لم يبد معلقو الصحف البريطانية أمس الخميس (7 يوليو/ تموز 2016) الكثير من التعاطف مع طوني بلير الذي دعا إلى الكف عن التشكيك في نواياه بشأن الحرب الكارثية على العراق بعد أن وجه له تقرير شيلكوت انتقادات لاذعة.
وكتبت صحيفة «ذي صن» الأكثر مبيعاً أن بلير «لكي لا يفقد عقله لا يزال عليه أن يردد لنفسه أن العالم أفضل حالاً وأكثر أماناً بسبب انضمامه إلى الهجوم الذي شنه جورج بوش على العراق. إنها قمة الهذيان».
وأضافت أن «بلير يقر بأن التخطيط لما بعد الحرب كان كارثياً. هذا كل ما يقر به وهو لا يرى سبباً للإعتذار عن قراره خوض الحرب ويصر على أنه سيفعل الشيء نفسه مجدداً. إنه لا يزال يعتقد أنه لم يكن لديه خيار. كان بوسعك أن تقول لا، يا طوني».
فبعد نشر التقرير الأربعاء عقد بلير مؤتمراً صحافياً مؤثراً استمر ساعتين اعترف خلاله بارتكاب أخطاء لكنه دافع عن نواياه وقال إنه كان سيفعل الشيء نفسه في الظروف نفسها.
وركزت الصحف أمس على توجيه انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء العمالي الأسبق الذي فاز في ثلاثة انتخابات ثم تنحى في 2007 عندما اندلعت حرب طائفية في العراق وتلطخت صورته إلى حد كبير.
وقال بلير وهو يكاد يبكي إنه يشعر بالحزن أكثر مما يمكن لأي كان أن يتصور بسبب الحرب.
وكتبت المعلقة آن بركنز في صحيفة «غارديان» إن «التشكيك في صدق احد يبدو وضيعاً في مثل هذه الظروف (...) لكني رأيته بمظهر المتأثر سابقاً ومثل ملايين الناخبين فأنا لم أعد أثق به». وأضافت إنه مذنب بإظهاره «عجرفة لم تضعف» في تبرير أفعاله.
وكتب مايكل ديكون من صحيفة «ديلي تلغراف» المحافظة إن بلير رفض الاعتذار عن غزو العراق. وقال «ما الذي نفهمه من هذا؟ نداء صادق صادر عن رجل محطم من أجل أن نتفهمه؟ أم أنه مجرد تمثيل، وتجسيد بارع للشخصية».
وقال جون كريس من «غارديان» إن أداءه يظهر حزنه على نفسه في المقام الأول. «أنا، أنا، أنا. الحرب لا تعني 179 جندياً بريطانياً ومئات الآلاف من العراقيين القتلى. الأمر كله يتعلق به هو على الدوام».
وقال مستشهداً بفيلم «حياة براين» الكوميدي «كانت عينا طوني تشعان بقناعته بأنه شهيد. لم يكن فتى شقياً، بل كان المسيح». وكتب تريفور كافانا من «ذي صن» أن بلير «كان على الدوام مهووساً بإرثه كرئيس وزراء. ربما كان يحلم أن يكون مثل بطل حرب أميركي مع كل ما يتصل بذلك من منافع مجزية».
وأضاف «بدلاً من ذلك سنذكره باعتباره من أشعل عاصفة من اللهب الإرهابي في عالم ضعيف وغير مستقر».
على صعيد آخر، ستعين بريطانيا أول امرأة رئيسة للوزراء منذ مارغريت ثاتشر، بعدما قرر النواب المحافظون أمس (الخميس) ترشيح وزيرة الداخلية تيريزا ماي ووزيرة الدولة للطاقة اندريا ليدسوم لخلافة ديفيد كاميرون وقيادة خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.
وأقصى مشرعو حزب المحافظين البريطاني، وزير العدل، مايكل جوف، من السباق لخلافة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، في قيادة الحزب، ما يترك الباب مفتوحاً أمام أعضاء الحزب للاختيار بين وزيرة الداخلية تيريزا ماي، وأندريا ليدسوم إحدى رموز حملة مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، فى جولة التصويت النهائية.
وفازت ماي، المرشحة الأوفر حظاً، بـ 199 صوتاً من بين 329 صوتاً، تلتها ليدسوم بـ84 صوتاً، بحسب ما ذكره الحزب.
أما جوف، الذي شارك في قيادة حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فحصل على 46 صوتاً، بما يعني خروجه تلقائياً من السباق، وفق قواعد انتخابات قيادة الحزب.
وفي كلمة أمام أنصارها خارج البرلمان بعد الجولة الثانية من تصويت النواب، وعدت ماي بقيادة «قوية، وثابتة» لخوض مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتوحيد الحزب الذي كان منقسماً بشدة بشأن الاستفتاء.
وقالت ماي «الآن هو الوقت المناسب لي ولزملائي في الفريق لنقل الحملة إلى أعضاء الحزب». فيما شكر جوف أنصاره، لكنه لم يعط أي مؤشر، على الفور، عما إذا كان سيدعم واحدة من المرشحتين.
وقال عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «تهانينا لتيريزا ماي وأندريا ليدسوم، كل التوفيق في حملتيهما».
العدد 5053 - الخميس 07 يوليو 2016م الموافق 02 شوال 1437هـ