لمن عيّد يوم أمس نقول له عيدك مبارك، ولمن يُعيّد اليوم نقول له عيدك مبارك، فالمباركة بالعيد لمن يختلف معنا ليست جريمة، بل هي جزء من قبول ثقافة الاختلاف، واحترام مذهب الآخر، وليس من حق أحد رفض هذا الاختلاف، فلقد عشنا سنين نقبل بهذه الثقافة ولا نعرف ما الذي تغيّر اليوم! فعلاً فراق رمضان هذه السنة عيد، ونأمل أن يكون عيداً سعيداً.
فراقه عيد ليس دليلاً على السعادة إبّان شهر رمضان الفضيل، بل قمّة التعاسة والحزن على ما يحدث حولنا وداخل بيتنا، ففي البحرين على سبيل المثال لم تهدأ الأوضاع منذ بداية شهر رمضان، وفي الشقيقة المملكة العربية السعودية انتهى رمضان بتفجيرات غادرة، قتلت المخلصين، وفي تركيا أيضاً ونحن في رمضان قام إرهابيون بتفجير مطار أتاتورك، ولم يراعوا حرمة هذا الشهر العظيم ولا حرمة قتل المسلمين أو الأبرياء، ولا نعلم أي دين يقبل بهذا القتل العشوائي للنّاس!
ذكرت الأستاذة الفاضلة والمتميّزة دوماً صفاء الهاشم من دولة الكويت، بأنّ الإرهاب له دين وعقيدة ومذهب، دينه الشيطان ومذهبه الدمار، ومن باع عقله وقلبه للشيطان تتلاشى تلك اللحظة التي نتساءل فيها: كان سنيّاً أم شيعياً؟!
صدقت صفاء الهاشم، وهي دوماً مع الحق ومنصفة، فللإرهاب دين وعقيدة ومذهب يغذّيه بالكراهية والحقد وعدم قبول الآخر، وبالفعل من يقتل ويسفك الدماء ويفجّر نفسه باع عقله وقلبه للشيطان؛ لأنّ من يسفك الدماء لا يخاف الله في الأبرياء، وليست لديه مشاعر توبة ولا ندم، بل هو ماضٍ في دمار الشعوب، فهو ليس سنّياً ولا شيعياً، بل هو إرهابي بتصرُّف، والقضاء عليه يتم بالوحدة الوطنية وبالمصالحة بين فئات الشعب، هذا هو الانتصار الحقيقي للشعوب، والقضاء الفعلي على هؤلاء المرتزقة.
أمّا الخطوة الثانية فانّها تتم باجتثاث هذا الفكر الضال من بيننا، والبعد عن التحريض والتأجيج والتقسيم وشرعنة القتل، فلقد وجدنا في بعض أشباه رجال الدين من يؤجّج على الفتنة وعلى القتل، ويُحلِّل ما حرَّمه الله، ويُحرِّمه على نفسه، فمواقع التواصل الاجتماعي رصدت كثيراً ممّن كان يقول ربي الله يُؤجِّج ويُقِّشم ويُفرِّق ويُكرِّه بين خلق الله.
الله من فوق سابع سماء خلقنا مختلفين، ولو كان يريدنا سواسية في الشكل والفئة والمذهب والعرق لما عجز عن ذلك، ولكن هذه هي المعجزة أن نكون مختلفين وتتصافى قلوبنا جميعاً، فليس هناك عرق أفضل من عرق، ولا مذهب أفضل من مذهب، ولا فئة أفضل من فئة، فجميعنا من آدم وآدم من تراب، إن كان هناك من يصدّق بهذه النظرية!
وعيدكم مبارك يا أهل البحرين.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 5051 - الثلثاء 05 يوليو 2016م الموافق 30 رمضان 1437هـ
اجتثاث الفكر الضال لدى المتطرفين لن يتحقق الا بتوقف اصحاب القرار من القيادات الممولة لاصحاب الفكر الضال ولعلهم معروفين لدى العيان سواء كانت تلك القيادات غربية او إسلامية تتخذ الاسلام منهجا لها وهم بعيدون كل البعد عن سماحة الاسلام
كل عام وانت ترفلين بالصحة والعطاء بريشة مدادها شذى المحبة. أمل النعيمي
احتمال نسيان او احتمال منع
عيدكم مبارك
عساش من العايدين وعساش دوم على القوه يابنت الوطن الغالي
كأنكي نسيتي فاجعه الكراده يااختي مريم والتي فاق ضحاياها ضحايا التفجيرات الاخرى
هلا خوك ، ما اتوقع انها نست فاجعة كرادة او الحسكة بس اكيد واكد عليك انها راح تخصص مقال كامل لفاجعة كرادة لكبرها ونوعية المتفجرات اللي استخدمت. ولا تعتقد اخي العزيز ان دم العراقي رخيص ب...
ماله داعي
ما نستها
ومحد بينساها
والكل تألم لها