أفاد رئيس المجلس البلدي للمنطقة الشمالية ممثل الدائرة الحادية عشرة محمد خليفة بوحمود لـ»الوسط» أنه «تم الاتفاق مع الجهات المعنية في وزارة الصحة بالبدء اليوم الأربعاء (13 يوليو/ تموز 2016) لرش أماكن التجمعات السابقة لمكبات القمامة في مختلف المناطق التي عانت منها، ضد الملاريا، كإجراء احترازي ووقائي، بعد أن ظلت القمامة على حالها عدة أيام».

وقال بوحمود: إنه «رصد يوم أمس وجود عمال يقومون بعملية التنظيف والكنس في وسط الشوارع الداخلية في الدائرة التي أمثلها، وقد تلقينا وعودا من الشركة بأن الأمور ستعود إلى سابق عهدها بنهاية الأسبوع الجاري».

ورصدت «الوسط» تحسنا ملحوظا في مستوى النظافة في مناطق في المحافظتين الشمالية والجنوبية، يوم أمس، كما تم ملاحظة انه تمت إزالة الكثير من القمامة المتراكمة في المناطق الداخلية، إلا أن شكاوى الأهالي ما تزال مستمرة من عدم وجود عمال بشكلٍ كافٍ لكنس الشوارع والحدائق التي يرتادونها، على الرغم من أن شركة النظافة المعنية بدأت أعمالها منذ 12 يوما.

كما رصدت «الوسط» وجود عمال نظافة في المناطق السكنية، وذلك للمرة الأولى منذ استلام الشركة مهام التنظيف مطلع الشهر الجاري، إلا أن الأعداد التي تمت مشاهدتها ما تزال قليلة.

ومن جانبه، ذكر بوحمود «الوضع يوم أمس أفضل من اليوم السابق»، مستدركا «ولكنني لا أستطيع أن أصدر تقييما على الوضع بحكم مشاهداتي الشخصية فقط، أنا اردد صوت المواطن، وهو الذي يجب أن يقول أن الوضع تحسن؛ لأن الخدمة ليست موجهة لي لوحدي، بل لعموم المواطنين، ونحن الآن نسمع من الناس ونوصل ملاحظاتهم إلى الجهات المعنية ونتابع معهم هذا الأمر بشكلٍ يومي متواصل».

وأكمل «كل الإجراءات التي حدثت تصب في صالح تصحيح الوضع وإزالة الإشكاليات التي رافقت ملف النظافة في المحافظات المعنية، ومتى ما استشعرنا أن هناك رضا من الناس سوف نقول أن هذا الموضوع بات يسير بشكلٍ مستقر وهذا ما نتمناه الآن».

وواصل «اليوم (أمس) كان لدينا اجتماع مع وزير الأشغال والبلديات عصام خلف والشركة الاسبانية المعنية بالنظافة في محافظتي الشمالية والجنوبية، وتم طرح الإشكاليات الموجودة حاليا، ومنها أن العمال والمنظفين ما يزالون لايعرفون المناطق جيدا ولا يملكون خبرة كافية للتعامل مع المناطق، وتم الحديث عن انه ليس كافيا أن تتم إزالة القمامة اليوم من مكان ما ثم العودة له بعد يومين لإزالة القمامة مجددا؛ لأن المطلوب أن يكون هناك عمل يومي متواصل في مختلف المناطق حتى نتمكن من إزالة كافة الإشكاليات الموجودة في هذا الملف».

وتابع بوحمود «لا نريد أن نظل طويلا في خطة الطوارئ الموجودة حاليا، نحن نريد أن تكون هناك إجراءات مستقرة وثابتة لدى الشركة للحفاظ على مستوى النظافة في مختلف المناطق، دون أن تعود أي عقبات أو مشاكل كما كان الوضع في الأيام السابقة، والشركة قالت لنا ان هذه الملاحظات كلها موجودة ضمن أجندتهم».

وأردف «موضوع «مركز الاتصالات» كان موجودا في أساس العقد الموقع مع الشركة الاسبانية، ولكن ما يجري حاليا هو أننا نحن من نتلقى حاليا شكاوى الناس وملاحظاتهم ونقوم بإيصالها إلى الشركة والجهات المعنية للتواصل معهم لحلها، ونحن واقعا لا نتمنى أن نضطر إلى رفع الهاتف للاتصال بالشركة، ولكن استنفارنا جاء من باب الحس الوطني والتطوعي لدينا كأعضاء بلديين، نحن عملنا مع الوزارة والشركة كفريق عمل واحد، ولحد الآن نحن لم نمارس دورنا الرقابي فيما جرى؛ لأننا أردنا في أوج هذه المشكلة أن تتم معالجتها سريعا قبل أن تتفاقم، ونحن لدينا العديد من الملاحظات في هذا الشأن، وماتزال هذه المشكلة لم تنته للآن، ولكن عندما تنتهي ونتمنى أن يتم ذلك قريبا، سنعمل عل ممارسة دورنا الرقابي متى ما استدعت الظروف لذلك».

وأكمل بوحمود «ما هو مهم الآن هو التأكيد على أن الوزارة والشركة ربما لديها خبرة واسعة في هذا المجال، ولكن على الصعيد الميداني نحن قلنا لهم ارجعوا لنا؛ لأننا بحكم ما جرى خلال الأيام السابقة فقد عرفنا الوضع وأصبحت لدينا معرفة ميدانية يمكن الاستفادة منها في الفترة المقبلة».

