ترأس ديفيد كاميرون أمس الثلثاء (12 يوليو/ تموز 2016) الجلسة 250 لمجلس الوزراء وهي الأخيرة له قبل أن تحل محله اليوم (الأربعاء) وزيرة الداخلية تيريزا ماي على رأس الحكومة البريطانية لتتفرغ خصوصاً لمهمة تنفيذ قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وسيقدم كاميرون استقالته اليوم إلى الملكة اليزابيث الثانية بعد آخر لقاء أسبوعي يجيب خلاله على أسئلة نواب مجلس العموم صباحاً.
وبذلك، ستتولى رئيسة الحكومة البريطانية الجديدة مهماتها بعد أقل من ثلاثة أسابيع على تصويت البريطانيين في 23 يونيو/ حزيران للخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو ما كان دفع كاميرون المناصر للبقاء في الاتحاد إلى الاستقالة.
وستكون ماي ثاني امرأة تتولى هذا المنصب بعد مارغريت ثاتشر التي حكمت المملكة المتحدة بين عامي 1979 و1990.
وقال وزير الصحة، جيريمي هونت إثر اجتماع مجلس الوزراء إن «تيريزا ماي و(وزير المالية) جورج أوزبورن أشادا برئيس الوزراء بحرارة».
وقال كاميرون الاثنين إنه «مسرور» لأن ماي (59 عاماً) ستخلفه في 10 داونينغ ستريت، واصفاً إياها بأنها شخصية «قوية وكفوءة».
وفي أول تصريحات لها بعد الإعلان أنها ستعين الأربعاء رئيسة للوزراء، أكدت ماي التي كانت من مؤيدي بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، أن بلادها «ستتفاوض للتوصل إلى افضل اتفاق» وستنحت لنفسها «دوراً جديداً في العالم».
وشددت ماي على أن «قرار الخروج نهائي، وسنجعله نجاحاً»، واضعة بذلك حداً لآمال الذين لا يعتقدون أن خروج بريطانيا من الاتحاد سيتحقق.
وكانت ماي قالت سابقاً إنها لا تنوي تفعيل الفصل 50 من معاهدة لشبونة لبدء إجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي، قبل نهاية 2016.
وطلبت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل مساء الإثنين من بريطانيا أن توضح «سريعاً» نواياها. ودعا مفوض الشئون الأوروبية بيير موسكوفيتسي الثلثاء تيريزا ماي إلى تسريع المحادثات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا في شأن إجراءات الخروج.
وقالت ميركل أمس إن «مهمة رئيسة الوزراء الجديدة ستكون اعتماد الوضوح في ما يتعلق بالعلاقة التي تريدها بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي».
وكان يفترض أن يختار 150 ألف منتسب إلى الحزب المحافظ هذا الصيف أصلاً بين تيريزا ماي واندريا ليدسوم على أن تعلن النتائج في التاسع من سبتمبر/ أيلول.
وانتقدت صحيفة «دايلي ميرور» اليسارية الثلثاء هذا «التنصيب» ودعت إلى انتخابات تشريعية جديدة على غرار حزب العمال وحزب الخضر والحزب الليبرالي الديمقراطي.
واضافت الصحيفة «من غير المقبول أن تصبح تيريزا ماي غداً رئيسة للوزراء بعد أن اختارتها مجموعة صغيرة من 199 نائباً محافظاً أي 0,0004% من الناخبين» البريطانيين.
وفي السياق نفسه، سيناقش البرلمان البريطاني عريضة وقع عليها أكثر من أربعة ملايين شخص تطالب بإجراء استفتاء ثان بشأن عضوية الاتحاد الأوروبي لكنه لن يتخذ قراراً بخصوص إعادة الاستفتاء الذي أجري الشهر الماضي.
ومن المقرر مناقشة الأمر في الخامس من سبتمبر/ أيلول.
ومنذ أن صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي بنسبة 52 في المئة مقابل 48 في المئة دعا كثيرون ومنهم مشرعون لإجراء استفتاء ثان.
لكن تيريزا ماي التي ستتولى رئاسة الوزراء خلفاً لديفيد كاميرون اليوم الأربعاء استبعدت إجراء استفتاء ثان قائلة «الخروج يعني الخروج».
وقالت اللجنة المعنية ببحث العرائض في البرلمان البريطاني إنها قررت طرح العريضة للنقاش بسبب كثرة عدد الموقعين عليها لكنها أكدت أنها لا تؤيد الدعوة لإجراء استفتاء جديد.
وأضافت في بيان «ستتيح المناقشة لأعضاء البرلمان طرح وجهات نظر تعبر عن الناخبين. في نهاية النقاش سيرد وزير في الحكومة على النقاط التي سيتم طرحها».
وأوضح بيان اللجنة أن المناقشة ليست لها سلطة لتغيير القانون ولن تفضي إلى قرار «سواء بإجراء استفتاء ثان أو لا».
والبرلمان مطالب بدراسة مناقشة كل العرائض التي يوقع عليها أكثر مئة ألف شخص.
العدد 5058 - الثلثاء 12 يوليو 2016م الموافق 07 شوال 1437هـ