احتفل ملايين المسلمين في مختلف أنحاء العالم أمس الأربعاء (6 يوليو/ تموز 2016) بعيد الفطر مع انتهاء شهر رمضان بدعوات إلى إحلال السلام بعد سلسلة اعتداءات دموية في دول مسلمة.
وأدى حوالى 150 ألف شخص صلاة العيد في المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، بحسب الأوقاف الإسلامية.
وهنأ الرئيس الفلسطيني، محمود عباس بحلول العيد قائلاً «نرجو الله أن يعود علينا رمضان القادم، وقد تحررت الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس، وتخلصنا من الاحتلال إن شاء الله».
وفي المدينة المنورة في السعودية التي شهدت الإثنين تفجيراً انتحارياً غير مسبوق قرب المسجد النبوي، أدى أكثر من مليون شخص صلاة عيد الفطر في المسجد النبوي.
وفي خطبة العيد قال إمام المسجد النبوي، الشيخ عبد الباري الثبيتي أمام المصلين إن «ما حدث في المدينة المنورة وغيرها من حوادث مؤلمة وحشد لوسائل القتل والتدمير إنما هو أمر شنيع وجريمة نكراء وإفساد في الأرض من فئة أسقطت من قاموسها تعظيم شعائر الله وحرمة مسجد رسول الله».
وتساءل «أي دين يدينوا به هؤلاء وأي عقيدة يعتقدون».
ولم تتبن أي جهة التفجير أمام المسجد النبوي الذي لاقى موجة من الإدانات في المجتمع الدولي والعالم الإسلامي بشكل خاص.
وسبق تفجير المدينة المنورة، تفجيران انتحاريان آخران، وقع أحدهما أمام مسجد في محافظة القطيف في شرق السعودية وآخر قرب القنصلية الأميركية في مدينة جدة.
وطالت الهجمات الدموية بنغلاديش أيضاً حيث قتل في هجوم بالسلاح الأبيض في أحد مطاعم العاصمة دكا 18 أجنبياً وبنغلاديشيان. وتبنى تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» الهجوم لكن سلطات بنغلاديش أكدت في المقابل أن منفذيه ينتمون إلى مجموعة محلية.
ما هو ذنبنا؟
وجاءت تفجيرات السعودية غداة تفجير انتحاري دموي تبناه تنظيم «داعش» وقتل خلاله حوالى 250 شخصاً في حي الكرادة ذي الغالبية الشيعية في العاصمة العراقية بغداد.
وفي حي الكرادة، تساءل محمد آل سلطان قبل أن يجهش في البكاء «الكرادة معروف بالناس التي تأتي إليه بكثرة، ولكن بعد هذه المصيبة التي حدثت لنا، هل هذا هو عيدنا؟ هل يمكن أن يكون العيد بهذا الشكل؟ (...) ماذنبنا؟ هل لأننا ولدنا في العراق؟».
وفي موقع التفجير أيضاً في الكرادة، يقول حيدر «لا توجد أفراح، أين الأفراح؟ لايوجد بيت في الكرادة إلا ولديه فاجعة».
ويضيف «كل ساعة تمر جنائز من هنا».
وفي سورية المجاورة، وفي مدينة حلب (شمال)، توجه السكان وبينهم أطفال منذ ساعات الصباح الأولى إلى المقابر كما هي العادة لزيارة موتاهم.
وفي الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة، نزل الأطفال إلى الشوارع ليحتفلوا بالعيد. وأظهرت صور التقطها مراسل «فرانس برس» الأطفال وهم يستمتعون بوقتهم على الأراجيح والأحصنة.
وقال الطفل خالد الأحمد «جئت أنا وأصدقائي اليوم لنلعب ونتسلى برغم القصف والدمار». وأضاف «نريد أن نفرح في العيد ولن نبقى خائفين في المنازل».
وبرغم أجواء العيد، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل شخص وإصابة آخرين بجروح في قصف مدفعي تعرض له حي المشهد في الجزء الشرقي صباحاً أثناء أداء السكان لصلاة عيد الفطر.
وقال أحمد ناصيف (30 عاماً)، وهو أحد سكان حي المشهد، «كنت أخطط لزيارة الأقارب والأصدقاء وأخذ أطفالي للعب ولكن قررنا البقاء في المنزل خشية تجدد القصف»، مضيفاً «أتمنى أن يهدأ الوضع في العيد قليلاً ليس من أجلي ولكن من أجل الأطفال».
وفي اليمن، بلد عربي آخر يشهد نزاعاً دموياً، يمضي المواطنون العيد في معاناة وخصوصاً في مدينة تعز المحاصرة من قبل الحوثيين منذ أشهر في جنوب غرب البلاد.
ويقول أحد السكان حمود صالح «زادت معاناة تعز مع استمرار الحصار من قبل الحوثيين فضلاً عن القصف واستهداف الأحياء السكنية».
ويضيف «نعيش كارثة غلاء أسعار وحصار وانعدام المياه والكهرباء، لا حياة لنا طالما كل هذه الأشياء غير متوفرة».
وفي حين اتخذت السلطات تدابير أمنية احترازية، احتفل المصريون بنهاية شهر رمضان وأقاموا صلاة العيد في العراء في كافة أنحاء البلاد، قبل أن يتوجهوا إلى الحدائق أو ضفاف النيل.
وفي القاهرة، أبحرت عشرات المراكب في النيل محملة بالمواطنين في أجواء احتفالية.
وفي أفغانستان، احتفل المواطنون بالعيد كما هي العادة بأكل الفستق والعنف والحلو بالزعفران. ودعا الرئيس الأفغاني أشرف غني حركة «طالبان» في رسالة عيد الفطر الأربعاء إلى استئناف محادثات السلام المتوقفة منذ سنة «أو تحمل العواقب».
العدد 5052 - الأربعاء 06 يوليو 2016م الموافق 01 شوال 1437هـ