قتل مسلحون 20 أجنبياً، معظمهم بالسلاح الأبيض، في هجوم على مطعم في دكا في بنغلاديش، قبل أن تتمكن قوات الأمن من إنهائه وقتل ستة من منفذيه، علماً بأن تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» أعلن مسئوليته عنه.
وروى الناجون أن محتجزي الرهائن فصلوا البنغلاديشيين عن الأجانب قبل أن يرتكبوا المجزرة التي انتهت بعد 11 ساعة بتدخل قوات الأمن وإردائها ستة من المهاجمين.
وحضت رئيسة الوزراء، الشيخة حسينة خلال مداخلة تلفزيونية، المتطرفين على «وقف القتل بإسم الدين» في هذا البلد ذي الغالبية المسلمة، بعد الاعتداء الذي تم ارتكابه مع اقتراب عيد الفطر. وأعلنت الحداد الوطني يومين.
وقتل تسعة إيطاليين هم أربعة رجال وخمس نساء في الهجوم، فيما اعتبر آخر مفقوداً، وفق ما أعلن وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني أمس السبت (2 يوليو/ تموز 2016) للصحافيين.
كذلك أعلنت الحكومة اليابانية مساء السبت أن سبعة يابانيين قتلوا السبت في الهجوم.
وأعلنت السلطات الأميركية السبت أن مواطناً أميركياً هو ضمن المدنيين العشرين الذين قتلوا في الهجوم، واصفة ما حصل بأنه «عمل إرهابي رهيب».
واستنكر رئيس الحكومة الإيطالية، ماتيو رينزي بشدة الهجوم الذي أسفر عن مقتل الإيطاليين، مؤكداً أن إيطاليا منيت «بخسارة موجعة».
وهاجم المتطرفون مساء الجمعة مطعم «هولي ارتيزان بيكيري» الواقع في حي راق ويرتاده الدبلوماسيون والأجانب، واحتجزوا عدداً كبيراً من الرهائن في عملية غير مسبوقة في بنغلاديش.
وشددت حسينة عزمها على «استئصال الإرهاب» في هذا البلد الذي يشكل المسلمون أكثرية سكانه. وتنفي الحكومة وجود تنظيم «داعش» في بنغلاديش. وقالت «هذا عمل شنيع. أي نوع من المسلمين هم هؤلاء؟».
وقال رينزي «تابعنا طوال الليل سير الأحداث وكنا نأمل في أن تنتهي بطريقة أخرى».
وقتل القسم الأكبر من الضحايا بأسلحة حادة. ولقي اثنان من عناصر الشرطة مصرعهما الجمعة عندما واجها المهاجمين المدججين بالسلاح.
وقال المتحدث باسم الجيش نعيم أشفق شودوري «عثرنا على 20 جثة قتل معظمها بوحشية بسلاح حاد».
ثم قال المسئول الكبير في الجيش شهاب عودين لوكالة «فرانس برس» إن جميع الضحايا أجانب، ويشكل اليابانيون والإيطاليون القسم الأكبر منهم.
وانقذت قوات الأمن 13 رهينة على الأقل منهم ثلاثة أجانب خلال تدخلها في المطعم، وقتلت ستة من المهاجمين، واعتقل سابع.
وكان أجانب وبنغلادشيون ما زالوا ينتظرون ظهر السبت خارج المطعم للحصول على معلومات عن ذويهم الذين كانوا في الداخل. وما زال عناصر من الكوماندوس متمركزين على سطوح المباني المجاورة.
وسمع تبادل كثيف لإطلاق النار عندما هاجمت قوات الأمن المطعم، بعد 11 ساعة على احتجاز الرهائن.
وكان المهاجمون اقتحموا المطعم في الساعة 21،20 (15،20 ت غ) وهم يهتفون «الله أكبر»، ثم أطلقوا النار واستخدموا المتفجرات.
وسارع تنظيم «داعش» إلى إعلان مسئوليته عن احتجاز الرهائن، كما أعلنت وكالة أنباء على صلة بالمجموعة المتطرفة. وبثت الوكالة صوراً لجثث غارقة بالدماء، لكن كان من الصعب التعرف إليها.
وتحدث الطاهي الأرجنتيني دييغو روسيني الذي تمكن من الفرار عن «لحظة رعب»، وذلك في تصريح لشبكة أرجنتينية. وأضاف «كانوا يحملون أسلحة رشاشة وقنابل». وأضاف «أحسست أن الرصاص يمر قربي، ولم أشعر طوال حياتي بالخوف الذي شعرت به» أثناء احتجاز الرهائن.
وقال رهينة لوالده إن المهاجمين فصلوا البنغلادشيين عن الأجانب. وأضاف رزوال كريم لوكالة «فرانس برس»، «نقل الأجانب إلى الطابق العلوي، أما البنغلادشيون فبقوا حول طاولة».
وحصلت عملية احتجاز الرهائن بعد سلسلة طويلة من الجرائم. وقتل يوم الجمعة متطوع في معبد هندوسي بالساطور في غرب البلاد، فيما طعن كاهن هندوسي السبت في الجنوب الغربي وعثر عليه في حالة حرجة.
وتعزو الحكومة الجرائم الى مجموعات إسلامية محلية ترغب في تقويض استقرار البلاد.
العدد 5048 - السبت 02 يوليو 2016م الموافق 27 رمضان 1437هـ