استجاب طرفا النزاع في جنوب السودان أمس الاثنين (11 يوليو/ تموز 2016) إلى دعوات المجتمع الدولي وأعلنا وقف إطلاق النار بعد أربعة أيام من المعارك الدامية في العاصمة جوبا بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير وقوات التمرد السابق الموالية لنائبه رياك مشار.
وبالتوازي مع إعلان وقف إطلاق النار طالب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون بفرض «حظر فوري على الأسلحة» الموجهة إلى جنوب السودان و»عقوبات محددة» جديدة على مثيري الاضطرابات.
وأعلن وزير الإعلام في جنوب السودان، مايكل ماكوي في بيان تلاه عبر التلفزيون العام «جدد الرئيس التزامه بتطبيق محتوى اتفاق (السلام الموقع في 26 أغسطس/ آب 2015) نصاً وروحاً وأصدر مرسوماً يأمر بوقف المعارك بأثر فوري» بدءاً من الساعة 18،00 بالتوقيت المحلي (15,00 تغ).
وبحسب المرسوم فإن كافة قادة الجيش الحكومي تلقوا «الأمر بوقف إطلاق النار وتنفيذ ما جاء في المرسوم ومراقبة قواتهم وحماية السكان المدنيين وممتلكاتهم».
كما أن عليهم «تأمين حماية كل مجموعة إتنية يمكن أن تستهدف من بعض العناصر في قواتهم، وكل (جندي في التمرد السابق) يسلم نفسه للجيش يجب حمايته».
وبعيد ذلك بقليل أمر نائب رئيس جنوب السودان والزعيم السابق للمتمردين، رياك مشار قواته بوقف إطلاق النار.
وقال مشار في حديث مع إذاعة «إي راديو جوبا»، «أقول لكل القوات التي قاتلت ودافعت عن نفسها إن عليها أن تحترم وقف إطلاق النار والبقاء حيث هي في الوقت الحاضر» موضحاً أن وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ الإثنين ابتداءً من الساعة 20،00 (17،00 تغ).
وتشهد جوبا منذ مساء الجمعة معارك عنيفة بين القوات الموالية لكير وقوات نائبه مشار. وتبادل الطرفان أمس القصف بالمدفعية الثقيلة قرب المطار (شمال شرق) وفي حي تومبينغ (وسط)، بحسب مصدر دبلوماسي غربي.
وأوقعت المعارك «أكثر من 300 قتيل» يوم الجمعة وحده، بحسب الوزير ماكوي. ولم تتوافر أية حصيلة عن الأيام التالية في حين قتل عنصران صينيان من قوة الأمم المتحدة بـ «قنبلة» أصابت الأحد عربتهما المدرعة التابعة للمهمة.
وبحسب مراسلي «فرانس برس» في جوبا لم يسمع أي إطلاق نار أمس بداية من الساعة 14,00 (11,00 تغ) بيد أن الوضع يبقى متوتراً ووحدها القوات الحكومية تجوب شوراع العاصمة.
وقبل ما يزيد عن ساعة من إعلان وقف إطلاق النار، أمر المتحدث باسم القوات الحكومية، لول كوانغ الجنود الموالين بالتوجه إلى ثكناتهم مؤكداً أنه سيتم توقيف أي جندي سواء كان من القوات الحكومية أو قوة «غير منظمة» يقوم بأعمال نهب أو مضايقة للسكان.
وأكد كوانغ «سنطلق النار على أي شخص يقاوم توقيفه».
وتزامنت المعارك مع الذكرى الخامسة لاستقلال جنوب السودان، وأثارت مخاوف من تجدد القتال على نطاق واسع في كل أنحاء البلاد التي مزقتها منذ ديسمبر/ كانون الأول 2013 حرب أهلية مدمرة أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين.
وإزاء استمرار المعارك أمس حث الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون مجلس الأمن الدولي على «تعزيز مهمة الأمم المتحدة في جنوب السودان» وذلك خصوصاً بتزويدها بمروحيات قتالية.
وكان المجلس طلب الأحد من الدول المجاورة لجنوب السودان المساعدة في وقف القتال وزيادة مساهمتها في قوات حفظ السلام الدولية.
من جهته دعا رئيس لجنة مراقبة وتقييم اتفاق السلام فيستوس موغاي أمس إلى «تطبيق فوري» للاتفاق وطلب عقد قمة دول المنطقة (إيغاد) «بأسرع ما يمكن» في جوبا.
أما رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلا مريم ديسالين وهو رئيس «إيغاد» فأكد في بيان «أنه من الواضح أن بعض العناصر غير المنضبطة ترغب في التراجع عن التزاماتها إزاء السلام».
وفي جوبا قال دبلوماسي غربي إنه يجهل الأسباب الدقيقة لتصاعد القتال مجدداً معرباً عن أسفه «للوحشية المجنونة التي يواجه بها هذا الطرف أو ذاك الاستفزازات».
وهطلت أمطار غزيرة على جوبا طوال الليل، ما فاقم وضع آلاف المدنيين المذعورين الذين فروا على عجل من المناطق التي شهدت المعارك الأعنف الأحد وبين هؤلاء مراسل «فرانس برس» الذي وصف الوضع بأنه «مخيف».
وبحسب قوة الأمم المتحدة لجأ سبعة آلاف مدني إلى مخيمات للقوة اندلعت المعارك قربها. وتؤوي هذه المخيمات أصلاً 28 ألف لاجىء. ولجأ آخرون إلى كنائس المدينة.
العدد 5057 - الإثنين 11 يوليو 2016م الموافق 06 شوال 1437هـ