أصدر القاص السعودي حسين الجفال مجموعته القصصية الأولى «رغبة» والتي تتكون من 56 نصا سرديا قصيرا من نوع القصة القصيرة جدا عن دار فراديس للنشر والتوزيع في البحرين. وفي القصص تبدو نبرة رثائية خفية للإنسان الكادح المتفجر بالخيبة، وقد تعالقت النصوص بلوحة للفنانة زهراء المتروك. تصدرت غلاف المجموعة.

وصرّح القاص حسين الجفال في هذا السياق بقوله: «كتبت القصص بحرارةٍ متناهية، كي أخرج الكائن الميت في داخلنا إلى الحياة، كي أصفع الماديات بقبضةٍ من ضوء، هناك أناسٌ يتدثرون الفيء قبل الموت». في كل قصصه تجد ثورة تجرحُ الزمن المتحيز، الجفال لا يبرر إنسانيته فهو ابن الواقع و مكتئبٌ لما في الواقعِ من وحشيةٍ يرتبكها الإنسانُ بالإنسانِ، هو يتساءلُ: متى نتخلصُ من مادياتِ الوجودِ ونرتقي بوجودنا إلى مدارجِ الشفافيةِ البيضاء؟

وقد كُتبت النصوص بين العامين 2009-2006 ومنها قصة أنين السُّمْر التي يسرد فيها حكاية الخراف التي «جلست على طاولةٍ واحدةٍ، تكلمَ كبيرُهُم: نحنُ هنا كي نخففَ الحِملَ عن الجميع، جميعنا معنيون بما يحصل، عامة الخراف التي لم تحضر علينا تلمس أوجاعها وإيجاد حل لكل مشاكلها...

طلب أحد الخراف الحمر الكلامَ فسمح له، قال: مالنا والخراف السمر؟ عليها أن تحل مشاكلها بنفسها، هي غير قادرة على أن ترعى في مكان واحد وهي مشتتة أيضا ولا تحب نفسها. لماذا لا نناقش انتقالنا للمرعى القريب؟ لماذا لا نكون يدا واحدة في وجه هذه الفوضى؟ نحن الخراف الحمر لنا مكانتنا. كيف ترعى معنا الخراف التعيسة؟!

نظرَ كبيرُ الخرافِ وبدا أن الفكرة راقت له، قال: نعم علينا أن نرحل، هذا المكان لم يعد متسعا لنا... حزم الحمر حقائبهم ، ضحكوا طويلا، بينما الخراف السمر أنينها يصم الآذان!

بالإضافة إلى قصص أخرى هي: صراخ الخيبة. رغبة. حقيبة مدرسية، لعنة. عقال الرأس. زيارة متعبة. مغادرة الجنة، نرجسية. عبور. إياب. موت على حافة مقهورة. انعتاق. فصٌ أزرق. فتنة. صرخة مؤجلة. مسرح. برد آخر. الغربة تسكن هناك. السمراء وجذور لا تموت. توجس. رنين الحب. أسئلة. اختناق.