التقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس الثلثاء (12 يوليو/ تموز 2016) المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وذلك في إطار جهود ومساعي تحقيق السلام في البلاد، حسب تقرير لموقع قناة "روسيا اليوم" اليوم الأربعاء.
وعقد اللقاء بحضور نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن الأحمر، حيث تم التأكيد على قرارات الشرعية الدولية وآخرها القرار 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وهي عناصر أساسية لحل الأزمة اليمنية. وشدّد هادي على حرص الحكومة على السلام، وقال: "لقد قدمنا الكثير من التنازلات في سبيل ذلك لمصلحة شعبنا ووطننا لأننا نحمل هم شعب وقضية وطن، نحن مسؤولون عنه وليست لدينا مشاريع فئوية"... "منذ الذهاب إلى مشاورات السلام ونحن ملتزمون بما يطلب من قبلنا، إلا أننا لم نحصد إلا سراب من قبل المليشيا الانقلابية التي لا يهمها إلا وقف الغارات الجوية لكي تستمر في عدوانها وبهمجية على الأبرياء والعزل وقتل الأسر والأطفال كما حدث صبيحة العيد في مأرب ومواصلة حصار المدن في تعز وغيرها". وأشار إلى أن أسس ومرجعيات السلام واضحة ومحددة، متمثلةً في القرار الدولي 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
من جانبه، أكد المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، حرص المجتمع الدولي على تحقيق السلام في اليمن المرتكز على المرجعيات والأسس الثابتة ومنها القرارات الدولية ذات الشأن.
وفي السياق ذاته، ترأس هادي اجتماعاً لهيئة مستشاريه وأعضاء الفريق الحكومي في مشاورات الكويت، حيث وضع الجميع أمام مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية بشقيها السياسي والميداني... مستعرضاً جملة من التطورات المتصلة بالسلام ومشاورات الكويت. وقال: "نحن حريصون على السلام المبني على المرجعيات والقرارات الأممية التي تحت سقفها ذهبنا إلى الكويت وقبلها جنيف وقدمنا التنازلات لمصلحة الشعب اليمني لإنهاء الانقلاب وتداعياته". كما وضع الرئيس نتائج زيارته الميدانية لمحافظة مأرب للوقوف على أوضاعها أمام الجميع.
وفي الاجتماع قدم نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني رئيس الوفد الحكومي لمشاورات الكويت عبدالملك المخلافي تقريراً موجزاً تضمن حيثيات نحو 75 يوماً من مسار المفاوضات. وقال: "حرصنا خلال المشاورات على الصبر والحكمة والحرص التام على إنجاحها ترجمة لتوجيهات الرئيس في هذا الصدد والصلاحيات الكاملة الممنوحة لأعضاء وفد المشاورات انطلاقاً من مسؤولياتنا تجاه شعبنا ووطننا وحرصنا على السلام العادل المرتكز على المرجعيات المحددة والمتمثلة في تنفيذ القرار الاممي 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني". وأعرب عن أسفه لعدم تحقيق نتائج تذكر وعزا ذلك إلى ما اسماه التسويف والمماطلة واستهلاك الوقت من قبل الطرف الآخر.
ميدانياً، ذكرت مصادر مطلعة أن "لجان التهدئة الميدانية نجحت في إعادة الهدوء إلى مناطق المواجهات على الحدود اليمنية السعودية، مساء الاثنين 11 يوليو/ تموز 2016". وكانت معارك عنيفة اشتعلت باتجاه مناطق "حرض" الحدودية بين البلدين خلال اليومين الماضيين، وذلك بعد قصف مدفعي وصاروخي، وسط تحليق مستمر وغارات للطيران. وتشهد مناطق الحدود بين البلدين تهدئة شاملة منذ أشهر، بعد التوصل إلى اتفاق بين الطرفين لم تعرف تفاصيله، إلا أنه أعلن عن إطلاق سراح أسرى من قبل الطرفين أكثر من مرة.
وفي السياق ذاته، تعرض الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح لضربات عسكرية موجعة من قبل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الاثنين 11 يوليو/ تموز في العديد من جبهات القتال سقط خلالها العشرات من المقاتلين الحوثيين وجرح وأسر آخرون. وقال مصدر ميداني إن "قوات الجيش الوطني تمكنت صباح من إفشال هجوم كبير شنه الحوثيون على مواقع تابعة للواء 25 ميكا في جبهة حرض الحدودية وقتلت نحو 26 من الحوثيين وقوات صالح فيما قتل 4 من قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وأصيب ثلاثة آخرون".
وقصفت مقاتلات التحالف العربي الثلاثاء 12 يوليو عدداً من المواقع والتجمعات التابعة للحوثيين بالقرب من مزارع نسيم في ميدي، فيما شنت مدفعية الجيش الوطني قصفاً مكثفاً على مواقعهم في حرض وميدي واوقعت في صفوفهم خسائر فادحة. وأعلن قيادي بالمقاومة الشعبية عن مقتل نحو 28 مسلحاً حوثياً، و4 من أفراد الجيش والمقاومة في معارك عنيفة بمديرية نهم شرق صنعاء.
وقال عبدالله الشندقي الناطق الرسمي باسم المقاومة بمحافظة صنعاء، إن "اشتباكات عنيفة دارت بين مقاتلي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، وبين مليشيات الحوثي وصالح من جهة أخرى، في منطقة جبل يام بمديرية نهم شرق العاصمة صنعاء إثر محاولة المليشيات الهجوم على أحد المواقع العسكرية". وأضاف في بيان نشره على صفحته في "فيسبوك"، إن "الجيش والمقاومة تمكنوا من التقدم والسيطرة على جبل القرن في منطقة الاشتباكات".