سيلتقي العالم، كل عام، من أجل استعراض التقدم المحرز في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة وذلك في المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة، وهو المنبر العالمي الأساسي لتوجيه الجهود العالمية بشأن تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 وقد اعتمدت الدول بالإجماع في أيلول/سبتمبر 2015 أهداف التنمية المستدامة، وهي حجر الزاوية في التحول التاريخي إلى خطة التنمية المستدامة لعام 2030 ، ويهدف إلى القضاء على الفقر، ومعالجة أوجه عدم المساواة والتصدي لتغير المناخ، مع كفالة عدم تخلف أحد عن الركب.
وأهداف التنمية المستدامة الجديدة هي أهداف فريدة من نوعها من حيث كونها تدعو جميع البلدان، المتقدمة منها والنامية والمتوسطة الدخل، إلى تعزيز الرخاء والعمل في الوقت ذاته على حماية كوكب الأرض.
وتقر الأهداف بأن القضاء على الفقر يجب أن يمضي قدما جنبا إلى جنب مع الاستراتيجيات التي تبني النمو الاقتصادي وتلبي مجموعة من الاحتياجات الاجتماعية، تشمل التعليم والصحة والحماية الاجتماعية، وتولد فرصا للعمل، بينما تعالج تغير المناخ وتحمي البيئة.
وإذ يسلم المنتدى بأن العمل على تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية يجب أن يتم على الصعد الوطني والإقليمي والعالمي، فإنه سيكون بمثابة محور التركيز الدولي المركزي لتبادل الخبرات، بما في ذلك النجاحات والتحديات والدروس المستفادة، فضلا عن تقديم القيادة السياسية وتوفير التوجيه والتوصيات لمتابعة واستعراض أهداف التنمية المستدامة على مدى السنوات الخمس عشرة المقبلة. وفي إطار هذا الدور، يعزز المساءلة ويقوي تبادل أفضل الممارسات ويدعم التعاون الدولي.
وشفافية المنتدى - التي تتيح لكل فرد أن يرى إذا ما كان قد تم إحراز تقدم من عدمه فيما يتصل بالأهداف - تشكل عنصرا هاما في دفع الجهود العالمية والوطنية الرامية إلى تحقيق الأهداف. ويجتمع المنتدى معاجميع قطاعات المجتمع التي تعتبر حاسمة لتحقيق الأهداف، وتشمل الحكومات والمجتمع المدني وقطاع الأعمال والمجموعات الرئيسية والجهات صاحبة المصلحة الأخرى.
وبينما يُتوَقع أن تقوم الحكومات بوضع أطر وطنية للرصد وبتتبع التقدم المحرز في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، فإن المنتدى سيقوم بتتبع ورصد التقدم المحرز على الصعيد العالمي.
وسيعقد المنتدى السياسي الرفيع المستوى لعام 2016 ، تحت شعار ”كفالة ألا يتخلف أحد عن الركب“، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في الفترة من 11 إلى 20 يوليو / تموز 2016، وستكون هذه هي المرة الأولى التي تتقاسم فيها البلدان خططها الإنمائية منذ اعتماد الأهداف.
وبما أن عام 2016 يمثل بداية جهود التنفيذ من جانب جميع البلدان لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، فسينصب التركيز هذا العام على تبادل الخبرات بشأن الخطوات الأولية والنُهج المتبعة فيما يتعلق بتنفيذ أنشطة المتابعة والاستعراض ووضع هيكل لها، بدلا من التركيز على قياس التقدم المحرز. وخلال المنتدى، سيقوم 22 بلدا - من البلدان المتقدمة والنامية على السواء - بعرض لمحة عامة عن خططها الرامية إلى تحقيق الأهداف.
وسيتألف المنتدى من اجتماع على مستوى الخبراء مدته خمسة أيام ومن اجتماع وزاري مدته ثلاثة أيام (18 – 20 يوليو 2016) خلال المنتدى، سيصدر الأمين العام تقريرا مرحليا سنويا عن أهداف التنمية المستدامة. وسيصدر أيضا التقرير العالمي للتنمية المستدامة، الذي سيتطلع إلى العلماء والخبراء من أجل الحصول على توجيه بشأن الخيارات الممكنة في مجال السياسات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وستثري أيضا الوثيقة الختامية الصادرة عن منتدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي لتمويل التنمية المعقود مؤخرا، والتي تتابع مسألة تعبئة الموارد، المناقشات التي تدور في المنتدى.
وسيستعرض المنتدى التقدم المحرز ، حسب المناطق والبلدان، التي تعاني من مخاطر وأوجه ضعف معينه، مثل أقل البلدان نموا والبلدان الجزرية الصغيرة النامية.
وهذه الاستعراضات ستدعمها استعراضات تجريها اللجان الفنية التابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي وغيرها من الهيئات والمنتديات الحكومية الدولية، مما يجسّد الطابع المتكامل للأهداف وما يربطها من صلات. وسيُتوَج المنتدى باعتماد إعلان وزاري.