يعتبر ملف التحكيم في لعبة كرة اليد من الملفات الشائكة التي تنشط بشكل ملفت في الأيام الحاسمة للموسم ودائماً ما يثار اللغط على أداء الحكام وهناك من يلقي باللائمة على المسئولين في الاتحاد عموماً ولجنة الحكام خصوصاً في عدم تطوير الحكام وهناك من يقول إن الأخطاء التحكيمية ساهمت في تغيير نتائج مباريات سواء في الموسم الماضي أو ما سبقه.

«الوسط الرياضي» التقى رئيس لجنة الحكام في اتحاد اليد والذي يشغل هذا المنصب منذ 5 سنوات وهو الحكم الدولي السابق وعضو لجنة الحكام في الاتحاد العربي عبدالواحد الإسكافي، وتحدث عن الكثير من الأمور، وشدد على أن مستوى التحكيم تطور كثيراً عمّا كان عليه، وتطرق لما يتعرض له الحكام من إساءات في مواقع التواصل الاجتماعي وما شابه، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

كيف تقيّم أداء الحكام في الموسم الماضي بشكل عام؟

- وضعت لجنة الحكام آلية معينة لتقييم مستوى الحكام وقياس مستواهم، هذه الآلية يشارك فيها مراقب المباراة بالإضافة إلى أعضاء اللجنة، تحرص اللجنة في اجتماعاتها الدورية المتواصلة عن مناقشة ذلك للوقوف على المستوى العام ومستوى كل حكم، هل هناك تطور أو لا؟، ويمكنني القول إن مجلس الإدارة في آخر موسمين بدأ يتابع بشكل أكبر ملف التحكيم وهناك تقرير يرفع في اجتماعات مجلس الإدارة.

هل تلمسون تطوراً في أداء ومستوى الحكام؟ كيف؟ وما هو مقياسكم؟

- نعم، التطور بالنسبة لنا بشكل ملفت، لدرجة أنه صارت منافسة بين الأطقم لإدارة أفضل المباريات، بشكل عام المستوى ممتاز، أعتقد أن ارتفاع مستوى المنافسة والتعاون الذي وجدناه من قبل الأندية ساهم بشكل كبير في ذلك، وبالنسبة للحكام الصغار فالتطور ما بين بداية الموسم ونهايته ملحوظ وهناك أندية تحدثت معنا بهذا الشأن أيضاً.

ما الذي قدمه اتحاد اليد لتطوير الحكام؟

- الاتحاد يقدم لكادر التحكيم الممكن بحسب الإمكانيات المتاحة، وفي المقابل من الصعوبة بمكان التفكير في جلب محاضرين لأن الوقت دائماً غير مناسب، إما الحكام في مشاركات خارجية أو موجودون ولكن المسابقات مزدحمة، يجب ألا ننسى أننا نعاني من نقص مقابل عدد المباريات التي تلعب.

هناك من يقول إن تراجع مستوى المسابقات جعل مستوى التحكيم مميزاً كما تفضلت... كيف تعلق؟

- الواقع الذي أراه أن المستوى ارتفع على مستوى الفرق، وخصوصاً في السداسيتين والمربع الذهبي وبطولة الكأس، كيف نقول إن مستوى حكامنا انخفض وهم يتألقون خارجياً، تقييمنا أن المستوى ارتفع بشهادة من يتابعون المباريات المنقولة من خارج البحرين، هناك من يفسر القانون على هواه بينما القانون واضح وصريح، وهناك من يقيم الحكام بالنظر إلى نتيجة فريقه إذا فاز أو خسر، وهذا غير واقعي ومنطقي، يجب أن نكون منصفين.

ولكن هناك العديد من الاحتجاجات التي رصدت من قبل الأندية على قرارات الحكام على أساس أنها ساهمت في تغيير نتائج المباريات؟

- الاحتجاجات الكثيرة لا تعني بالضرورة أن هناك أخطاءً مؤثرةً، الاحتجاجات موجودة في كل الدوريات وكل الألعاب، أستطيع القول إنه في بعض المباريات هناك لاعبون يخطأون أكثر من الحكام، لا نريد الحديث بهذا المنظور، ولكنه الواقع، هناك من يفسر القانون على هواه، وهذه مشكلة كبيرة.

هل تريد القول إنه لا توجد أخطاء أثرت على نتائج مباريات في الموسم الماضي؟

- نعم، هناك أخطاء بالفعل، ولكن لم تسجل أخطاء تسببت في خسارة فريق وفوز فريق آخر.

بمقياسكم في لجنة الحكام، كم يساوي مستوى التحكيم من 10؟

- أقدر مستوى التحكيم بـ 8 من 10، وهذا مستوى جيد جداً، ويتناسب مع ما قدمه الحكام في الموسم الماضي.

البعض يطالبكم بتنفيذ مبدأ الثواب والعقاب، ما رأيك؟

- هذا المبدأ موجود في اللجنة، ولكنه سري ولا يعلن عنه، هناك أكثر من 12 عقوبة أصدرت بحق حكام.

وما نوع هذه العقوبات؟

- العقوبات مقتصرة على الإيقاف لما بين أسبوع إلى أسبوعين وأحياناً تصل إلى الشهر، تعتمد العقوبة على حجم الخطأ.

هناك من يتهم اللجنة بعدم الجرأة في الرد على انتقادات الأندية والمقاطع الجدلية التي تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي أحياناً؟

- ليس لدينا أي تخوف من المناقشة مع أي أحد، مستعدون للجلوس في ندوة حوارية نتحدث فيها بهدوء ووفقاً لقانون اللعبة، أما الدخول في مهاترات وسائل التواصل الاجتماعي فهذا نرفضه تماماً، لأن هناك من يتداخل بغرض الإساءة الشخصية للجنة والحكام، لذلك نفضل الابتعاد.

ولكننا في «الوسط الرياضي» تواصلنا معكم لتوضيح بعض الحالات ولكنكم رفضتم الحديث؟

- نعم، هناك من التعليقات ما يتم التعرض فيها لأفراد بالشتم، هذا هو الواقع، لذلك نفضل الابتعاد عن مثل هذه الأمور.

بغض النظر عن الإساءات التي تبدر من الجمهور، أليس من واجبكم كلجنة معنية رفع مستوى الجمهور ثقافياً بالقانون؟

- نعم أتفق معك، ولكن ليس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع، مستعدون للمشاركة في الندوات، معظم من ينشط في وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع لا يريدون أن يتناقشوا لفهم القانون، هناك من القريبين من اللعبة من يتحدثون أحياناً بأسلوب قريب لأنهم يجهلون القانون.

ما هي الكلمة التي توجهها للجمهور إذاً؟

- أقول لهم تعالوا وشجعوا فرقكم وصفقوا للعبة الجميلة واستمتعوا بلعبة كرة اليد، واتركوا الإساءة للحكام جانباً.