إلى الحرب الأهلية الشاملة.
ومع استمرار صمت المدافع، أصدر رئيس جنوب السودان سلفا كير أمس عفواً عن المقاتلين التابعين لنائبه رياك مشار والذين شاركوا في المعارك الأخيرة في العاصمة جوبا، بحسب بيان للرئاسة.
وأمر كير في البيان الذي حمل توقيعه «بمنح عفو للمتمردين السابقين الذين حملوا السلاح ضد حكومة الوحدة الوطنية بين الثامن والعاشر من يوليو/ تموز، وذلك اعتباراً من 13 يوليو».
إلا أن الوضع لا يزال هشاً، بحسب ما صرح المسئول عن عمليات حفظ السلام الدولية، هيرفيه لادسو.
وقال «لا نزال نشعر بالقلق الشديد من احتمال استئناف أعمال العنف وانتشارها إلى أنحاء أخرى من البلاد كما شاهدنا في السابق».
وتدافع الآلاف من سكان جنوب السودان لعبور الحدود إلى أوغندا، فيما قامت ألمانيا وإيطاليا بإجلاء مواطنيها وغيرهم من الأجانب.
وقالت الامم المتحدة إن نحو 36 ألف شخص فروا من منازلهم ولجأوا إلى قواعد الأمم المتحدة والكنائس ومقار منظمة إغاثة منذ اندلاع العنف الجمعة.
وقال مدير عمليات منظمة «إنقذوا الأطفال» في جنوب السودان، بيتر وولش «الجثث ملقاة في الشوارع، والمتاجر نهبت، والأسواق أغلقت، والناس يصطفون للحصول على الطعام، العائلات تحاول يائسة مغادرة المدينة».
وفي نيمولي، أقرب معبر حدودي على بعد 200 كلم جنوب جوبا، قال مسئول وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن نحو 20 ألف شخص يحاولون الوصول إلى أوغندا.
وقال الناجون الذين تمكنوا من الوصول إلى أوغندا إن جنود جنوب السودان يمنعون الناس من عبور الحدود أو يأخذون منهم ممتلكاتهم قبل السماح لهم بالعبور.
العدد 5059 - الأربعاء 13 يوليو 2016م الموافق 08 شوال 1437هـ