أصل معنى العيد هو الفرح والسعادة. الأنس بتجمع الأهل والأصدقاء والجيران. الإحساس بالآخرين قبل يوم العيد عن طريق دعوات التكافل والتلاحم التي يطلقها بعض الأشخاص لمساعدة المحتاجين في رسم الفرحة على قلوب أطفالهم. والامتنان لله عز وجل يوم العيد حين يخرج الميسورون زكاة الفطر وحمده لأنهم كانوا ممن يعطونها لا من يستحقونها.
أصل العيد الفرح. وأقصى ما كان ينغص هذه الفرحة هو الشعور بأن ثمة محتاجاً لم يستطع شراء ملابس جديدة لأطفاله. وشعور هذا الأب أو الزوج بالقلق قبل موعد العيد؛ لأنه يفكر في كيفية إدارة شئون بيته ومصاريفه عند كل مناسبة، والعيد واحدة منها. الشعور بالحاجة إلى المال. بالحاجة إلى إسعاد الأطفال بالعيدية التي تعني الكثير لمعطيها ومستقبلها مهما كانت بسيطة.
كان وجود غائب في بيت واحد من بيوت «الفريج» منغصاً آخرَ. غائب لسفر أو وفاة أو سجن. فالعيد لا يكتمل إلا باكتمال أفراد الأسرة. و «الفرجان» كانت أسراً حتى وقت قريب.
لم يكن هنالك أكبر من هذه المنغصات التي تعيشها أسر ربما لا تشكل ظواهر كبيرة، عدا مسألة الفقر والحاجة لدى شريحة ليست بالقليلة في مجتمعاتنا. لكننا اليوم نستقبل الأعياد وفي قلوبنا غصص كثيرة.
اليوم وبعد أن صار العالم قرية صغيرة، فكيف بالدولة الواحدة، صرنا نسمع ونرى ونعيش كل الأحداث التي تقع هنا وهناك. ولأن الإرهاب لم يترك لنا فرحاً إلا ونغصه، صار العيد ككل مناسباتنا التي كان من المفترض أن تكون سعيدة مراً. فلا الفرحة كاملة، ولا السعادة عنوان له كما كانت.
اليوم صرنا نرى أشلاء الضحايا تتناثر في كل حدبٍ وصوب. الموت يحدّق بالأوطان. والإرهاب لايزال هو سيد الموقف. فمن لم تقتله حرب طاحنة في بلاده، قتلته أيدي من لا رحمة لهم ولا قلوب في صدروهم.
بات العالم ساحة حرب وموت كبرى. فقد انتشرت تلك الأيادي في كل مكان. الأيادي التي يزداد نشاطها قبل كل مناسبة دينية أو اجتماعية أو تراثية. فها هو العيد يحل علينا بعد أن ودّعنا شهداء في أكثر من بلد من بلادنا. شهداء غادرونا قبل العيد في تفجيرات وحشية تنم عن موت ضمائر وأرواح من قام بها. فها هي بغداد تئن وتنوح - كما دائماً - بسبب التفجير الجائر في حي الكرادة والذي راح ضحيته أكثر من 213 شهيداً بينهم أطفال ونساء وشباب وشيوخ لا ذنب لهم سوى أنهم أرادوا رسم الفرحة على وجوههم ووجوه أحبتهم بملابس جديدة تعبر عن سعادتهم بالعيد. وها هي المملكة العربية السعودية تفجع بثلاثة تفجيرات في يوم واحد في القطيف وجدة والمدينة المنورة، راح ضحيتها أربعة شهداء من رجال الأمن بالقرب من المسجد النبوي الشريف الذي كان من المفترض أن يكون واحداً من أكثر الأماكن أماناً وسكينة. ولا يمكننا نسيان شهيدة البحرين التي قتلت في حادث أمام طفليها فخرية مسلم.
حتى كتابة هذا المقال كانت هذه حصيلة ضحايا الأسبوع الأخير من شهر رمضان وكم أتمنى ألا تزيد يوم نشره.
كم نحنّ لعيدٍ لا ينغصه دم. عيد يكون كامل السعادة وكامل الجمال.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 5052 - الأربعاء 06 يوليو 2016م الموافق 01 شوال 1437هـ
لا أظن سيكون هناك عيد الفرح والبهجة
مادام الظلم والجور ..
شعب البحرين الطيب المتسامح مايستاهل الي يجرى عليه المشتكى لله
ما ذا نقول؟
لو حاولنا الكتابة لطبعنا مجلدات كثيرة فالكثير من الأسر تعاني من الفرقة والغصة والهضيمة....مثلاً هناك اسر فقدت شبابها ..وابناءها قابعة في المعتقلات واخرى فقدت الأب او الأم وحرمت من لقاء احبابها في لحظات الوداع الأخيرة...اين العدالة....اين الحرية والديمقراطية ..فأي عيد هذا !؟؟؟؟؟؟
ندعوا الله بالفرج القريب , والبشرى للصابرين , فنحن من أمتحان لأخر حتى الممات .الله يحسن خاتمتنا يارب بحق محمد وآل محمد .
صراعات الدول يدفع ثمنها الشعوب المستضيفة
..
لا ادري كيف لراعٍ ان يفرح ورعيته ترزح في همٍ وغم الى اذا كان هناك تباين واختلاف واذا كان فليس هذا بلد بل ........
العيد له ذكرى حزينة مع الكاتبة التي فقدت البحرين في شهر رمضان المبارك 2011 شريك حياتها الشاب حسين رحمه الله تعالى متحدي عاهة العتمة بنور العلم والمواهب المتعددة والأخلاق الرفيعة ولكن قدر الله أن انتشله من حطام الدنيا إلى جنة الآخرة وكان له موعد مع رب العالمين في شهر كريم رضا بقضائك وحكمتك في عبادك .. رحمك الله ...
من ابن ا ل ن ط ع ي
فعلا انها امرأه شجاعه ..الله يرحم زوجها ويسكنه الفسيح من جناته
ببيتنا غائبان .. وبعائلتنا قرابة 20 غائب.. وبمنطقتنا ما يقارب 160 غائب عن العيد .. وبحزننا على اهل العراق وما يمرون به .. اما فلسطين.. مع الأسف فقد نسيهاالعرب هذا هو حال العيد هذا العام