أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس الجمعة (8 يوليو/ تموز 2016) أنه سيرسل 4 كتائب متعددة الجنسية إلى بولندا وبلدان البلطيق بقيادة الولايات المتحدة وكندا وألمانيا وبريطانيا.
ويهدف هذا الانتشار إلى طمأنة شرق أوروبا القلق من طموحات موسكو. وأعلن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ هذا الامر مساء اليوم الاول من قمة الحلف في وارسو.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن في وقت سابق إرسال ألف جندي أميركي في إطار إحدى هذه الكتائب. وقال أوباما أن الأميركيين سيخدمون «إلى جانب» رفاقهم البولنديين.
وسيجري هؤلاء مهمات تدريب مع استخدام آليات، بمعنى أنهم سيكونون مزودين بمعدات تشمل وسائل نقل لآليات مصفحة. وتعهدت بريطانيا بإرسال 650 عنصراً سينتشر 500 منهم في استونيا و150 في بولندا. وستتولى كل من ألمانيا وكندا قيادة كتيبة متعددة الجنسية في لاتفيا وليتوانيا.
وأعلنت كندا قبل أيام أنها سترسل ألف جندي، فيما سترسل كل من بلجيكا وفرنسا 150. والوحدات التي ستعمل بنظام المناوبة تقضي مهمتها بردع روسيا عن القيام بعملية تسلل، بدعم من قوة تدخل بالغة السرعة تضم نحو 5 آلاف جندي وقادرة على الوصول إلى المناطق المعنية خلال بضعة أيام.
وغاية الحلف هي تجنب تكرار السيناريو الأوكراني، واحتمال قيام روسيا بضم أراض تابعة لإحدى جمهوريات البلطيق السوفياتية السابقة.
وتولى حلف شمال الأطلسي قيادة منظومة الدفاع الصاروخي التي أقامتها الولايات المتحدة في أوروبا اعتباراً من أمس، بعدما نجحت فرنسا في الحصول على ضمانات بأن النظام الذي تكلف بناؤه مليارات الدولارات لن يكون تحت السيطرة المباشرة لواشنطن.
وتعد الدرع الصاروخية -وتوصف بأنها تهدف للتصدي لأي ضربة من «دولة مارقة» على مدن أوروبية- أحد أكثر جوانب الدعم العسكري الأميركي لأوروبا حساسية. وتقول روسيا إن واشنطن تقصد بهذه المنظومة إضعاف ترسانتها النووية، لكن الولايات المتحدة تنفي هذا الاتهام.
وقال مسئول في الحلف مشيراً لقمة الحلف المنعقدة في وارسو: «القادة سيتفقون على بدء تشغيل الدفاع الصاروخي بشكل مبدئي». وأضاف «سيعني هذا أن السفن الأميركية الراسية في إسبانيا وأنظمة الرادار الموجودة في تركيا وقاعدة الدفاع الصاروخي في رومانيا ستعمل معاً تحت قيادة الحلف».
وأكد ذلك مسئول آخر من الحلف وقال إن «الشروط مستوفاة» لوضع المنظومة الدفاعية تحت راية حلف شمال الأطلسي.
وتشعر روسيا بغضب لاستعراض القوة بهذه الطريقة من قبل الولايات المتحدة في دول أوروبا الشرقية الشيوعية السابقة.
وتأمل واشنطن أن يؤدي تسليم القيادة إلى الحلف لتهدئة المخاوف الروسية. وينظر إلى الأعضاء الأوروبيين بحلف شمال الأطلسي على أنهم لن يجنوا شيئا من استفزاز روسيا موردة الطاقة الرئيسية لهم.
وسيعهد للدول الأوروبية الأعضاء في الحلف بالمسئولية عن تمويل بعض نفقات المنظومة والإضافة إليها في المستقبل.
وحث الرئيس الأميركي أمس قادة حلف شمال الأطلسي على الوقوف بحزم في وجه روسيا بعد استيلائها على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، وقال إن قرار البريطانيين الانسحاب من الاتحاد الأوروبي يجب ألا يضعف الحلف.
جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية، بينما وصل أوباما إلى وارسو لحضور آخر قمة لقادة حلف شمال الأطلسي، قبل أن يترك منصبه في يناير/ كانون الثاني المقبل.
وقال أوباما أيضا إن «العلاقة الخاصة» التي تربط الولايات المتحدة ببريطانيا ستبقى بعد استفتاء بريطانيا الذي حذر منه.
في المقابل، شدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس لدى وصوله للمشاركة في الحلف أن روسيا ليست «خصما ولا تهديدا».
وصرح هولاند للصحافيين ان «مهمة الحلف الأطلسي ليست ابدا التأثير في العلاقات التي ينبغي أن تربط بين اوروبا وروسيا. وبالنسبة إلى فرنسا فإن روسيا ليست خصماً وليست تهديداً».
العدد 5054 - الجمعة 08 يوليو 2016م الموافق 03 شوال 1437هـ