أثار مقتل الزعيم المتشدد برهان واني في معركة بالسلاح مع قوات الحكومة في الجزء الذي تديره الهند من كشمير عنفا دمويا على مدى أيام. فمن هو واني وما السبب وراء شعبيته؟ هذا ما يجيب عليه الصحفي شجاعات بوخاري، بحسب مانقلته قناة "البي بي سي".
حضر جنازة برهان واني آلاف الأشخاص، وكان مسار الجنازة - بالرغم من القيود المفروضة - مزدحماً جداً، بحيث لم يكن هناك مكان لأداء صلاة الجنازة.
ويرجع الفضل إلى واني - البالغ من العمر 22 عاما - في إحياء نوع من التشدد بين الأغلبية المسلمة في الجزء الذي تديره الهند من كشمير، وإضفاء الشرعية عليه.
وقد شهدت المنطقة تمرداً مسلحا على الحكم الهندي في عام 1989، وإن كان العنف قد تضاءل خلال السنوات ألأخيرة.
متشدد من عصر جديد
ويُعتقد أن واني - الذي ولد لأسرة كشميرية تنتمي إلى طبقة عليا ذات مستوى تعليمي راق - سيق إلى التشدد وهو في سن الـ15، عقب ضرب الشرطة له هو وأخيه "بدون سبب".
وكان واني نشطا جدا على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يخف هويته - على عكس المتشددين في الماضي - خلف أي قناع آخر.
وتناولت رسائل الفيديو التي كان يضعها على الإنترنت وتنتشر بسرعة كبيرة بين الناس في كشمير موضوعات ظلم الحكم الهندي، وحاجة الشباب إلى التصدي للظلم.
وحذر في آخر فيديو له الشرطة المحلية من "العواقب"، إذا واصلت مقاومة "الحركة".
وتنظر الهند إلى واني باعتباره إرهابيا، لكنه يمثل في عيون كثير من السكان روح جيل كشميري جديد وطموحاته السياسية.
وأقر مسؤولون هنود بأنه عنصر فعال في إقناع الشباب بحمل السلاح في الإقليم.
العزلة عن الهند
ولكن يمكن النظر إلى شعبية واني باعتبارها مظهرا لحالة المشاعر الحالية، ولزيادة العنف في الجزء الذي تديره الهند من كشمير، والذي تأثر بعدد من الأحداث.
فقد شهدت "انتفاضتان" شعبيتان في 2008 و2010 مقتل أكثر من 200 شخص، معظمهم من المحتجين المدنيين، بأيدي الشرطة الهندية.
كما أشعل الغضب وشعور العزلة حادثة إعدام أفضل غورو، الانفصالي الكشميري الذي أدين بسبب هجوم على البرلمان الهندي في 2001.
وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير مؤخرا، فيما يبدو، هي قرار حزب الشعب الديمقراطي، الذي فاز في الانتخابات في وادي كشمير ذي الأغلبية المسلمة، تشكيل ائتلاف مع الحزب الهندوسي الوطني بي جي بي الذي تفوق في الانتخابات في منطقة جامو ذات الأغلبية الهندوسية.
وتؤكد سجلات الشرطة أن بعض الشباب ممن أصبحوا متشددين شاركوا بنشاط في حملة حزب الشعب الديمقراطي في الانتخابات العامة في 2014.
ويقول محللون في المنطقة إن غياب الانخراط السياسي لحل الخلاف بشأن كشمير ينشئ خطابا سياسيا جديدا، وإن التشدد يحصل على شرعية بين أفراد الشعب الذين يعتقدون أن دلهي تتجاهل الوقائع السياسية.
والسؤال الذي يُطرح الآن، هو هل أصبح واني بعد موته أكثر خطرا على الهند؟
إذ إن التحدي الذي تواجهه الحكومة الآن هو قتال الأيدولوجية التي روج لها واني، وهذا يظهر في وضوح في استمرار المشاعر المتأججة بسبب قتله.