قرر الرئيس الأميركي باراك أوباما اختصار زيارة إلى أوروبا للتوجه مطلع الأسبوع إلى دالاس بجنوب الولايات المتحدة حيث قتل خمسة شرطيين برصاص رجل أسود أراد الانتقام من البيض، في حين تجمع الآلاف في عدة مدن أميركية ليل الجمعة احتجاجاً على عنف الشرطة.
وأعلن البيت الأبيض مساء الجمعة أن أوباما سيعود إلى واشنطن مساء الأحد أي «قبل يوم مما كان مقرراً»، وسيتوجه إلى دالاس «في مطلع الأسبوع» المقبل بدعوة من رئيس بلدية المدينة، مايك رولينغز.
وفي حين شاركت أعداد كبيرة في تأبين الشرطيين القتلى تصاعد الغضب مع تنظيم تجمعات ليل الجمعة إلى أمس السبت (9 يوليو/ تموز 2016) احتجاجاً على مقتل التون سترلينغ في لويزيانا وفيلاندو كاستيل في مينيسوتا وهما أسودان برصاص شرطيين. وشاهد الملايين أشرطة فيديو تظهر آخر لحظات في حياتهما على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال نائب الرئيس، جو بايدن أمس «نشعر كأميركيين بجرح بعد كل أعمال القتل هذه». وأضاف «علينا جميعاً أن نتحرك ونتحدث عن الفروقات في نظامنا القضائي الجنائي، مثلما علينا جميعاً أن ندافع عن الشرطة التي تحمينا في مجتمعاتنا كل يوم».
وأشاد بايدن بالشرطيين القتلى الذين قال إنهم انضموا إلى الشرطة لأنهم آمنوا بقدرتهم على تقديم المساعدة «ولذلك عندما استهدف رصاص قاتل قوة الشرطة في دالاس فإنه أصاب روح الأمة».
وقتل خمسة شرطيين في وقت متأخر الخميس وأصيب سبعة شرطيين ومدنيان بجروح. وهي أسوأ حصيلة تسجل في صفوف الشرطة الأميركية منذ اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.
وعرفت الشرطة عن المشتبه به بأنه ميكا جونسون، وهو جندي سابق أسود عمره 25 عاماً خدم خصوصاً في أفغانستان.
وأعلن جونسون خلال المفاوضات التي جرت معه قبل أن تقوم وحدة نخبة بقتله بعد مواجهات طويلة مع الشرطة، إنه يريد «قتل أميركيين من البيض، وخصوصاً شرطيين بيض».
وقال وزير الأمن الداخلي، جيه جونسون إن الرجل تحرك بمفرده، مستبعداً، مثل البيت الأبيض، أي ارتباط مع «منظمات إرهابية» معروفة في المرحلة الراهنة من التحقيق.
ولكن تبين أن صفحة جونسون على «فيسبوك» تربطه بعدد من حركات السود الراديكالية التي تعتبر من المجموعات التي تبث الكراهية.
وليس لميكا جونسون أي سوابق. وكان يقيم في ميسكيت بضاحية دالاس.
ودان مسئولو حركة «حياة السود مهمة» التي تعارض العنف ضد السود العنف في دالاس لكنهم قالوا إنهم سيمضون في تنظيم المسيرات المقررة في عطلة الأسبوع.
و نظمت تجمعات حاشدة جرت بهدوء الجمعة في عدد من المدن في نيو أورلينز وديترويت وبالتيمور وفيلادلفيا وسان فرانسيسكو وهيوستن وكذلك أمام البيت الأبيض في واشنطن. وكان أكبرها في أتلانتا في ولاية جورجيا حيث أغلق المحتجون شارعاً رئيسياً.
وفي فينيكس استخدمت شرطة مكافحة الشغب رذاذ الفلفل لتفريق حشد كبير أغلق عدداً من الشوارع بعد رشق عناصر الشرطة بالحجارة والتهديد بإغلاق طريق سريع. وتم توقيف شخص واحد على الأقل.
وفي روتشستر في نيويورك أعلن رئيس الشرطة، مايكل شيمينيلي توقيف 74 شخصاً لإغلاقهم شارعاً خلال تجمع بدا هادئاً.
وخلال قداس على روح الشرطيين القتلى دعا رئيس بلدية دالاس، مايك رولنغس الأميركيين إلى تضميد جراح البلاد العنصرية.
وقال أمام آلاف الأشخاص «لن نشيح النظر عن واقع أننا كمدينة، كولاية، وكأمة نواجه اليوم مشكلات عنصرية».
وكرر رولنغس رسالة أوباما بأن حياة السود مهمة وكذلك حياة «الزرق» في إشارة إلى الشرطيين.
وقال «علينا أن نسرع الخطى وأن نعالج مشكلات معقدة بطريقة مختلفة. والعنصرية مسألة معقدة».
وندد الرئيس باراك أوباما من وارسو بـ «هجمات حاقدة ومحسوبة ومقززة»، مؤكداً أن «لا شيء يمكن أن يبررها».
وتم تنكيس الأعلام في الولايات المتحدة حتى 12 يوليو الجاري.
وألمح أوباما إلى مبادرة للحد من البيع الحر لأسلحة الحربية، وقال «حين تكون أسلحة قوية بحوزة الناس، فهذا يجعل للأسف هذا النوع من الاعتداءات أكثر دموية ومأسوية. وسيتحتم علينا خلال الأيام المقبلة أخذ هذا الواقع بالاعتبار».
كما يعتزم الرئيس بحث «إجراءات سياسية تعالج الفوارق العنصرية التي لا تزال كامنة في نظامنا الجنائي».
وألغى المرشحان إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية الديمقراطية، هيلاري كلينتون والجمهوري، دونالد ترامب تجمعاتهما الانتخابية الجمعة.
العدد 5055 - السبت 09 يوليو 2016م الموافق 04 شوال 1437هـ