بدأ النواب المحافظون في بريطانيا اليوم الثلثاء (5 يوليو / تموز 2016) التصويت لاختيار زعيم جديد لهم يتولى رئاسة الحكومة خلفا لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون ويقود عملية الخروج المؤلمة من الاتحاد الاوروبي، فيما تعتبر وزيرة الداخلية تيريزا ماي الاوفر حظا بالفوز.
ويتنافس خمسة مرشحين خلال هذا السباق الذي سيؤدي عند نحو الساعة 18,00 ت غ الى استبعاد المرشح الذي نال اقل عدد من اصوات النواب المحافظين.
ومن المقرر اجراء جولتين اخريين الخميس والثلاثاء المقبل للتوصل الى مرشحين اثنين سيختار 150 ألف ناشط أحدهما خلال الصيف، على ان يتم اعلان اسم الفائز رسميا في 9 ايلول/سبتمبر.
وتصب التوقعات في مصلحة تيريزا ماي التي دافعت عن بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي، لخلافة ديفيد كاميرون، لكن حبس الانفاس يتصاعد لتحديد هوية خصمها في الجولة النهائية.
اما وزير العدل مايكل غوف الذي كان أحد رموز خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، فيبدو أنه يعاني من نقص في ثقة النواب له وذلك بعد ان قدم ترشيحه بشكل مفاجئ اعتبر بمثابة خيانة لبوريس جونسون.
وأحدث رئيس بلدية لندن ضجة بانسحابه من السباق، وأعلن بنفسه الثلثاء وقوفه وراء وزيرة الطاقة أندريا ليدسوم، وهو دعم فسره كثيرون بأنه انتقام من غوف.
ووصف جونسون اندريا ليدسوم (53 عاما) بأنها "حكيمة لطيفة وصادقة"، وهي كلمات لم يكن ليستخدمها في وصف غوف الذي كان داعما له في حملة الخروج من الاتحاد الاوروبي.
واندريا التي كانت حتى وقت قريب غير معروفة والتي عملت في قطاع الاعمال، برزت خلال حملة الاستفتاء بفضل مداخلاتها الهادئة والحازمة خلال المناظرات التلفزيونية.
امرأة ثانية رئيسة للوزراء؟
وفقا لاخر احصاء اجراه موقع "كونزورفاتيف هوم" تأتي اندريا في المركز الثاني، بدعم من 39 نائبا. لكنها بعيدة عن تيريزا ماي (120 نائبا) التي تستفيد خصوصا من دعم جو جونسون شقيق بوريس.
غير ان اندريا تسبق مايكل غوف (26 نائبا) ووزير الدولة لشؤون التقاعد ستيفن كراب (22) وزير الدفاع السابق ليام فوكس (7) الذي يمكن ان يكون اول شخص يتم استبعاده من السباق الثلاثاء.
وإذا استمر هذا الاتجاه، فمن المؤكد أنه سيكون للمملكة المتحدة في ايلول/سبتمبر، ثاني رئيسة للوزراء بعد مارغريت تاتشر.
ووضع استطلاع اجراه الموقع نفسه اندريا ليدسوم في المقدمة بفارق طفيف عن تيريزا ماي، بحسب تصويت الناشطين. واظهر استطلاع اخر للرأي اجراه موقع "يوغوف" فوزا ساحقا لوزيرة الداخلية اذا ما تواجهت مع ليدسوم في الجولة النهائية.
ودافع المرشحون الخمسة عن ترشيحهم ليل الاثنين امام اعضاء الحزب. وكررت تيريزا ماي انها عازمة في حال فوزها، على ان تركز خلال المفاوضات المقبلة مع الاتحاد الاوروبي، على مصير ثلاثة ملايين مواطن اوروبي يقيمون في المملكة المتحدة.
وفي حين يقول جميع منافسوها ان للاوروبيين الحق بالبقاء في بريطانيا مهما حدث، يبدو ان وزيرة الداخلية تريد اعتماد نهج متشدد للتعويض عن عدم دعمها حملة الخروج من الاتحاد الاوروبي.
وتفعيلا للمادة 50 التي تطلق عدا تنازليا يفترض ان يؤدي بعد عامين الى الخروج النهائي من الاتحاد الأوروبي، يتفق كل من تيريزا ماي ومايكل غوف على ان تأخذ هذه العملية الوقت الكافي رغم انزعاج الأوروبيين. وتأمل اندريا ليدسوم بأن تكون المفاوضات "قصيرة قدر الامكان".
ولدى حزب العمال لا يزال الوضع غير واضح، مع تمسك رئيسه جيريمي كوربن بمنصبه بوجه حركة تمرد امتدت إلى 80 في المئة من نوابه.
وسيقود توم واتسون نائب رئيس الحزب، محادثات طارئة الثلاثاء مع قادة النقابات في محاولة لحل الأزمة.