وقال: «بالأمس شاهدت عمال نظافة نزلوا في عدد من المناطق، ونحن في اجتماعنا مع الوزير والشركة قلنا للشركة أن توجه العمال للطرق الصحيحة لتنظيف المناطق ورعايتها، وقالوا لنا ان هذا الأمر يحتاج إلى بعض الوقت، ولكن الحالة العامة لا تستدعي المزيد من الوقت للانتظار، وإنما يجب أن يتم ذلك فورا ودون إبطاء».

وأشار إلى أنه «بحسب كلام الشركة، فقد أخبرونا انه بنهاية الأسبوع الجاري سوف يكون هناك تغير ملموس في الخدمة، وأنهم سوف ينتقلون إلى كنس الشوارع والحدائق؛ لأن الحدائق حاليا خالية من عمال النظافة، بحكم أن جهود الشركة باتت منصبة على المناطق السكنية في المحافظتين، بعد التكدس الكبير للقمامة الذي جرى فيها خلال الأسبوع الماضي».

وختم بحمود «غرفة الطوارئ المشكلة من قبل الجهات الرسمية والشركة والمجالس البلدية سوف تجتمع نهاية الأسبوع الجاري، لتقييم تحسن الوضع وآلية العمل ومدى التقدم الذي حدث في ملف النظافة في المحافظتين الشمالية والجنوبية، ونرجو أن تكون آلية العمل خلال هذه الأيام أفضل وأكثر استقرارا حتى يشعر الناس بأن الأمور عادت إلى طبيعتها».

ومن جانبه، قال رئيس مجلس بلدي الجنوبية أحمد الأنصاري لـ»الوسط» إن «الوضع تغير تغيرا كبيرا خلال اليومين السابقين، بعد الجهود التي بذلتها الشركة المعنية والشركات المساندة لها وبعض الجهود الذاتية من الأهالي، حيث قامت الشركة بتوفير عدد من الشاحنات لنقل القمامة من الشوارع ومن ثم نقلها إلى منطقة في الحنينية، ومنها تتم إزالتها إلى مكبات النفايات الرئيسية عبر شاحنات كبيرة «لواري». ويمكن القول الآن أن أكثر من 90 من المشكلة تم حلها، ولكن ما تزال هناك مناطق ما تزال تعاني من تكدس النفايات فيها مثل سوق الرفاع والمناطق السكنية القديمة في الرفاع الشرقي؛ بسبب شوارعها الضيقة وعدم قدرة الشاحنات على الدخول إليها، وهذه المناطق تحتاج إلى عمال نظافة خاصين بها يوميا؛ لكي يتم نقل القمامة منها إلى النقاط التي يمكن إلى الشاحنات الوصول إليها لإزالتها، أما المناطق الجديدة في الرفاع والمناطق المجاورة لها فقد تمت إزالة كل المخلفات المتراكمة».

وأضاف الأنصاري «حاليا هناك حاجة إلى وجود عمال يقومون بكنس الشوارع بشكل دائم، بعد أن تم إهمال نظافة الشوارع في مختلف المنطق؛ بسبب انشغال العمال في إزالة المخلفات المتراكمة أكثر من عملية التنظيف والكنس، وقد وجدنا أن الشركة قامت بتوفير عمال منذ يومين لهذا الغرض ونتمنى أن نشهد تحسنا اكبر خلال الأيام المقبلة».

وختم الأنصاري «أعتقد أن الجميع ساهم في إيقاف هذه المشكلة التي تفاقمت خلال الأيام الماضية، ونحن أمس الأول (الاثنين) اجتمعنا مع وزير الأشغال والبلديات بمعية الشركة المعنية، كما أن الوزير كان حريصا جدا خلال الأيام الماضية أن يكون متواجدا معنا بشكلٍ ميداني للتأكد من أن الأمور تسير للأحسن، وأنه لا رجوع إلى الوراء بعد أن تحسن الوضع عما كان عليه خلال الفترة الماضية».

يشار إلى أن مدير عام خدمات المدن لدى الشركة الإسبانية الأم (اورباسير) للنظافة مانويل، أعلن يوم أمس الأول عن وصول فريق العمل المتخصص من إسبانيا في مجال خدمات النظافة إلى البحرين لإدارة عملية النظافة، ووضع البرنامج العملي خلال المرحلة الراهنة في محافظتي الشمالية والجنوبية.

وطمأن مانويل «الأهالي بعودة الوضع إلى حالته الطبيعية خلال اليومين القادمين، مشيراً إلى أن الفريق الذي وصل البحرين يوم أمس، هو الذي يدير عمليات النظافة في مدن وأماكن تواجدهم في دول أوروبية والمغرب العربي وسلطنة عمان، وقد باشروا العمل فور وصولهم إلى البحرين».

وتابع «أستطيع القول إنه تمت معالجة أغلب القمامة المتراكمة في المحافظتين (...) ونلتزم بإرجاع الوضع إلى الحالة الطبيعية خلال اليومين القادمين لكي ننتقل بعدها إلى المرحلة الثانية من عملية الارتقاء بالنظافة والوصول إلى مرحلة الطموح وجعل هاتين المحافظتين نموذجاً على مستوى الخليج العربي».