تصاعدت الحوادث في الفترة الأخيرة داخل البيت الأميركي، بعد احتجاج المجتمع الأميركي الأسود على قتل أبنائه من قبل عناصر الشرطة البيض، ما أدّى إلى حدوث مظاهرات مناهضة للعنصرية، ومطالبة بتحسين القضاء والشرطة من العنصرية والطائفية، وكانت هناك أحداث عنف سقط خلالها عناصر من الشرطة البيض، 5 ماتوا في دالاس و11 جريحاً!
العنف والعنف المضاد، كم مرّة سنقولها، لا يمكن أن ينجح مجتمعٌ بتواجد العنف والعنف المضاد، فمن أسباب نجاح المجتمع هو الحوار، ومحاولة التعديل والإصلاح، حتّى لا تتفاقم الأمور وتخرج عن الحد الطبيعي للغضب أو المظاهرات أو الاشتباكات بين أي مجتمع كان، وبين عناصر شرطته.
نعم هناك تمييز في المجتمع الأميركي، وواضح وضوح الشمس، فمنذ 2014 إلى يومنا هذا سقط كثير من الأميركان السود ضحيّة عنصرية بعض رجال الشرطة البيض، وكما شاهدنا في المقاطع الصوتية الكثيرة عبر شبكات مواقع التواصل أحداثاً تقشعر لها الأبدان، مواطن أسود أو ملوّن أعزل ويُطلِق عليه النار من مسافة بسيطة شرطي أبيض.
إذا لم تحاول الولايات المتّحدة الأميركية إنزال أقصى العقوبات بمن تطاول وقتل الأبرياء من دون حق، فإنّ الأمور ستفرط وستزداد أعمال العنف، وخاصة انّ حركة الـ «KKK» العنصرية تبثُّ سمومها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتغذّي الكراهية وتزيدها بين أطياف المجتمع، وعندها لن يستقر المجتمع.
هذه ليست الحوادث الوحيدة التي نشهدها بشأن عنصرية البعض، ففي أيّام شهر رمضان الفضيل شهدنا اعتداء عناصر الشرطة على مواطن إماراتي أعزل، كاد أن يلقى حتفه بسبب ما حدث له، وهو الذي توجّه إلى الولايات المتحدة من أجل علاج قلبه! والسبب فقط طريقة لبسه!
نحن لا نفرض على الأجانب ما يلبسونه في بلداننا، حتى وإن كانت بلداناً محافظة، باستثناء الشقيقة المملكة العربية السعودية التي تفرض على الجميع لبس العباءة والحجاب، لكن أن يتم الاعتداء علينا بسبب أشكالنا هذا ما يُخيف ولا يُقبل أبداً، فليس كل أسود مجرماً وليس كل أبيض ملاكاً، جميعنا بشر وجميعنا نُخطئ ونصيب.
هذه الحوادث المتتالية على السود والعرب والعروق الإسبانية ما هي إلاّ حوادث عنصرية بحتة، حوادث تُرجعنا إلى الوراء، وستدمّر أميركا إن لم تُتَّخذ الاحتياطات اللازمة لردع من تسوّل له نفسه التسويق لهذه العنصرية، وما هي إلاّ شرارة حتى تبدأ الحرب الأهلية، ولنا في أحداث دالاس خير مثال، فالشاب الأسود الذي قتل عناصر الشرطة البيض قال إنّ السبب هو ما تقوم به عناصر الشرطة ضدَّ السود، كراهية وكراهية مضادة.
على الدولة، سواء الولايات المتحدة الأميركية أو أية دولة في العالم، الحذر من العنصرية والطائفية والتقسيم، فهذه الأمور هي خراب ودمار الأوطان، وتبدأ بتراكم الضغوط والمشكلات، ومن ثمّ بعمليَّات القمع، واستخدام القوّة المفرطة، فتنتج بعد ذلك عمليات مضادّة بشعة، كره وكره مضاد، قتل وقتل مضاد، وفُوضى لا تنتهي إلاّ بحرب تدوم لسنوات طويلة.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 5056 - الأحد 10 يوليو 2016م الموافق 05 شوال 1437هـ
الحبه دبه !
هذه أفعال أناس عنصريين وحوادث فرديه وليست عمل ممنهج للسلطات الأمريكية وتم إدانتها من الجميع وفي أمريكا إذا حصلت هكذا أعمال إجراميه من أناس عنصريين تتم محاكمتهم وعقابهم وليس يتم تبرئتهم ..، للعلم أكثر الجرائم وحشية في أمريكا تحصل دائما في مناطق السود.