يعود عميد العائلة الحاج سعيد بن محمد المخرق بالذكريات إلى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، مستذكراً بعض ملامح من سيرة والده تاجر اللؤلؤ المرحوم الحاج محمد بن يوسف بن مكي المخرق، حيث تتصدر جدار المجلس ثلاث صور نادرة لوالده التقطت سنة 1914، وهو بأحدى المكتبات في الهند مرتدياً زي تجار اللؤلؤ بالخليج (الطواويش) في ذلك الوقت، وهو عبارة عن الثوب والجلباب والعمامة من قماش اللاس، فيما رواد المجلس ينصتون لسرد أجمل الحكايات التي ارتبطت بالإنسان البحريني.
ومن بين القصص التي رواها الحاج سعيد المخرق لرواد مجلسه، أنه بينما كان ذات يوم جالساً مع المرحوم والده، جاء أحد الأشخاص من العراق مرسلاً من قبل تاجر كبير معروف يدعى الحاج محمد البغدادي ومعه لؤلؤة كبيرة ونادرة (دانة)، وقال إن التاجر البغدادي أرسله للحاج محمد بن يوسف المخرق خصيصاً لكونه خبيراً في فحص هذا النوع من اللؤلؤ النادر، وخلال اللقاء أتذكر أن والدي رفع الدانة لينظر إليها بعينه وتفحّصها جيداً لتكون المفاجأة في غاية الصدمة بالنسبة للمرسول وللحاضرين من الطواويش ، حيث أخبرهُ أن هذه الدانة ليست ذات ثمن ولا تساوي شيئاً.. ففي باطنها كتلة طينية ولو تم خرقها من الجانبين أو إزالة قشرتها لتفتتت».
وتحدّث حضور المجلس عن تأسيسه في أواخر الستينات مع تأسيس مدينة عيسى، حيث كان مجلس عائلة المخرق من أوائل المجالس في المدينة بعد انتقالهم من العاصمة المنامة، وكان من رواد المجلس أبناء الحاج جعفر بن رضي والحاج حميد الليث والحاج أحمد الغزال وعباس وأخيه الحاج أحمد والحاج مَجِيد الدرازي وسعيد فخر والحاج حسن السهلاوي والحاج شاكر أبو حميد ومحمد بن ناصر وجعفر النهاش ومجيد النشابة وعبدعلي بن رضي، والسيد رضا الموسوي مؤذن جامع مدينة عيسى.
وكان المجلس منذ العام 1969 ولا يزال يعج بالزوار، وهو يعطي الصورة الحقيقية للعلاقة الطيبة بين الطائفتين الكريمتين، وهي سمة مدينة عيسى التي تجمع كل أبناء البلد لا يفرق بينهم شيء، حيث يعدّ أهل مدينة عيسى مدينتهم أفضل مثال للتلاحم والترابط بين أبناء البلد دون النظر إلى المعتقدات أو الطوائف. كما كان هذا المجلس أساس انطلاق تأسيس مأتم مدينة عيسى، حيث كانت البداية في بيت صغير (حالياً مأتم النساء) لإقامة الشعائر الحسينية في الستينات، ثم بعد أن تحرّك عدد من الشخصيات ومنهم السيد محمود العلوي والحاج عبدالكريم الصيرفي والحاج باقر بن رضي وآخرون، تمّ تأسيس مأتم مدينة عيسى.
وتطرّق رواد المجلس إلى الحديث عن المجالس الرمضانية قديماً وكيف كان البعض في قرى ومناطق البحرين يستقبل ويودع الشهر الفضيل بتلاوة القرآن الكريم مع ضيوفه كلّ حسب قدرته وضيوفه، حتى أن البعض كان يخصّص غرفةً من سعف النخيل (العريش) لاستقبال الضيوف في ضوء مصباح زيتي (الفنر)، وهاهي العادات الطيبة مستمرة حتى اليوم فالكثير من الناس من كل مناطق البحرين يتزاورون من بداية الشهر الفضيل حتى نهايته تجمعهم المحبة.
العدد 5049 - الأحد 03 يوليو 2016م الموافق 28 رمضان 1437هـ
مجالسنا مدارسنا .. شكراً لكل صاحب مجلس وهو يأنس بتلاوة القرآن في منزله ومرحباً بضيوفه
رحمك الله يا ابوفاضل
رحمك الله ياابوفاضل
رحمک یا ابو فاضل