العدد 5055 - السبت 09 يوليو 2016م الموافق 04 شوال 1437هـ

جوديث كير تفوز بجائزة «بوك ترست» لإنجاز العمر

الهاربة من زمن هتلر... كرَّست إبداعها للأطفال...

كير في احتفال تسليم الجوائز
كير في احتفال تسليم الجوائز

كاتبة قصص الأطفال والرسَّامة البريطانية من أصل ألماني، جوديث كير، وهي في سن الـ 93 عاماً، كرَّست - ومازالت - كل حياتها وإبداعها للأطفال كتابة ورسماً، بحصيلة وصلت إلى 30 كتاباً، كان من بين أشهرها «النمر الذي جاء لشرب الشاي»، و «عندما سرق هتلر الأرنب الوردي»، هي التي فرَّت من ألمانيا هتلر، مع عائلتها عندما كانت طفلة، مروراً بسويسرا وفرنسا، وصولاً إلى بريطانيا، تم إعلان فوزها بجائزة «بوك ترست» لإنجاز العمر للعام 2016. المؤسسة الثقافية الخيرية لها حضور في كل أنحاء المملكة المتحدة، وتهدف إلى تغيير حياة كثير من العائلات البريطانية عن طريق جمع الأطفال والأُسَر من أجل استشعار المتعة في القراءة.

تتناول أبرز قصص كير «النمر الذي جاء لشرب الشاي»، حياة الطفلة صوفيا التي يدخل بيت عائلتها نمر كبير يأكل ويشرب، ليتركها وأمها، وقد نشأت علاقة صداقة بين النمر وصوفيا لتعيش على أمل عودته مرة أخرى.

نقف على تفاصيل رئيسة عن حياة كير، وجانب من أعمالها في تقرير إميلي درابل، الذي نشر في صحيفة «الغارديان يوم الأربعاء (6 يوليو/ تموز 2016)، إضافة إلى «إضاءة» مختزلة لكير، ونبذة عن مؤسسة «بوك ترست»، التي منحت جائزتها هذا العام للروائية كير.

تُمنح جائزة «بوك ترست» احتفاء بمجموعة من الأعمال لمؤلفين ورسَّامين ممن قدَّموا مساهمات بارزة في أدب الأطفال. وتم تقديم الجائزة لهذا العام، من قبل الحاصل على جائزة الأطفال السابق ورئيس «بوك ترست»، مايكل موربورغو إلى جوديث كير، في حديقة حيوان لندن، حيث شخصيات قصصها تجد لها مكاناً هناك؛ وخصوصاً النمر.

وقالت كير من جانبها: «يُشرِّفني وأنا سعيدة لأنه تم اختياري لتلقّي جائزة إنجاز العمر من قبل (بوك ترست)». مضيفة «أشكرهم كثيراً؛ وبما أن عرض تقديم الجائزة خُطِّط له في حديقة حيوانات لندن، سأكون قادرة أيضاً على أن أشكر النمور؛ والنمر (في قصصي) هو الذي بدأ بكل هذا وصولاً إلى مرحلة الحصول على الجائزة».

حصلت كير على وسام الإمبراطورية البريطانية في العام 2012 عن الجهود التي بذلتها في أدب الأطفال والتنوير بالمحرقة (الهولوكوست), وقد باعت إصداراتها أكثر من تسعة ملايين نسخة في أنحاء العالم، وتُرجمت أعمالها إلى 25 لغة مختلفة.

وقد نشرت أول كتاب مصوّر لها في العام 1968، وحمل عنوان «النمر الذي جاء لشرب الشاي»، والقصة الآن واحدة من أكثر القصص مبيعاً، وأكثر كتب الأطفال قراءة. وقد تم تحويل القصة إلى مسرحية ناجحة من قبل الحاصل على وسام الإمبراطورية البريطانية، المخرج ديفيد وود.

ويمكن تذكُّر كير هنا بقوّة من خلال «سلسلة موغ» التي تتكوَّن من 17 جزءاً، مع التنويه إلى أن أحد أجزائها كان أكثر كتاب قصصي مصور مبيعاً للعام، حيث حقق أكثر من مليون جنيه إسترليني، وذهبت الحصيلة إلى حملة محو الأمية لإنقاذ الأطفال.

وهي أيضاً مؤلف ثلاثية السيرة الذاتية «خارج زمن هتلر» (والتي ابتدأت بـ «عندما سرق هتلر الأرنب الوردي)، وكانت بمثابة التعريف لعديد من الأطفال بما حدث في الحرب العالمية الثانية، وتحكي قصة رحلة عائلتها من ألمانيا النازية، وتنقلها عن طريق سويسرا وفرنسا قبل أن تستقر في نهاية المطاف في انجلترا.

في العام الماضي، وهي في الثانية والتسعين من عمرها، نشرت جوديث كير أول رواية لها منذ 37 عاماً: «ختْم السيد كليغورن» وفي سبتمبر/ أيلول المقبل، ستسافر إلى برلين بمناسبة إصدار روايتها في طبعتها الألمانية عن طريق دار نشر «فيشر فيرلاغ»، وهي الدار نفسها التي قامت بنشر كتب والدها ألفريد كير في ألمانيا.

وتشكّلت لجنة تحكيم جائزة الإنجاز مدى الحياة في «بوك ترست» لهذا العام من كل من: الناقد نيكوليت جونز، والمدافعة عن حقوق الإنسان شامي تشاكرابارتي، والمؤلف والرسّام كريسيدا كويل، والحائز على جائزة الأطفال كريس ريدل، والشاعر جون أجارد والرئيس التنفيذي لـ «بوك ترست» ديانا جيرالد.

يُذكر أن جوديث كير المولودة في 14 يونيو/ حزيران 1923، كاتبة ورسّامة بريطانية من أصل ألماني. ابتكرت، بالتزامن، عدداً من الكتب المصوّرة مثل «سلسلة موغ» و «النمر الذي جاء يشرب الشاي»، والروايات المشهودة في عالم النشر التي كتبت خصيصاً للأطفال الأكبر سناً مثل السيرة الذاتية «عندما سرق هتلر الأرنب الوردي»، والتي تمنح الطفل صورة عن الحرب العالمية الثانية.

يُشار إلى أن «بوك ترست»، تُعدُّ أكبر مؤسسة خيرية للقراءة في المملكة المتحدة، وتهدف إلى تغيير حيوات كثيرين عن طريق جمع الأطفال والأُسَر من أجل القراءة.

وتعمل المؤسسة على إلهام حبّ القراءة لدى الأطفال بالدرجة الأولى، ليقين المؤسسة بالدور الذي تلعبه في تغيير كثير من حياة البشر. وتصل حركة الكتب في المؤسسة انتقالاً إلى أيدي الأطفال، إلى أكثر من مليوني كتاب، يتم اختيارها بعناية في جميع أنحاء المملكة المتحدة. ويتلقى كل والديْن كتاباً من «بوك ترست» حين يبلغ طفلهما عامه الأول.

ويتم تسليم الكتب من خلال عمليات توجيه الموارد المتاحة، عن طريق المراكز الصحية، ومكتبات المدارس، وفي السنوات الأخيرة، عن طريق نقاط تواجد الأطباء الممارسين، موضحة المؤسسة أن القراءة من أجل المتعة كان لها تأثير كبير على مُخرجات التعليم والرفاه والحراك الاجتماعي، علاوة على أنها متعة حقيقية في حد ذاتها.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً