من المقرر أن يبدأ قادة حلف شمال الاطلسي (ناتو) اليوم الجمعة (8 يوليو / تموز 2016) قمة يصفها التحالف بالتاريخية، في الوقت الذي حذرت روسيا فيه من ان القمة ستزيد من حدة التوتر في شرق أوروبا .
وقال الأمين العام لحلف ناتو، ينس شتولتنبرج، عشية القمة في العاصمة البولندية وارسو "إن هذه لحظة حاسمة بالنسبة لأمننا ... هذه القمة ستكون تاريخية ... وهامة في تاريخ تحالفنا".
ووصلت العلاقات بين الناتو وموسكو إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة بسبب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في آذار/مارس 2014، ودعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا.
ومنذ ذلك الحين وكلا الجانبين يستعرض عضلاته العسكرية في شرق أوروبا ، وتبادلا الاتهامات باستعراض القوة والاستفزازات.
وفي وارسو، من المقرر أن يمهد قادة حلف شمال الاطلسي خلال القمة الطريق لنشر أربع كتائب عسكرية، يبلغ قوام كل واحدة منها مايقرب من 1000 جندي في كل من استونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، والتي تشعر بأنها مهددة بسبب الخطوات التي اتخذتها روسيا في أوكرانيا. ومن المتوقع أيضا أن يتم دعم نشر لواء في رومانيا.
وتأتي التحركات رغم التحذيرات المتكررة من موسكو من ان توسع ناتو شرقا يهدد أمنها القومي.
وقال سفير روسيا لدى الناتو الكسندر جروشكو في مقابلة مع صحيفة كوميرسانت اليومية "من الواضح أن كل شخص يدرك أن سيكون هناك رد عسكري من جانبنا" على هذه القرارات.
ومن المرجح أن يثير تعزيز الناتو لنظام الدفاع الصاروخي في أوروبا غضب موسكو أيضا. ومن المقرر أن يتم تسليم قيادة النظام والسيطرة عليه من الولايات المتحدة إلى الحلف خلال القمة.
وارسو – رويترز
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج اليوم الجمعة (8 يوليو / تموز 2016) إن الحلف سيسعى لإجراء حوار بناء مع روسيا ولا يريد تكرار الحرب الباردة وذلك قبل اجتماع قادة الحلف للاتفاق على تعزيز الجناح الشرقي للتحالف.
وقال ستولتنبرج في حديثه عن اعتراضات روسية على كتائب الحلف التي يجري نشرها بشكل دوري في بولندا واستونيا وليتوانيا ولاتفيا وهي جمهوريات شيوعية سابقة "موقفنا واضح. حلف شمال الأطلسي لا يسعى لمواجهة. لا نريد حربا باردة جديدة."
وتابع قوله "سنواصل السعي لإجراء حوار بناء وجاد مع روسيا."
وعبر عن ثقته في أن تأييد بريطانيا للانسحاب من الاتحاد الأوروبي في استفتاء لن يضعف علاقات الحلف في أوروبا مع الولايات المتحدة وفي أن لندن ستظل عضوا "قويا وملتزما" في التحالف العسكري الغربي.
اسطنبول – رويترز
دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حلف شمال الأطلسي لفعل المزيد للتصدي لخطر الإرهاب العالمي قائلا إن التكتل الذي يضم 28 دولة بحاجة "لتحديث" نفسه بحيث يتعامل بصورة أفضل مع التهديدات الأمنية الجديدة.
ويجتمع زعماء حلف شمال الأطلسي في وارسو اليوم الجمعة (8 يوليو / تموز 2016) في قمة من المتوقع أن يؤكدون فيها عزمهم في مواجهة روسيا التي يتزايد نفوذها وذلك رغم ما يعتبره البعض ضعفا في الغرب بعد تأييد البريطانيين لخروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.
وقال إردوغان للصحفيين قبل سفره إلى وارسو في ساعة متأخرة أمس الخميس إنه سيستحث زعماء حلف الأطلسي على بذل المزيد للتصدي لهجمات المتشددين مثل ذلك الهجوم الذي نفذه ثلاثة انتحاريين الأسبوع الماضي على المطار الرئيسي في اسطنبول وأوقع 45 قتيلا.
وقال "ظهر من خلال ما شهدنا من هجمات إرهابية في اسطنبول أولا ثم في العراق والسعودية.. أن الأمن الدولي أصبح أكثر هشاشة."
وتابع "يمر مفهوم التهديد الأمني بتحول خطير. والمطلوب من حلف شمال الأطلسي في إطار هذا أن يكون أنشط وعليه تحديث نفسه أمام المخاطر الأمنية الجديدة."
وأضاف أن تفجير اسطنبول -الذي كان الأعنف في سلسلة هجمات مشابهة في تركيا هذا العام- من عمل متشددين على الأرجح من تنظيم الدولة الإسلامية قدموا من الاتحاد السوفيتي السابق.
وتلت ذلك هجمات كبرى في بنجلادش والعراق والسعودية نفذت جميعا في فترة الاستعداد لعيد الفطر.
وتواجه تركيا -عضو حلف شمال الأطلسي- عدة تهديدات أمنية. فهي عضو في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية في سوريا وتحارب تمردا عنيف في الجنوب الشرقي الذي تقطنه غالبية كردية كما تواجه هجمات من متشددين يساريين.
وقال إردوغان إن بلاده استقبلت قرابة ثلاثة ملايين لاجئ فروا من الحرب في سوريا المجاورة بتكلفة قدرها 11.5 مليار دولار.
وتابع "كبلد في حلف شمال الأطلسي.. نريد من زملائنا في الحلف ألا ينسوا تركيا."