ما حصل للفريق الأول لكرة القدم بنادي المنامة الموسم المنصرم والخروج من نفق الهبوط بأشبه ما يسمى بالمعجزة الكروية في آخر لحظات الموسم والبقاء بن الكبار كان أشبه بالكابوس الذي مرَّ على الجماهير المنامية وإدارة النادي كذلك وكل من ينتمي لـ»التاج»، إذ لم يصدق أحد أن الفريق الذي كان الأكثر تطوراً في الموسمين اللذين سبقاه وحصل على المركزين الثاني والثالث في الدوري مع المشاركة في بطولة أندية الخليج، أن يصل لهذا الحال الذي لم يكن يسر عدواً ولا صديقاً.

بالطبع كانت هنالك العديد من الأسباب التي أدت إلى تراجع الفريق إلى ذلك الوضع، ولكن ربما تتفق الغالبية على أن عدم الاستقرار هو السبب الأول وراء ذلك، ففي الوقت الحالي حتى الأندية العالمية من الصعوبة أن تنجح مع أي مدرب مهما كان اسمه والدلائل على ذلك كثيرة، بينما المنامة نجح مع المدرب بن شمام وكان من الأجدى التوصل إلى طريقة أفضل لمواصلته مع الفريق، ثم جاء التعاقد مع المدرب الأسباني وبعده إسماعيل كرامي وشكري بجاوي وتاج. التغييرات أصبحت كثيرة، وحتى على صعيد المحترفين، فالفريق غير مستقر كثيراً من هذه الناحية.

لا أريد النبش في الماضي القريب كثيراً، لكن هذا فقط لتوضيح بعض ما حصل للفريق وجعله يتراجع بهذه الطريقة الغريبة ويتهاوى إلى المؤخرة، وكاد يسقط كذلك إلى الدرجة الثانية، ولا يمكن أيضاً إغفال أن الاهتمام المنامي بكرة السلة أكبر منه بكرة القدم، وهذا الأمر يرفض البعض الاعتراف به، لكن هو واقع، فالاهتمام المقصود به هنا ليس من الناحية المادية فقط، بل يشمل الاهتمام الإداري والجماهيري أيضاً.

وبعد كل ما حصل، نرى أن المنامة ربما استوعب الدرس جيداً من خلال ما نشاهده حاليّاً، فأولى الخطوات كانت تجديد التعاقد مع المدرب خالد تاج الذي نجح في انتشال الفريق بالجولات الأخيرة، ثم إن العمل «الصامت» الذي يقوم به جهاز الكرة بالتعاون مع مجلس الإدارة واضح للعيان حاليّاً، فالتعاقدات الجديدة والتحرك نحو تعاقدات أخرى من شأنها أن تجعل الفريق في وضعية مناسبة الموسم المقبل، وأن يعود منافساً كما كان، والمناميون يعملون من باب «الضربة التي لاتقتلك... تقويك»، والتعلم من الدرس بالتأكيد ليس عيباً، بل بالعكس هذا يدل على أن أخطاءً قد حصلت والآن يتم إصلاحها، وبالتالي الكل يأمل رؤية المنامة في وضعية أفضل، فدورينا يحتاج إلى زيادة عدد الفرق التي تتنافس في المراكز الأمامية وتُنافس على إحراز اللقب أيضاً، فعودة المنامة ستكون بالطبع في مصلحة الدوري، ومع انتهاء الدور المُناط بجهاز الكرة قبل الدوري، فإن الكرة ستتحول إلى ملعب اللاعبين، فلننتظر ماذا سيقدمون في الموسم المقبل.